كلمات للزهراء لكاتب مسيحي
تحفة أدبية بليغة أتركها لحكمكم ، نال على أثر كتابتها الأديب المسيحي سليمان كتاني جائزة مكتبة في النجف الأشرف متفوقاً على الكثير من المسلمين
يقول الخطيب الحسيني الكبير السيد جاسم حفظه الله قبل أن يلقيها من على المنبر بما معناه متسائلاً : فمن منا يعرف فاطمة الزهراء سلام الله عليها حق المعرفة ؟
معرفتنا بها معرفة سطحية ، فهي ابنت نبينا( ص ) زوجة علي ( ع ) أم الحسنين وزينب بطلة كربلاء ( ع ) ، ماتت وهي مظلومة . ، اسمع ما يقول المسيحي عن ابنة نبيك يا مسلم :
ايه فاطمة .....
يا ثغرا تحلى بالعفاف فطاب رضابه ،
ويا عنقا تجمل بالمكرمات فذكا إهابه .
لقد عبق خط وصلك ببنت عمران – يا ابنة المصطفى .
فتلك مريم – مافرشت الأرض إلا من نتف الزنابق ، وأنت النفحة الزهراء ، ما نفثت الطيب إلا من مناهل الكوثر .
والخط خط الطهر والعفاف – (مازنر) الأرض إلا حفف أرهاقها ، ولا عانق الأجيال إلا لون افاقها .
والأرض – لولا هذا الأثير يغمرها – تأجن
والزمن – لولا ها العبير يرشفه – يأسن .
يا بتول – يا أم أبيك .....
لقد كانت النبوة طفلك البكر :
داعبته بيد – قبلته بفم – عانقته بعين – رافقته بقلب – حضنته بروح – ضممته بشوق ... فاشتعلت بين حناياك أشواق السماء – والتهبت في محجريك أثقال المعاني .
لقد ذاب التراب في المصهر – ياابنة الجنة ...
هكذا – يا ابنة أبيك – أصبحت الوصية ...
يا طيب الأمومة ،
يا مشتهى العفة – يا طهارة المردن ،
يا نحيلة ،
أي فتى هو فتاك – ما اندغمت في رحابه إلا كما يندغم النور في كأس شفيف ...
يا عناق الحب – ياوصلة العمر – يا امتزاج المسك بالعنبر – يا اعتصار الشوق من قلب العفر – يا أم ريحانتين جسدا أشواق النبوة .
يا ابنة البقيع ...
يا كبرياء النفس في عنفوان الخفر ...
أية دمعة ليس لها أن تحرق مقلتيك ، وأنت فوق ضريح – ثوى فيه مخمل الكف ، وحنوة القلب ، ورنوة العين ، وهلة الجبين ، ودفقة المبسم ... وهالة كالديمة موصولة العبق بغار حراء ... ومسحة كالنور فيها كل العزاء ...
وذاب حبر الوصية يا أنوف . .
وبقيت على الخط الكريم - يا عديلة مريم ،
يا قيثارة النبي ،
يا ثورة اللحـد ،
يا وترا في غمد .