إن كان للحب والحنان واللطف قيمة شعورية فلها قيمة علاجية ، ولكننا عرفنا الحب مثلا من وجه الغريزة ، وبقي أن نعرفه من وجه الفائدة .
ترى ماهذا العلاج المدهش الذى لايكلف سوى لمسة حانية ينطلق على أثرها هرمون (الاكسيتوسين) ؟! ذلك هو الهرمون المعالج الذى سكن اجسامنا طيعا وبقيَ رهنا لأى إشارة حب !
ولأن الزوجين هما أكثر المنتفعين بهذا الدواء، لذا عليهما تفعيل الغدد فيما يخص جانب ( الاكسيتوسين ) وذلك باستثارتها دومـــا بالمودة والرحمة والأُلفة التى جعلها الله ملكا لهما . وما أجمل دور النظرات التى تعبر عن اللهفةوالتواصل ! والقبلات الحارة التى ترغم الغدد على أن تكون أكثر تفاعلاً !
والمرأة الذكية هى التى تتدفق بجمالها ورقتها رويدا في عيني وروح شريك العمر ، وذلك ليتقاطر الهرمون لدى الزوج نقطة بنقطة ؛ حريصة ألا تسكبه دفعة واحـدة كي لايتوافد الزهد والشبع عقب الرغبة الكاملة .
وعلى الرجل أن يحقق رجولته مع ذكورته ، وأن يحقق لطفه مع ولعه ، وأن يكون جذابــــا في هندامـه ومظهره ؛ فهذا أدعى لشغف المرأة ! وأنشط لإدرار هرمــون ( الاكسيتوسين ) عندها هى الأخرى !
حقا .. بلمسة واحدة تنهض الهرمونات من موضعها ؛ راكبة كريات الدم ، جائلة في كل زوايا النفس لتنعشها ! وتبث فيها الفرح والمرح حتى تتبعها قطرة أخرى ! ويتوالد مـن ذاك المرح هرمون آخر ألا وهـو ( الانترفيرون ) !! ذلك هو الهرمون المتمم لجند الجسم ليقوم بمهمته الكبرى في مهاجمة الأمراض !
ومـا يزال الهرمون متجها إلى البشرة لينقيها،وإلى الخدود ليحمرها بـ (روج) رباني لم تقدرعلى صنعه الشركات ! ويبقى الهرمون جاهدا حتى يؤخر قدوم الشيب والكبر !