أرجع كتاب صدر أخيراً سبب خروج كاظم الساهر من وطنه العراق وعيشه بقية حياته خارجها إلى الإهانة التي كان يتعرض لها كاظم من قِبل عدي نجل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأبرز الكتاب بعض المواقف التي تعرض لها الساهر على يد عدي منها غناء الساهر لساعات طويلة بعضها ليلة كاملة أمام عدي، ومنها إشهار عدي لحذائه في وجه الساهر وإجباره على التوقيع عليه.
وكشفت نسخة جديدة من كتاب (كنت طبيباً لصدام) للدكتور علاء بشير الذي كان يعمل بأحد المستشفيات المخصصة لمعالجة النخبة العراقية الحاكمة، عن الإهانة التي تعرض لها كاظم الساهر من قِبل (عدي) نجل الرئيس العراقي صدام حسين وهى الإهانة التى كانت السبب الرئيسي في رحيله عن العراق وعدم عودته إليه مرة أخرى.
ويروي الدكتور علاء بشير في كتابه أن عدي كان يغار بشدة من التفاف الجميلات حول كاظم الساهر في كل مكان يذهب إليه، حيث كان معتاداً على دعوة المطربين ويجبرهم على الغناء في حفلاته الخاصة لفترات طويلة جداً تستغرق الليل كله ولم يكن باستطاعة هؤلاء المطربين أن يعترضوا خوفاً من بطش عدي وهو نجل الرئيس والمعروف بسرعة غضبه والذي قتلته القوات الاميركية .
ويضيف الطبيب: ذات مرة اتصل عدي بالساهر وقال له يجب أن تأتي لتسليني وحضر كاظم الحفل وأجبره مثل غيره على الغناء حتى مطلع الشمس لليوم التالي وقبل أن يغادر كاظم الساهر الحفل قال له عدي: أرى أنك تقوم دائماً قبل وبعد حفلاتك بالتوقيع على صورك وتوزعها على المعجبات ويجب أن تفعل الشيء نفسه لي ولأصدقائي فوجئ الساهر بعدي يشهر حذاءه في وجهه ليوقع باسمه عليه ثم يجبره على تكرار توقيعه على أحذية جميع أصدقائه الحاضرين ولم يكن أمام الساهر إلا الامتثال له فهو يعلم جيداً عواقب عصيان أوامر عدي وبعدها خرج كاظم من العراق ولم يعد إليه أبداً، حسب رواية واحد من الذين حضروا هذه الواقعة وهو محمد المفرجي أحد حراس عدي.
ويقول المؤلف أيضاً إن عدي كان شديد الغيرة من المطربين بشكل عام وكان يلجأ إلى التشهير بهم من خلال جريدة (بابل) ومحطة تلفزيون (الشباب) اللتين كان يمتلكهما، وكان يكشف من خلالهما أسرار المطربين اللا أخلاقية كما كشف سر محاولة كاظم زرع شعره في محاولة منه ليثير المعجبات ضده. كاظم الساهر الذي غادر العراق اتجه إلى القاهرة للإقامة شبه الدائمة فيها وحقق شهرة عربية واسعة ولديه أيضاً مساكن عدة في عواصم عربية وأوروبية أخرى ودائماً ما يغني لبغداد والعراق في حفلاته الغنائية.
ومن المعروف أن عدي صدام حسين هو الابن البكر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من مواليد عام 1964م.
وبعد سقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003، توارى عدي عن الأنظار وكذلك شقيقه الأصغر قصي ووالده وجميع رموز النظام حتى قتل مع أخيه قصي على أيدي القوات الأمريكية بعد قتال عنيف دار بينهم في مدينة الموصل يوم الثلاثاء في الخامس والعشرين من تموز عام 2003م، حيث كان يحتل المرتبة الثالثة في قائمة المطلوبين التي نشرتها الولايات المتحدة بعد أخيه قصي ووالده صدام.