الشروق اليومي
رفض لاعبي المولودية استلام ميدالياتهم الشرفية
ما زال التصرف الغريب الذي قام به المنسق العام لفريق مولودية الجزائر، عمر غريب، يثير الكثير من الجدل في الأوساط الكروية، بعد أن غادر لاعبو المولودية والطاقمان الإداري والفني ملعب 5 جويلية، دون تسلّم الميداليات ومتابعة تتويج جيرانهم بالكأس الثامنة، خاصة أن أكثر الناس تعاطفا مع المولودية، وأكثر الناس تحاملا على الحكم الدولي جمال حيمودي وعلى اتحاد العاصمة، لم يشاهدوا أخطاء تحكيمية "هزمت" المولودية وهي في طريقها للفوز!! وتساءل الكثيرون إن كان غريب يجرؤ على هذا الفعل لو كان الرئيس بوتفليقة حاضرا المواجهة، وطبعا الجواب متوفّر وسريع لدى كل الجزائريين، بمن فيهم غريب ومناد وبقية اللاعبين..
وللأسف، فإن هذه الحادثة لم تكن الوحيدة في تاريخ الجزائر، فقد حدثت في سنة 1990، عندما غاب للمرة الأولى رئيس الجمهورية، الشاذلي بن جديد، بعد أحداث أكتوبر 1990 ضد مولودية باتنة، التي كان يقود ناديها عبد الحق بن بولعيد ابن الشهيد الرمز، مصطفى بن بولعيد، حيث جلس في المنصة الشرفية مولود حمروش رئيس الحكومة، وسلّم الكأس في لقاء فاتر حضره أقل من عشرة آلاف متفرج، لرفقاء مسجل هدف الوفاق الوحيد، اللاعب مصطفى غريب، بينما قرّر الباتنيون الانسحاب وعدم الصعود إلى المنصة الشرفية، احتجاجا على رئيس الفاف، الراحل عمر كزال، لأنه حسب إدارة مولودية باتنة، تعاطف مع وداد تلمسان في معركة انتزاع بطاقة الصعود إلى الدرجة الأولى، من خلال خصم نقطة من رصيد المولودية في ذلك الحين، وانسحاب الرياضيين من منصات التتويج أيضا، أساءت للجزائر في الكثير من الأحيان، كما حدث في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة سبليت اليوغوسلافية عام 1979، عندما انسحب الملاكم بولقصيبات الحاصل على برونزية الدورة، تعاطفا مع شقيقه التوأم الذي شارك في نفس الدورة، وتعرّض لتحيّز من الحكام .
كما انسحب رياضي آخر في مدينة اللاذقية السورية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، احتجاجا على التحكيم، بعد اكتفائه ببرونزية وزن الريشة في الملاكمة، وكلّها أفعال فردية بعيدة عن روح الرياضة، لأن التاريخ يشهد أن ألمانيا المظلومة في مونديال 1966 بهدف أنجيلزي في الدورالنهائي لم يتجاوز الخط، قبلت قواعد اللعبة، وصعدت إلى المنصة الشرفية، حيث جلست ملكة بريطانيا إليزابيت التي سلّمت للإنجليز كأسا لا يستحقونها، أمام أنظار الألمان المظلومين.
والجزائريون الذين يتابعون مباريات العالم عبر القنوات المختصة، شاهدوا الكثير من الهفوات التحكيمية التي غيّرت مجرى المباريات والنتيجة، ولم يحدث أن شاهدوا مثل ما قام به رفقاء بابوش، مساء الاربعاء، عندما تركوا رئيس الحكومة والملايين من المشاهدين يتابعون تصرفا لا رياضيا من فريق اجتهد ولم يصب، وكان من المفروض أن يكتفي بأجر الاجتهاد لا أن يبخّره.