المفاضلة عند الله سيحانه وتعالى ليس بالقوة ولابالشهادة ولابالنسب ولابالعشيرة ولابالمال ولا بالبنين فقط بالتقوى كما فيقوله تعالى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) {الحجرات/13}
في التقوى راحة الدنيا وسكينتها ونجاة من البلايا والفوز بالآخرة وهي من النعم العظيمة والمجهولة وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) (( أن من النعم سعة المال وأفضل من سعة المال صحة البدن , وأفضل من صحة البدن تقوى القلب )) وقال (عليه السلام) (( أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ,فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم , ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم , فسكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت منها ما أخذه الجبابرةالمتكبرون , ثم أنقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر الرابح , اصابوا لذة زهد الدنيافي دنياهم وتيقنوا أنهم جيران الله غدا في آخرتهم , ولا ترد لهم دعوة , ولا ينقصلهم نصيب من لذة ))وقال (عليه السلام) (( اوصيكم عباد الله بتقوى الله وطاعته فأنها النجاة غدا والمنجاة ابدا )) كلام روي عن الإمام علي (عليه السلام) عندما رجع من معركة صفين أشرف على القبور بظاهر الكوفة قال ((يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة ، يا أهل التوبة ، يا أهلالغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أنتم لنا فرطسابق ونحن لكم تبع لاحق أما الدور فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت هذا خبرا من عندنا فما خبرا من عندكم ؟ ثم ألتفت إلى أصحابه فقال : أمالو أذن لهم بالأخبروكم أن (( إِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )) {البقرة/197}