ارى بالمقال رائحة تقزيم وتسفيه دور العشائر والريف بالعراق وكأن دور الشعوبية يعود من جديد
هناك ملاحظات ارجح بها التحامل وسوف اصححها وفق رؤيتى الشخصية مع احترامي لك او لكاتب المقال
1 - 90 بالمئة من الشعب العراقى يعود ال عشائر عربية او غير عربية وان جل مدن العراق ما هو الا هجرة منظمة لمئات السنين من الريف والقرى الى المدينة
2 - نادر ما نجد اهل المدن لا يوجد لهم ارتباط بالريف فجلهم يملكون اراضى ومنازل فى قراهم سواء كانت بعيدة او قريبة
3 - غير صحيح الوصف البائس لمشايخ العشائر وهو اشبه بوصف الفرعون وتعامله مع شعبة فشيخ العشيرة يقدر ويحترم الكبير والصغير وهناك اعراف سائدة للتعامل المبنى على الاحترام ومفهوم العشيرة قائم على الواحد للكل والكل للواحد فان كانت هناك شواذ من البشر تتعامل بصلف وعلو مع ابناء عشائرهم فهذا المفهوم غير سائد على جميع العشائر فالمشايخ والرؤساء بالعراق معروف بختهم ومساعيهم الخيرة
4 - العراق ومنذ نشأته الحديثة سواء فى العهد العثماني او الملكي او الجمهوري قائم على احتواء نظام ثنائي ما بين دولة المؤسسات والعشائر فالعشيرة ومشيختها تعتد بها الدولة بل تلجأ لها كثيراً فى حال عجزها عن حل بعض الامور ولك مئات الشواهد فى تدخل مشائخ العشائر فى المشاكل العالقة مع الحكومة
5 - بمراجعة اطروحات العالم العراقي على الوردى رحمه الله وهو الرائد فى علم الاجتماع سواء بالعراق او الوطن العربي سوف تجد ان هجرة البادية الى الريف هى من كانت الحائل فى استقرار العراق والريف العراقى شبه متمدن وقد كانت هجرة الجزيرة العربية وبادية الشام الى العراق هي المسبب الرئيسي فى عرقلة التجارة والمواصلات وثقافة النهب ولاكن جميع عشائر العراق هى بالاساس نابعه من هجرة البادية الى الريف سواء بالعصر الجاهلي او الاسلامي او ما بعده والي اليوم
6 - ان عدت بالتاريخ فاغلب مدن العراق غير القديمة تعتبر ناشئه ففى القرن التاسع عشر نشئت اكثر من 50 % من مدن العراق وبالطبع جميعها كان اهاليها من الريف او البادية وعلى سبيل المثال نذكر منها الناصريه - سوق الشيوخ - العمارة - على الغربي - قلعة صالح - المحمودية - الهندية - الصويرة - الكوت - الشطرة - ابو صخير - المجر - الرمادى - الكميت - البغيلة - الرفاعي - الشامية - وغيرها عشرات المدن الكبيرة اليوم اما كانت قرى مهجورة او قري صغيرة كخانات مرور للقوافل
باعتقادي ان جل مدن العراق قوامها الريف والريف قوامه البادية ولاكن لكل زمن دولة ورجال وتحامل المقال يذكرني بتعالي صاحب الابل على صاحب الغنم وصاحب الغنم على الفلاح والفلاح على اهل الباديه وابن المدينه على الفلاح والفلاح على البقال والصانع والخضار وهكذا هم البشر كل يري بنفسه الافضل