يقول د.هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً وأستاذ الأمراض الجلدية :
إن «حب الشباب» من الأمراض الجلدية التى يلعب العامل النفسى دوراً كبيراً فى ظهورها فى مرحلة الشباب نتيجة تغير فى هرمونات الجسم وتعرض الإنسان للتوتر العصبى،
حيث توجد غدد تحت الجلد تفرز مواداً دهنية وأحياناً يحدث انسداد فى فتحات هذه الغدد فتحدث الحبوب نتيجة تكون المواد الدهنية وأحياناً تصاب بالبكتيريا فتصبح حبوباً صديدية
وللوقاية منها ننصح بالإكثار من تناول الأغذية التى تحتوى على فيتامين «أ» مثل الجزر والسبانخ والبطاطس فضلاً عن تناول اللحوم والكبدة والتى لها خاصية القضاء على حب الشباب كما أنها تضفى على البشرة النعومة والنضارة.
ويمكن استخدام بعض المنظفات الطبيعية للبشرة مثل البابونج حيث يستخدم كغسول وذلك بأن تغلى ثلاث ملاعق كبيرة من زهرة البابونج فى لتر ماء وبعد خمس دقائق يصفى ويغسل به الوجه فإن له القدرة على علاج حب الشباب وكذلك مسحوق أزهار البابونج إذا وضعته فوق الدمامل يعمل على شفائها وعصير الثوم أيضاً يفيد فى علاج الدمامل البسيطة.
كذلك أثبتت الدراسات العلمية أن تساقط الشعر يعد من المشاكل الكثيرة التى تقابل العديد من الناس والتى تتأثر بالتوتر النفسى حيث تصيب الإناث والذكور على السواء المصابين بالتوتر وتأخذ صوراً مختلفة فقد يحدث تساقط شعر فروة الرأس بصفة عامة وبمعدل يزيد عن «150 شعرة فى اليوم مما يؤدى إلى انخفاض كثافته وظهور مساحات فارغة إلى حد ما بفروة الرأس وهذا يزيد من حدة التوتر والقلق للمريض.
وقد تأخذ المشكلة شكلاً آخر عندما يتساقط الشعر بصورة مفاجئة وبمساحات محددة عادة تأخذ الشكل الدائرى حيث يظهر الجلد خالياً تماماً من الشعر وهو ما نطلق عليه «مرض الثعلبة» والذى يعتمد علاجه على استخدام الفيتامينات المناسبة والعلاجات الموضعية التى تعتمد على التركيبات الطبيعية كما أنه فى بعض الحالات يضطر الطبيب لحقن الجلد بمركبات من مشتقات الكورتيزون لعلاج المرضى.
أمراض مناعية
ويضيف ويتفق د.محمود عبدالرحيم عبدالله (مساعد بطب عين شمس)
أن البهاق والصدفية من الأمراض المناعية التى تتأثر بالحالة النفسية.
فالبهاق عبارة عن بقع بيضاء ناصعة البياض تظهر فجأة عند أى عُمر وفى الغالب تظهر قبل البلوغ وعند سن الأربعين والخمسين على هيئة بقع فى أماكن قليلة وقد تأخذ أجزاء كبيرة فى الجسم وخاصة الكوع والوجه والساق والأصابع وأحياناً تصيب الجسم.
وعن العلاج يقول د.محمود:
إن المناعة الذاتية أهم شئ فى العلاج حيث انه يوجد خلل فى الخلايا المناعية تهاجم خلية الصبغة وتقضى عليها ونسبة حدوثه 1% وتلعب الجينات دوراً كبيراً ، ولذا يورث هذا المرض أحياناً للأبناء كذلك العوامل النفسية تلعب دوراً مساعداً فى إظهاره وقد يتوقف نشاط المرض «البهاق» وقد يستمر فمن الممكن أن نلجأ إلى العلاج الضوئى أو العلاج بالليزر وتعتمد هذه العلاجات على تعريض المريض للأشعة فوق البنفسجية مما يؤدى إلى تنشيط الخلايا «خلية الصبغة الموجودة فى الخلية المحيطة بالبهاق وقد يستمر العلاج حوالى «6 شهور».
وجدير بالذكر أن العلاج بالليزر نتائجه أسرع من الضوئى عندما يظهر البهاق فى مساحات صغيرة فى الجسم.
فإذا لم ينتج عن هذه العلاجات أى نتيجة يمكن اللجوء إلى حقن خلايا من الأماكن غير المصابة واستئصال أجزاء من الجلد من أماكن مختبئة مثل منطقة الفخد أو بين الفخدين ووضعها على الجزء المصاب ونسبة نجاحها عالية بشرط أن يكون المريض فى مرحلة هدوء.
أما مرض الصدفية فيقول عنه د.محمود:
إنه عبارة عن بقع وحبوب حمراء مغطاة بقشور بيضاء وتظهر فى الكوعين والساقين وفروة الرأس والأظافر وأحياناً تصيب المفاصل وأحياناً تصيب أى مكان فى الجسم وقد أحياناً تصيب الجسم بالكامل ولا ترتبط بعمر الإنسان ونسبة الإصابة به «1-2%».
إذا كانت الصدفية بسيطة نكتفى ببعض المراهم أما إذا كانت منتشرة فنلجأ إلى العلاج الضوئى والليزر كما ذكرنا من قبل وقد نلجأ إلى الحقن أو تناول أقراص تؤخذ بصفة أسبوعية شديدة الفاعلية «ويمنع عنها مريض الكبد».
أو قد نلجأ للعلاج البيولوجى وهو علاج حديث شديد الفاعلية ولكنه غالي الثمن «علماً بأن الصدفية مرض مزمن مثل الروماتيزم والذئبة الحمراء يحتاج إلى علاج مستمر ولم يتم التوصل لطرق الوقاية منه أو من مرض البهاق..».
روشته نفسية
هذه آراء أساتذ الأمراض الجلدية فماذا عن رأى علم النفس ؟ تقول د.أميرة الديب:(أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة الأزهر)
أن الأمراض العضوية وخاصة الجلدية التى تسمى «سيكوسوماتية» سببها الرئيسى أمراض نفسية والبهاق والثعلبة والحكة «الهرش» كلها أمراض تنتج عن الاكتئاب والقلق وخاصة مرض الثعلبة الذى ينتج عن سوء التنشئة وسوء المعاملة من الآباء والشعور الدائم بالنقص والعجز وعدم المواجهة وعدم التنفيس وأيضاً مرض الصدفية تتسبب فيه الهموم والمشاكل ويمتد التنفيس عن تلك المشاكل بظهور هذا المرض الجلدى.
وللوقاية من تلك الأمراض الجلدية تقول د.أميرة :
تختلف الوقاية حسب الأعمار فإذا كان المريض من كبار السن فيجب إبعاده عن التوتر والقلق والاكتئاب والانشغال فى العمل وممارسة الميول والهوايات.
أما إذا كان المريض من صغار السن فالنصيحة موجهة للآباء فيجب عليهم البعد عن القسوة والحزم الشديدين والتسلط والتحكم فى التنشئة ومراعاة الوسطية فى التربية والبعد عن التدليل المفرط وأهم شئ الصداقة بين الآباء والأبناء.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed77
