أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأشخاصَ المُعتلِّين نفسياً تنقصهم "وصلاتٌ" كهربائيَّة يحتاج إليها الدماغُ للشعور بالاهتمام تجاه الآخرين.
يُعتقَد أنَّ نتائجَ الدراسة هي الأولى من نوعها، ويُمكن أن تُؤدِّي إلى تطوير طرق علاجية أفضل للأشخاص الذين لديهم اضطرابٌ في الشخصيَّة. يشتمل الاعتلالُ النفسيُّ على بعض السِّمات، مثل قساوة القلب والتلاعب والرغبة في اكتشاف الأحاسيس، فضلاً عن السلوك العدائيِّ للمُجتمع.
يُؤثِّرُ الاعتلالُ النفسيُّ في نسبة 20 إلى 30 في المائة من الرجال والنساء في سجون الولايات المتَّحدة, مُقارنةً مع حوالي 1 في المائة من عامة السكَّان؛ وتُعدُّ حالاتُه مسؤولةً عن المقدار غير المُتكافىء من الجرائم وحوادث العُنف المُتكرِّرة.
اشتملت الدراسةُ على 80 سجيناً في مُؤسِّسة إصلاحية أمريكيَّة, تراوحت أعمارُهم بين 18 إلى 50 عاماً؛ وخضعوا إلى تقييمٍ لمستويات الاعتلال النفسيِّ لديهم. استخدم الباحثون بعدَ ذلك التصويرَ بالرنين المغناطيسي المباشر لمراقبة نشاط الدماغ عند السُّجناء في استجابةٍ لرسوم تُظهر أشخاصاً تعرَّضوا إلى الأذى عن قصد، والتعابير الوجهيَّة التي تُظهر الألم.
وجدت الدراسةُ أنَّ السُّجناء، الذين كان لديهم مستوياتٌ مرتفعة من الاعتلال النفسي, أظهروا تنشيطاً أقلَّ من الطبيعي في مناطق الدماغ، بما فيها اللوزةُ المخيخية التي تُمارسُ دوراً هاماً في الشعور بالاهتمام تجاه الآخرين وتقييم عافيتهم.
قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة جين ديكتي، أستاذُ علم النَّفس والطب النفسي لدى جامعة شيكاغو، وهو خبيرٌ في الأسس البيولوجيَّة للتعاطف: "إن النقَّصَ الملحوظ في التعاطف هو سمة تُميِّزُ الأفرادَ الذين لديهم اعتلال نفسي".
"هذه أوَّلُ مرَّة تُفحَصُ فيها بشكل مُباشر العمليات العصبيَّة التي تُرافِقُ عمليةَ الشعور بالتعاطف تجاه الآخرين عند الأشخاص الذين لديهم اعتلالٌ نفسي، وخصوصاً في استجابتهم تجاه شعور الآخرين بالألم والضائقة".
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الجمعة 26 نيسان/أبريل