ودعها ابنها وهو يحمل حقائبه مغادرا هذه الديار التى شهد فيها طفولته
وشبابه.. شهدت معه الحياه حلوها ومرها ودع اخوته واخواته مهاجرا من
هذا الوطن.. جاءت لحظات وداع الام الحنون ودعته بقلب واجف وكف يرتجف
شيعته بذهول النظره المترقرقه دمعا بتمتمة الشفاه المبتهله وغادرها
والدموع تبلل الخدود . . وسافر لكن الام الحنون كانت دائما فى ذهول لم
تكن تحسب يوما ان قسوة الدنيا وهى فى اواخر عمرها تجعلها تفارق
ابنائها . . فاض بها الشوق لكنها لا تريد ان تكون حجر عسره فى طموحات ابنها
الا انها لم تعد تتحمل فكتبت له رساله كتبتها بدم الكبد . . دفقت فيها كل
الموثرات العاطفيه الحزينه النابعه من امومتها حاولت وضع كل الحلول
وكل البدائل لتلك الهجره اللعينه على ان ياتى يعيش بقربها ما بقى لها من عمر
فارسلت له قائلة
عـــافــيـــة مــنــك وراضــيــة عنــك سـو رضايـا
ومـــا بـيــخــــيــــب الـرضــا والـدتــو يـا جــنـايـا
أنت مـن يـا دوب صـغــيــر مـن زمان دايماً مـعايا
أنــت ديـمـه أمـامـي سـايــر مـا بخـليـك بـي قـفايـا
ما بتغيب من عيني لحـظـة ولا حصـل سبتك ورايا
لا من الله يشيـل أمانتوا أنا بـبقي خاصاك بالرعـاية
ليَ يــرعــاك الـبـيــرعـي لـيَ بـيــك يبـــرد حشايـا
أصــلـك أنــت هـديـه مـنـو والله بـيـك أجزل عطايا
جيـتــنـي واحـد مالـي تــانى رحمـه في آخر صبايا
قـبــل مــا أفــقـد قــدرتـي وقـبــل مـا تنـهـار قـوايـا
جيـتـنـي ذي بـدر منـور وفجـأة طلـيــت فـي سمـايا
انـت لــمـا خـلاص كـبـرتـا دار تسيبني أعيش برايا
دار تفـارقـني وتسـافـر والحـزن يصـبح جـزايا كيـف يهـون لك تحـزن أمك شان تحقق ليك غاية
كان مسـافر شـان عـلاجي بلقي في شوفـتك دوايـا وكان عشـان تسقـينا نهلك نحن بي حنك روايا
كان عشـان كـرعيـنا راحـل نحـن بي بعـدك حفايا كان مهاجر شان تعرس خير أبوك مالي التكايا
خيرو وافر أبوك يحمدوا مراحو مليان بالسعايا وبالقروش الجيب مجكن ولسه برضو الجايا جايا
برضـي منـك مـا بقـصـر بحـفـر أديـك المعـايا كان ده كلـو كمـان شُـويّ بتلقـي في دهـبي الكفايا
أصـلـي مـن سـويـتـو نـاذرا إبـقـي لـي أيـام قـسـايـا خـاتـا للـزمـن البعـانـد لي سعـادتك يا عشـايا
أنـت مـن شبـيـت صغـير راسي ما بتحتاج وصايا ما حصل خيبتا ظني ولا فشل فيك زين غنـايا
لا تسـيـب أمــك تـهـاجــر يـمـه محـتـــاجــي الحـمايا
لا تسـيـبـني وراك تـرحـل إنـت يـاك ضُـلـي وضرايا
أنـت فـوق الـحـوبــة مـقـنــع إنـت للـمـكشـوف غطايا
دايري مـنـك تـبــقـي جنـبي . جنبي في فـرحي وبلايا
دايـري كـان قحـيـت اتـبـنـك ارفـع اقـســمـلـك غـتـايا
أنت سـاعـة تـبـقي جنـبـي تـبـقـي ضُـلـي وتـوب قفايا
ومـا بخــاف ظـلـم الـلــيـالي وأنـت يــاك عـكاز عمايا
دايـري أقـضـي عـمـيـري جنـبـك أصـلو قارب للنهايا
خـايـفـي كـان ســافرتـا ترجع تلقي فـاضي البيت بلايا
حـيـنــا مـا بتـنـفـع قـروشـك وما تجـيــب لك أم سـوايا
مـاني عــارفـي سـبــب رحـيلك يـا وليدي شنو الحكاية
إلا تبـقي بـــراك شــايـف فـي فــــراق الــوالــدة غـايـه
ما بعاتبك وما بلومك لو رحلت بلـقي في الأمثال عذايا
عـلـي حـجــر دايـمـاً قليـبـك وقليـبـي كـله عليـك جنـايا