TODAY - December 30, 2010
تربع أبل على القمة وفيسبوك تطيح بجوجل وتعثر مايكروسوفت
شهد عام 2010 تغيرات كبيرة على صعيد الخريطة التكنولوجية العالمية وكان أبرزها صعود نجم أبل وفيسبوك على حساب جوجل ومايكروسوفت، إذ زادت قيمة أصولهما بمليارات الدولارات وكان لهما تأثير ملحوظ حول العالم.
شركة واحدة فقط هي التي أسست سوقا جديدة تماما وهيمنت عليه بقبضة من حديد.
ففي غضون أقل من عام على إطلاق أبل لجهاز "آي باد"، تحولت الأجهزة اللوحية من رفاهية إلى منتج يسعى لاقتنائه الجميع.
ويتوقع أن يبلغ إجمالي مبيعات أبل من أجهزة آي باد خلال هذا العالم 13.3 مليون جهاز.
لا يتوقف الأمر عن حد أن أبل بمفردها تمكنت من ابتكار مصدر للدخل يرد مليارات الدولارات، بل إنها أعادت تشكيل مفهوم الحاسبات.
فمنذ إطلاقها جهاز آي باد انخفضت مبيعات الأجهزة الدفترية "نوت بوك" بشدة.
كما أن جهاز أبل الجديد سرع من وتيرة صعود "HTML5" كلغة برمجة للإنترنت على حساب تقنية الفلاش "Flash".
ولا يزال تأثير ذلك يظهر على عدد لا يحصى من تطبيقات وبرامج الإنترنت.
وبالإضافة إلى كل ذلك، فقد أعاد آي باد تعريف مصطلح "الأجهزة المحمولة".
فعلى صعيد الهواتف المحمولة، أصدرت أبل الجيل الرابع من هاتفها المحمول "آي فون" وضمنته عددا من المميزات التي جعلته يستحوذ على اهتمام كثير من المستهلكين، منها شاشة عالية الدقة والوضوح وكاميراتين تعملان مع خاصية الاتصال بالفيديو.
وعلى الرغم من مشكلة فنية في الاستقبال ظهرت في الهاتف الجديد، إلا أن سياسة أبل في مواجهة هذا الخلل، وغياب منافس قوي بديل، قللا من تأثير ذلك على مبيعات "آي فون 4".
كما قامت أبل بتحديث نظام تشغيل "iOS"، الذي يشغل كلا من آي فون وآي باد، ليضم أكثر من مئة خاصية جديدة، مثل التشغيل المتزامن لأكثر من تطبيق "Multi-tasking" وإمكانية عمل مجلدات لترتيب أيقونات البرامج.
وقبيل نهاية العام، أطلقت أبل خدمة للتواصل الاجتماعي وألحقته في أحدث إصداراتها من نظام تشغيل "iOS" وفي برنامج "آي تيونز iTunes" لتشغيل وتحميل الملفات الموسيقية، وأسمت الشبكة الجديدة "بينج Ping".
لكن أبل لم تخرج كل ما في جعبتها بعد. إذ يتوقع أن تكشف النقاب عن "آي باد 2" في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما سيعزز من هيمنة وتربع أبل على السوق التي ابتكرتها.
صعود فيسبوك
في غضون أسبوع واحد فقط، تهافت 50 ألف موقع إنترنت على استخدام أدوات التفضيل والمشاركة الجديدة التي طورها موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
كما يسعى 10 آلاف موقع انترنت كل يوم للتكامل مع أدوات المشاركة والتواصل التي يطورها موقع فيسبوك.
قليلة هي الأشياء التي لاقت رواجا عبر الإنترنت بالسرعة التي انتشر بها بروتوكول فيسبوك "Open Graph" وزر التفضيل "!Like".
لكن هذا النجاح لا يعني أن عام 2010 كان سهلا على فيسبوك.
فقد وجهت للموقع انتقادات لاذعة بشأن إجراءات التحكم في الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمستخدمين.
كما سربت بيانات مئة مليون مستخدم لفيسبوك ونشرت على الإنترنت.
وقد دفع ذلك فيسبوك إلى تطوير عدد من الأدوات التي يستخدمها المطورون وتغيير واجهة الاستخدام لتصبح أبسط وأسهل استخداما، على حد قول فيسبوك.
كما اتخذ فيسبوك إجراءات ضد بعض مطوري التطبيقات على موقعه بعد ضبطهم وهم يبيعون معلومات شخصية للمشتركين لشركات دعاية.
وقد أطلق فيسبوك عددا من الخدمات الجديدة، مثل خدمة تشكيل "مجموعات Groups" والتي لم تكن متوفرة من قبل، وخدمة "الأماكن Places" التي تمكن المستخدمين من تسجيل أماكن تواجدهم ومشاركتها مع أصدقائهم.
وبتخطي عدد مستخدمي فيسبوك حاجز النصف مليار، فإن انتشار وتوسع قاعدة بياناته قد بلغ حدا أثار هلع عملاق الإنترنت جوجل.
كما ثار خلاف بين الشركتين قررت جوجل على إثره حظر نقل المعلومات من بريدها الإلكتروني "Gmail" عبر موقع فيسبوك مباشرة.
لكن فيسبوك رد بتوفير حلول مؤقتة للمستخدمين تمكنهم من الالتفاف حول الحظر الذي فرضته جوجل.
ثم أتبع فيسبوك هذا الرد الدفاعي بهجوم مضاد أعلن فيه عن تحديث جذري لخدمة التراسل الفوري عبر موقعه، وأعلن أن هذه الخدمة الجديدة ستنتزع الصدارة عن خدمات البريد الإلكتروني الكبرى الأخرى مثل "Gmail" و"Yahoo" و"HotMail".
وفي تعزيز لصعود نجم فيسبوك، طلب موقع "ماي سبيس MySpace" المنافس من فيسبوك مساعدته على جلب الزوار إلى موقعه الذي يعاني من تناقص عدد مستخدميه.
وقبيل نهاية العام، كشف فيسبوك عن شكل جديد لتصميم الصفحات الشخصية لمستخدميه، وأصبحت تحتوي على مزيد من المعومات عن حياة المستخدمين.
ولم تقتصر شعبية فيسبوك على مستخدمي الإنترنت، بل تعدته إلى السينما.
فقد شهد فيلم "شبكة التواصل الاجتماعي The Social Network"، الذي يحكي قصة نجاح موقع فيسبوك، رواجا كبيرا لدى بدء عرضه في دور السينما.
وفي ظل كل هذا النجاح، لا عجب أن اختارت مجلة تايم الأمريكية، مارك زوكربيرج، مؤسس موقع فيسبوك، شخصية العام 2010.
تعثر كوكل
وعلى العكس من فيسبوك، واجه جوجل خلال عام 2010 إخفاقين كبيرين على صعيد خدمات التواصل الاجتماعي.
فلم تلق خدمتا "الموجة Wave" و"الطنين Buzz" الإقبال الذي كانت جوجل تراهن عليه من قبل مستخدمي الإنترنت بوجه عام ومحبي التواصل الاجتماعي بوجه خاص.
لكن تداعيات إخفاق جوجل في إقناع المستخدمين بهاتين الخدمتين لم تقتصر على جوجل وحده بل على الإنترنت ككل.
فباستثناء خدمة يوتيوب YouTube، لاقى جوجل إخفاقا تلو الآخر على صعيد خدمات التواصل الاجتماعي. فإن خدماته: Blogger، Orkut، Dodgeball، Picasa، Jaiku، Google Friend Connect، Google Latitude ،Google Wave، Google Knowl إما أغلقت في نهاية المطاف أو تغلب عليها منافسون جدد مثل Foursquare، Facebook، WordPress وTwitter.
وفي ظل تلك الإخفاقات المتتالية، لم يعد هناك من يعترض سبيل فيسبوك، الذي يتجه بخطى واثقة نحو التغلب على جوجل في قيمته وفي هيمنته على عرش الإنترنت.
وسيصبح جوجل أشبه ما يكون بمايكروسوفت، مؤسسة تحقق ربحا لكنها غير قادرة على النمو، بينما يتجه فيسبوك ليصبح "جوجل المستقبل" وسيمتد تأثيره على مستخدمي الإنترنت لأعوام.
اخفاقات مايكروسوفت
أما شركة مايكروسوفت، فلم تنل من التوفيق ما نالته منافستها أبل.
فقد خسرت الشركة 240 مليون دولار إثر إخفاق هاتفها المحمول "كين Kin"، لكن خسارتها لم تتوقف عند هذا الحد.
كما أفضت موجة من القرارات السيئة إلى سلسلة من الإخفاقات.
لكن مايكروسوفت تحاول الآن مسح هذا الإخفاق من ذاكرتها بإطلاق نظام تشغيل الهواتف المحمولة "Windows Phone 7".
وتهدف مايكروسوفت من وراء ذلك إلى منافسة الصعود القوي لنظامي تشغيل "iOS" لهواتف "آي فون iPhone" من تطوير أبل و"Android" من تطوير جوجل.
وبرغم هذه البداية البطيئة، إلا أن مايكروسوفت عازمة على المنافسة في سوق الهواتف المحمولة ولأمد غير قصير.