قد ابتليت مجتمعاتنا فى الآونة الأخيرة بانتشار المسلسلات المدبلجة وانتشار آثارها المدمرة فى المجتمع كانتشار النار فى الهشيم، فمن المسلسلات المكسيكية الى التركية والهندية واليابانية وغير ذلك مما هب ودب، فهل المشكلة فقط فى الدبلجة للغة العربية أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير؟؟
ان القضية الأولى ليست فى الدبلجة لفهم اللغة فقط لكن القضية هى الثقافة والمباديء والقيم والعقائد، فكما نرى أن هذه المسلسلات عبارة عن كم هائل من القيم والأفكار التى تنقل مجتمعاتهم الينا رغما عنا، بكل ما فيها من معتقدات وتجاوزات وعادات مهما كانت بعيدة أو مخالفة لمعتقداتنا وعاداتنا.
لقد خلقت تلك المسلسلات تناقضا كبيراً بين الواقع الصعب المليء بالمكدرات وبين الخيال الجامح والعواطف الجميلة، بين الحب العذرى الطاهر الذى ينتهى بالزواج وبين العلاقات المحرمة والصداقات التى تعيش فى ظلام الخطيئة، بين قناعات الفضيلة والاستقامة وبين ثقافة أطفال السفاح وعمليات الاجهاض وخلط الأنساب..
لقد أفرزت تلك المسلسلات على مدى السنوات الماضية جيلاً مذبذباً بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، فتيات يبحثن عن شبيه لمهند ويحيى بأشكالهما ورومانسياتهما المفرطة كما صورتها مسلسلاتهما، والشباب لم يعد بامكانه أن يقتنع بقريبته تلك الفتاة التى ربما لم تر الشمس وجهها فأين هى من نور ولميس وغيرهما..
للأسف الشديد فان جيل الشباب هذا لم يعد عنده القدرة الكافية على التمييز بين الواقع والتمثيل، وبين ماهو أصيل ومزيف نتيجة الكم الهائل الذى تلقاه عبر شاشات التلفاز.
لابد لنا من وقفة صادقة ننظر فيها بتمعن لما نختاره لأبنائنا ولمجتمعاتنا ولما ندخله على بيوتنا ولعوائلنا، فنحن محاسبون أمام الله تعالى ((وقفوهم انهم مسؤولون )).
منقول