الصحابيُّ الجليلُ حَجْرُ بنَ عَدِيّ ... لماذا ؟!!

هو حَجْرُ بن عَدِيِّ الكِنـْدي، وَفـَدَ على النبي صلى الله عليه وآله مع أخيه هانئ، وأصبح أحد قادة الجيش الفاتح للشام، ووفق لفتح(مرج عذراء)( مدينة تبعد عن دمشق 30 كيلو متراً تقريب).
كان (حِجْرُ) رضوان الله تعالى عليه من خواص أمير المؤمنين علي عليه السلام، والمقدَّمين من أصحابه، وقد شهد معه: معركة "الجمل"، و"صفين"، و"النهروان"، وكان فيها من قادتها، إذ كان على كندة يوم صفين، وعلى الميسرة يوم النهروان ،أرسله أمير المؤمنين عليه السلام في أثر «الضحاك بن قيس الفهري» لما أغار على بعض نواحي العراق، فلقيه بنواحي "تَدمُر"، وقتل تسعة عشر رجلاً من أصحاب الفهري وانهزم الباقون. قتله معاوية بن أبي سفيان سنة 51 هـ في عذراء مع ستةٍ من أصحابه، وذكر أن ابناً له كان استشهد معه. و(حِجْرُ)(رض) هو أول من قـُتِلَ صبراً في الإسلام، وقد أحدث قتله استياءً بين المسلمين.
اليوم يأتي الاستياء الأكبر بين المسلمين والعالم أجمع، لأن جريمة هدم القبور جريمة إنسانية عامة، وجريمة نبش القبور جريمة إسلامية عامة،كما أن جريمة هدم المعالم الحضارية التراثية جريمة تحاسب عليها قوانين التراث العالمي، لكون المَعْـلـَمُ التراثيُّ حقَّ الإنسانية ، وحقَّ الأمّة،وحقَّ الدولة.
وبما أنَّ الشعبَ جزءٌ من المجتمع الإنساني، ولأنَّ التراث جزء من الحضارة العالمية،ولأنَّ الدولة عضو في الأمم المتحدة.. عضو في حقوق الإنسان،عضو في المؤتمر الإسلامي،عليه؛ فإنَّ جريمة هدم القبور التالية جريمة إنسانية عامة يجب الرجوع إلى أولياتها من جديد ، وعرضها أمام الجهات آنفة الذكر ،توخياً للحدِّ من تفاقمها واستشرائها بين الأمم والشعوب ، وكما يلي : ـ
أولاً : إقامة دعوى قضائية ضد حكومة المملكة العربية السعودية، عن جريمتها بهدم أئمة البقيع الأطهار في المدينة المنوّرة، مع الاحتفاظ بكافة الحقوق الأدبية والقانونية إزاء جريمة هدم قبور أئمة آل البيت(ع) مرّتين ..((عام 1220هـ & عام 1344هـ))كلاّ حسب لائحة دعواه القضائية :ـ

1/هدم قبر الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في بقيع الغرقد بالمدينة المنوّرة.
2/ هدم قبر الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في البقيع .
2/ هدم قبر الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)في البقيع.
3/ هدم قبر الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) في البقيع.

ثانياً : إقامة دعوى قضائية ضد حكومة صدام حسين في العراق ، عن جريمتها بقصف قبور الأئمة الأطهار في النجف الأشرف وكربلاء .. مع الاحتفاظ بكافة الحقوق الأدبية والقانونية إزاء جريمة هدم قبور أئمة آل البيت عليهم السلام في آذار 1991م .. كلاّ حسب لائحة دعواه القضائية :ـ
1/ قصف قبر الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف.
2/ قصف قبر الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في كربلاء المقدّسة.
3/ قصف قبر الإمام العبّاس بن علي بن أبي طالب (ع) في كربلاء المقدّسة.
ثالثاً : إقامة دعوى قضائية ضد تنظيم القاعدة في العراق ، عن جريمته بتفجيري وهدم قبري الإمامين الطاهرين بمدينة سامراء العراقية (شباط 2006&13حزيران2007) الإمامين العسكريين (ع)، مع الاحتفاظ بكافة الحقوق الأدبية والقانونية إزاء جريمة هدم قبري الإمامين عليهما السلام .. كلاّ حسب لائحة دعواه القضائية :ـ
1/ هدم قبر الإمام علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) بسامراء.
2/ هدم قبر الإمام الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) بسامراء.
رابعاً : إقامة دعوى قضائية ضد الجيش السوري الحرّ ، عن جريمته بهدم ونبش قبر الصحابي الجليل (حَجْرُ بنَ عدي)( رض) بتاريخ 2/5/2013، مع الاحتفاظ بكافة الحقوق الأدبية والقانونية إزاء جريمة هدم ونبش القبر وسرقة الجسد ، والتحري عن مكان إخفاء الجسد الطاهر .. حسب لائحة الدعوى القضائية.
على أن تتولى الجهات ذات الإدعاء بإقامة الدعاوى القضائية ضد المدعى عليهم كافة ، وإستحصال الأحكام القانونية والأبية والتاريخية لكلِّ حالة ، وتوثيق قرارات الحكم التي ستصدر، وذلك بنسخ مصدّقة أصولياً لدى كافة جهات الإدعاء،وتنفيذها كلاّ تجزئة ، ودون محاباة ، وذلك لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
إنَّ الجرائم ضد الإنسانية ، هي جرائم ضد الإنسانية ، إذا كانت تشمل جرائم هتلر ضد اليهود أيام النازية، أو جرائم الإسرائيلين ضد الفلسطينيين في مذبحة دير ياسين ومجزرة قانا بلبنان، وجرائم صدام في حلبجة،وجرائم المسيحيين في البوسنة والهرسك ضد المسلمين،كلها جرائم ضد الإنسانية. كما أنَّ جرائم اليهود بصلب السيد المسيح(ع) هي جرائم ضد الإنسانية (مع التحفظ الديني)، كما أنّ جرائم الملك هرقل بذبح يحيى المعمدان بن زكريا (ع) وإهداء رأسه الشريف إلى باغية من بغايا بني إسرائيل هي جريمة ضد الإنسانية،وجريمة يزيد بن معاوية بذبح سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي .. ابن فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء المصطفى محمد (ص)هي جرائم ضد الإنسانية،كما أن جرائم موت الأطفال الخدّج في مستشفيات الكويت عام 1990هي جرائم ضد الإنسانية . فالجريمة الإنسانية في أيِّ مجتمعٍ وأيِّ شعبٍ وأيِّ بقعةٍ على الأرض هي جريمة ٌ ضد الإنسانية .. في أفريقيا.. في أمريكا اللاتينية .. في أيرلندا .. في كل مكان من العالم ، هي جرائم ضد الإنسانية ، إنْ طالت الأحياء ، أم طالت الأموات .
أما الجرائم التي قام ويقوم بها المارقون على حرمة الأجساد الطاهرة المدفونة منذ 1400عاماً، وهي أجساد لها قدسيتها الدينية والمذهبية والتاريخية ، وهي أجساد ميّتة.. لا حول لها ولا قوّة.. لا تنفع ولا تضر، كيف يجرؤ المارقون على نبش قبورها وهدمها وسرقتها وإخفاءها.. كيف يجرؤ العالم الإنساني أن يسكت على هكذا جرائم مخلّة بالشرف الإنساني والحضاري للمجتمع العالمي والمجتمع الدولي ،كيف يجرؤ العالم الإسلامي أن يسكت على هذا الفعل الشنيع الفضيع المروّع ؟!!
لا زال عليُّ بن أبي طالب (ع) يُرْعِبُ الأمويين .. السفيانيين ، هو وأصحابه رض)، حيّاً أم ميّتا !!!
بسم الله الرحمن الرحيم ( ربّي لا تذرْ على الأرض من الظالمين ديّارا، إنّك إنْ تذرهم يُضِلـّوا عبادَكَ، ولا يلدوا إلا فاجراً كفـّارا) ... صدق الله العلي العظيم .