* أرادت طلائع من جيش بكر بن وائل ذات يوم أن تُغير على بني تميم وفي طريقها رأت السليك بن السلكه وهو أحد صعاليك العرب المشهورين وهو من بني تميم، كما أنه من أشهر العدائين العرب.. فلما رأته طلائع جيش بكر بن وائل قالوا: إذا علم السليك بنا فسوف ينذر قومه.. فبعثوا إليه فارسين على جوادين.. فلما طلباه خرج يعدو كأنه ظبي.. وطارداه طول يومهم ولكنهم لم يلحقوا به.. وعندما وصل إلى قومه حذرهم من الجيش القادم لغزوهم من بكر بن وائل وأنذرهم إلا أن عمرو بن جندب وعمرو بن سعد ومعهما القوم كذبوه ولم يصدقوه فيما قال.. فأنشأ يقول:
يكذِّبني العُمرَانِ عمرو بن جُندبٍ
وعمرو بن سعدٍ والمكذِّب أَكذبُ
ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها
كراديسَ يَهديها إلى الحيِّ موكبُ
كراديسَ فيها الحوفزانِ وقومُهُ
فوارسَ هَمَّام متى يَدعُ يركبوا
فجاء جيش بكر بن وائل واجتاحهم دون أن يأخذوا العدة لذلك لأنهم لم يصدقوا ما قاله لهم السليك وتحذيره من قدوم الجيش إليهم..
عروة الصعاليك
* ما دمنا تطرقنا لأحد صعاليك العرب فلابد أن نعرج على عروة بن الورد الذي هو شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وأحد صعاليكها والمعدودين من أجوادها.. وكان يلقب بعروة الصعاليك لأنه كان يقوم بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم وجاعوا.. ومن أشعاره المشهورة والتي احتوتها بطون أمهات الكتب الأدبية هذه الأبيات التي يخاطب بها زوجته:
إذا المرءُ لم يطلب معاشاً لنفسهِ
شكا الفقر أو لام الصديقَ فأكثرا
وصارَ على الأَدنينَ كَلاَّ وأَوشَكَتْ
صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَنْ تَنَكَّرا
فَسِر في بلادِ الله والتَمِس الغِنَى
تَعشْ ذَا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعذَرا
الشاب الظريف
الشاب الظريف هو لقب الشاعر محمد بن سليمان التلمساني الذي ولد في القاهرة سنة 661 هجرية، وتوفي في دمشق ولم يتجاوز عمره 26 سنة وله شعر في الغزل جميل ورقيق ومن قوله في إحدى قصائده التي شاعت بين الناس:
لا تُخْفِ ما صَنَعت بِكَ الأَشواقُ
واشرح هَوَاكَ فكلُّنا عُشَّاقُ
فَعسى يُعينكَ من شَكوتَ لَهُ الهَوَى
في حملهِ فالعاشقونَ رِفاقُ
واصبر على هجرِ الحبيبِ وربما
عادَ الوصالُ وللهَوَى أَخلاقُ
ياربِّ قد بَعُدَ الذين أَحبُّهم
عني وقد أَلِفَ الفراقَ فِراقُ