العلوم الغريبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً لا يبلغ مداه الحامدون ولا يدرك حده الحاسبون تبارك الله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين رسوله الأمين محمد وعلى آله الأطهار المصطفين سبل النجاة وأنوار الحق التي لا يستضاء إلا بها...
للدخول في موضوع العلوم الغريبة لا بد من مقدمة لتوضيح مفهوم ومعنى العلوم الغريبة وتنبيه القارئ والداخل إلى هذا البحر العميق ذو الأمواج المتلاطمة وكي يتجنب الغرق في لججه وليستفيد من ليس له إلمام بما يعنيه هذا الموضوع وبيان بعض الأمور المتعلقة بحيثياته ...
إن الإسلام كدين سماوي متكامل أرسله الله تعالى إلى عموم البشرية كان يستهدف بشكل أساسي صنع الإنسان المؤمن القوي الذي يتكاتف مع غيره من المؤمنين الأشداء في بناء الحضارة الإنسانية الراقية القائمة على العدل والمحبة والأخوة وانتشاله من الإنحراف والفساد الأخلاقي في عالم متكامل الأبعاد ولا يأتي ذلك إلا من خلال جملة متسلسلة من البرامج العلمية التي تهدف إلى بناء انسان مؤمن متحضر نزيه لبناء الحضارة التي هي بلا شك هدف كل الاطروحات السماوية , إلا أن طوابير الظلمة وعلى طوال التأريخ دأبوا على الوقوف بوجه المصلحين والدعاة المخلصين مما حال دون تحقيق تلك الامنية وتلك الرغبة العظيمة ودفع الناس قهراً للإنشغال بغيرها.
من هنا نرى أن عدد ليس بالقليل توجه نحو أمور لم يأمر بها الله وما أنزل بها من سلطان إنما هي منافية لتعاليم الدين وإن كانت قد توحي بصحتها ومثال ذلك ما يسمون بالعرافين والمنجمين أو ما يطلق عليهم اليوم بـ (الفلكيين) وتهافت الناس على الأبراج والتكهن والتنبوء وغيرها (وهنا يجدر الإشارة أننا لا ننفي وجود صلة وترابط في بعض الأمور الفلكية وعلم الفلك أي النجوم (لا التنجيم) وأن هناك تأثير محسوس لا ملموس على طبائع البشر وتأثير الساعات والليالي والأيام على حياتنا اليومية) وإن من أهم أسباب إتجاه البعض نحو تلك الأمور كالسحر والشعوذة والخرافات هو البعد عن تعاليم وإرشادات الشريعة السمحاء والتي من دونها يسير الإنسان الى إنحرافات خطيرة منها الوهم ويضيع في عقد نفسية وروحية لا تعد ولا تحصى .
لذا نجد أن الشريعة المقدسة تلزم الإنسان على الإتصال المستمر بخالقه من خلال الدعاء لما يشكله من تربية فكرية ونفسية تعيده إلى فطرته لمجابهة مستحدثات الحياة الدنيوية والمعتقدات الفكرية الطارئة حيث يجد (وتلك لذة حرم منها من لا يؤمن بها) الكثير من الراحة والإستقرار النفسي لانه يدرك أن الخالق عالم بكل شئ وقادر على كل شئ وذلك ما تعجز عنه قطعاً كل القوى الأخرى المخلوقة والناقصة فما تاتي به الساعات المقبلة والأيام القادمة وما سيحل وما سيقع كل تلك امور غيبية لا يمكن لأحد الجزم بها إلا تخرصاً, وذلك ما في علم الله تعالى لا غيره عز وجل , وعليه يجب على من أراد أن يخوض غمار هذه العلوم وتجاربها أن يلجأ إلى الخالق وحده لينجو من المحذور وذلك من خلال الدعاء والأوراد اليومية التي نجدها في وصايا أهل البيت (عليهم السلام) وتأكيدهم على الأدعية خاصة وحرصهم على تربية المسلمين روحياً وبصورة دقيقة على التعلق بالله تعالى والتوسل به كقوة قادرة عالمة ورحيمة لاغنى لأحد عنها وهو الحصن من كل ما يخاف منه .
وبالعودة لأصل الموضوع:إن للعلم سبعين درجة لكل منها خاصيات وأقسام عديدة يختلف كل قسم منها عن الآخر فمنها ما هو واجب شرعاً ومنها ما هو محرم , ومندوب , ومكروه , ومباح ولا يخفى ما بينها من أرتفاع الدرجة وانخفاضها , كما أن من أقسام العلوم علم المنطق وعلم السلوك وعلم الحقيقة وعلم الحروف وعلم الأوفاق وعلم الأعداد والطلاسم وعلم الحكمة وعلم الهيئة وعلم الطب والأدوية القديمة وغيرها ويحتاج كل من هذه العلوم إلى مطالب ومواضيع لا يسع ذكرها هنا قد تأتي لا حقاً إن شاء الله .
إن بعض هذه العلوم لا يمكن للشخص العادي فهمها ما لم يكن معه شخص متمرس فيها أو عالم بها كي يساعده في توضيح بعض الأمور والمعاني التي لا بد منها ووجود المتخصص بهذه العلوم سنداً له في فهم ودراسة الموضوع من جوانبه كافة فلا يقف الطالب للعلم متحيراً في مواضع الصعوبة ويضيع عليه ما وصل إليه وبما أن هذه العلوم كمثيلاتها فيها ماهو مفهوم وسهل التعلم وفيها ماهو صعب ولكن الطالب لها بجد وعزيمة يستطيع الوصول إلى مراتب متقدمة لا سيما إذا كان لديه الحافز والذي شجعنا عليه أحاديث النبي وأهل بيته فمنها قوله "صلى الله عليه وآله وسلم":
(تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة عند الله لأنه معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبل الجنة) .
أجـمل ما يبتـغى يومـاً ويُكـتسَبُ ويُجتَنى من حلى الدنيا ويُنتخَبُ
علمٌ شريفٌ عميمُ النفعِ قد رُفعت لحـامليـهِ بـآفــاقِ الـعُـلا رُتـَــبُ
ملاحظة :
الموضوع طويل وفيه فروع عدة وأحببت أن يكون هذا الجزء للتنبيه أكثر من الدخول في التفاصيل
ولتكملة الموضوع من عدمه أريد أشوف ردودكم ورأيكم بصراحة وبعدها أقرر أكمل أو أتوقف .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورده علي
