- نهج البلاغة: عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)(في
بعض خطبه: قال: وذلك زمان لا ينجو فيه إلاّ مؤمن نُومَة،إن
شهد لم يعرف وإن غاب لم يفتقد،أولئك مصابيح الهدى وأعلام
السّرى ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر،أولئك يفتح الله لهم
أبواب رحمته ويكشف عنهم ضراء نقمته. أيّها الناس سيأتي
عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه.
بيان: قوله الإمام(عليه السلام)لا ينجو فيه إلاّ كل مؤمن
نومة.فالنجاة من شرّ ذلك الزمان وأهله إنّما يحصل بأمرين:
أولاً: لابدّ أن يكون الإنسان مؤمناً.
وثانياً: لابدّ أن يتّصف بالنُوَمة بضم النّون وفتح الواو،عرفه
الإمام(عليه السلام) بأنّه إن شهد وحضر في مكان لا يعرفه
الناس،وإن غاب لا يتفتقده الناس.ومدح الإمام هؤلاء الصنف
فقال:أولئك هم المصابيح الذين يهتدي بهم الناس،وهم الأعلام
الواضحة للسرى،وهم الذين يسيرون ليلاً.وليس هؤلاء
المساييح جمع مسياح وهو الذي يسيح بين الناس بالفساد
والنميمة،ولا من المذاييع جمع مذياع الذي إذا سمع لغيره
فاحشة أذاعها ونوه بها.ولعل المراد به من لا يذيع أسراره،ولا
يعرف الناس ما في نفسه كما سيأتي هذا،المعنى للنومة في
الروايات الآتية إن شاء الله. والبذّر بتشديد الذال جمع بذور وهو
الذي يكثر سفهه ويلغوا منطقه.
- غيبة النعماني عن الإمام الصادق(عليه السلام)،أنّه قال،خبر
تدريه خير من عشرة ترويها،إنّ لكل حقّ حقيقة ولكلّ صواب
نوراً،ثمَّ قال:إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيهاً حتى يلحن له
فيعرف اللحن.إنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال:على منبر
الكوفة:إنّ من ورائكم فتنة مظلمة عمياء منكسفه لا ينجو منها إلا النُوَمة.
قيل:يا أمير المؤمنين وما النُّومة؟
قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه،واعلموا أنّ الأرض لا تخلو
من حجة لله(عزّ وجلّ)،ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم
وجورهم وإسرافهم على أنفسهم،ولو خلت الأرض ساعةً واحدة
من حجّة لله،لساخت بأهلها ولكن الحجّة يعرف الناس ولا
يعرفونه،كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون.