ميساني يصنع طائرة تجاهلتها الحكومة وتمنعها الشرطة من التحليق
لم يكن أبو زهراء يعتقد أن "انجاز حياته" المتمثل بصناعة طائرة قد يعرضه للمضايقات مثلما لم يتصور أن يحرم من التحليق بها بعد أن أمضى أربعة أعوام من عمره في إنتاجها برغم ضيق ذات اليد.
ففي صباح كل يوم، يذهب أبو زهراء، محمد عبد الله اللامي (مواليد 1954)، الذي وينظر بحسرة إلى الطائرة التي صنعها بيديه على مدى أربعة أعوام من مواد بسيطة، ويبقى يتأملها ويحرسها حالماً بإمكانية التحليق بها متسائلاً عن سبب العراقيل التي تواجهه والتجاهل الذي يلقاه برغم "الانجاز" الذي حققه.
ويقول أبو زهراء، في حديث إلى (المدى برس)، أن هذا "الانجاز هو هديتي لمدينتي الحبيبة ويشكل بداية لورشة كبيرة متخصصة بصناعة السيارات والطائرات".
ويضيف محمد عبد الله اللامي، لقد "صنعت الطائرة من مادة الألمنيوم على مدى أربعة أعوام لضعف حالتي المادية إذ كنت اشتري قطعة من الالمنيوم كل شهر لحين اكمال هيكل الطائرة وأصبحت هيكلاً بدون محرك"، ويبين "أجريت عدة تجارب لكي اجعل الطائرة تحلق فاشتريت مجموعة محركات لم تحقق الهدف المنشود".
ويوضح اللامي، "بعد تجارب عديدة والاتصال بخبراء في المدينة ذهبت لمحافظة بغداد واشتريت محرك فولكس واكن باص بقوة 600 حصان كونه يعمل بقوة دافعة كبيرة ولا يتحاج للتبريد بالماء لأنه يعمل بدون راديتر"، ويتابع "بعد شراء المحرك اكتملت الطائرة وصنعت لها غرفة تحكم من أبسط المواد الموجود في الحي الصناعي في المحافظة".
والطائرة تعمل بكوابح ومقود ومدوسة وقود ويمكن التحليق بها لأي مكان تبعاً لتوفر الوقود. ويزيد "تمنيت أن أحلق بالطائرة ولو لمتر واحد حتى لو كلفني هذا حياتي لكنني فوجئت بعرقلة من قبل الشرطة التي فرضت علي اجراءات منعتني من الصعود فيها وطالبوني بنقلها من جرف نهر دجلة واخذوا يترددون يومياً على مكان الطائرة على الرغم من حصولي على كتاب تخويل من قيادة الشرطة وزيارة مدير الشرطة نفسه لمكان عمل الطائرة في بيتي الواقع على كورنيش العمارة".