غالباً ما تمثل الإعدادات وإمكانيات الضبط المتوفرة لأجهزة التلفاز وأجهزة الاستقبال (AV) معضلة كبيرة، ليس فقط بالنسبة للمبتدئين في استعمال أجهزة السينما المنزلية، ولكن لكثير من المستخدمين؛ حيث إنهم لا يتمتعون بأية معرفة بأوضاع ضبط درجة حرارة الألوان أو توازن اللون الأبيض وكذلك إعدادات عمق الصوت وحدته.
وأوضحت جيني براونه من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين :”لا يجرؤ كثيرٌ من المستخدمين على التعامل مع قوائم الضبط هذه، ولكن من المفيد أن يحاول المرء تجريب هذه الإعدادات”. ولا داعي للقلق من نتائج هذه التجارب، حيث لن يتسبب هذا الأمر في حدوث أية أعطال أو اختلالات؛ لأن جميع الأجهزة الإلكترونية تقريباً تشتمل على وظيفة إعادة الضبط «Reset»، التي تتيح استعادة أوضاع الضبط الأصلية للجهاز مرة أخرى.
الصورة الاختبارية
ومن الأفضل استخدام صورة اختبارية لإجراء عمليات الضبط الدقيقة لطريقة عرض الأجهزة الإلكترونية، وتتوافر هذه الصورة على العديد من المواقع الإلكترونية بشبكة الإنترنت، حيث يمكن نسخها بكل سهولة على أسطوانة DVD، وتوضح هذه الصورة بشكل عام الأوضاع المختلفة لصورة التلفاز.
ومَن لا يثق في قدرته على تقييم الصورة، فيمكنه البحث في منتديات الشبكة العنكوبتية عن الإعدادات المثالية الخاصة بالمستخدمين الآخرين. وفي تلك الأثناء يجب العثور مجدداً على الصورة الصحيحة لكل مسار إشارة أو مدخل صورة؛ لأن جهاز التلفاز يقوم في معظم الأحيان بتخزين أوضاع ضبط الصورة لكل مدخل أو كل جهاز تشغيل بشكل منفصل.
وينصح كريستوف دي لوف، المحرر التقني بمجلة «أوديو فيديو فوتو بيلد» الصادرة بمدينة هامبورغ شمالي ألمانيا، مستخدمي أجهزة السينما المنزلية، لاسيما المبتدئين منهم، بضرورة تجريب مختلف الإعدادات المسبقة لجهاز التلفاز في البداية.
وتتميز أوضاع الضبط التي تحمل أسماء عادي «Normal» أو فيلم «Film» بأنها تكون مناسبة للاستخدام بشكل جيد في معظم الأحيان، وعلى النقيض من ذلك يتسم وضع الضبط الديناميكي «Dynamic» بأنه يكون صارخاً في أغلب الأحيان.
ذوق المستخدم
كما تشجع الخبيرة الألمانية جيني براونه المستخدمين أيضاً على ضرورة تجريب الإعدادات المتوافرة بالأجهزة الإلكترونية، وتقول :”هناك إعدادات كثيرة لا يمكن تقييمها بموضوعية؛ لأن الأمر كله مسألة ذوق”، وهذا ينطبق مثلاً على أوضاع ضبط درجة حرارة الألوان، التي تجعل الصورة تبدو بشكل أكثر برودة أو أكثر دفئاً بوجه عام.
حتى إن ظروف الإضاءة المثالية في أنظمة السينما المنزلية تخضع هي الأخرى لمسألة الذوق، ويقول الخبير الألماني كريستوف دي لوف :”لا ينبغي إعتام الغرفة تماماً إلا في حالة استخدام أجهزة البروجيكتور أو التقنية ثلاثية الأبعاد، كما أن ضوء النهار الساطع لا يتلائم بطبيعة الحال مع استخدام أجهزة السينما المنزلية”.
ومن الأفضل استخدام ضوء خافت، الذي تختلف درجته باختلاف أذواق المستخدمين، ومع ذلك تنصح رابطة أطباء العيون بمدينة دوسلدورف غربي ألمانيا بضروة وضع مصدر الضوء في مكان مناسب، بحيث لا يعرض مشاهدي التلفاز للإبهار.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من أجهزة التلفاز تأتي حالياً مزودة بمستشعر يقوم بمواءمة درجة السطوع والتباين تبعاً لظروف الإضاءة المتغيرة، وتقول الخبيرة الألمانية جيني براونه :”في أحدث أجهزة التلفاز تعمل هذه الخاصية الآن بشكل يُعتمد عليه”.
جودة الصوت
ويتعين على مستخدمي أجهزة السينما المنزلية الاهتمام بجودة الصوت بنفس درجة اهتمامهم بالصورة، حيث يوضح توماس بريغر من رابطة الشركات المنتجة للأنظمة الصوتية «High End Society» بمدينة فوبرتال غربي ألمانيا، قائلاً :”لا يضطر الشخص العادي هنا إلى التعامل مع الكثير من التفاصيل، ولكن يتعين عليه مراعاة بعض القواعد الأساسية”.
ومن ضمن هذه الأمور اختيار المكان المناسب لوضع السماعات؛ حيث ينبغي عليه في حالة استعمال نظام صوتي 5.1 وضع السماعة المركزية بالقرب من الشاشة، أما سماعات الاستريو فيجب تركيبها على الجانب الأيمن والأيسر في مستوى ارتفاع الرأس تقريباً. ومن الأفضل أن يأتي الصوت القادم من الخلف من وضع أعلى بعض الشيء.
وإلى جانب ذوق المستخدم يعمل مضخم الصوت على تحديد الموضع الدقيق للسماعات، وفي الوقت الراهن يتم تزويد العديد من الأجهزة بخاصية المعايرة الأوتوماتيكية، التي تعمل على تحديد موضع السماعات عن طريق إشارة صوتية. وبديلاً عن ذلك يمكن في أغلب الأحيان إدخال مقاسات السماعات والمسافات بينهما يدوياً.
وعلى أية حال أوضح الخبير الألماني توماس بريغر أنه يتعين على عشاق مشاهدة أفلام السينما في غرفة المعيشة بذل المزيد من الجهد للاستمتاع بالمشاهدة، ويؤكد على ذلك بقوله :”هذا المجهود سيُؤدي إلى ظهور اختلاف كبير بالنسبة الصوت المحيطي المجسم”.
ومن أجل الاستمتاع بدرجة موحدة لنقاء الصوت ينبغي أن تكون جميع السماعات تحمل شعار نفس الشركة المنتجة. وبالنسبة للمستخدم الذي يتوافر لديه سماعات استريو جيدة ويرغب في دمج هذه السماعات في نظام صوتي 5.1، فمن الأفضل استعمال السماعات القديمة للأصوات والنغمات التي تصدح من الخلف، فعندئذ لن تظهر اختلافات واضحة في جودة ونقاء الصوت.
صندوق المعلومات: وضع غرفة المعيشة في الحسبان
يمكن لعشاق مشاهدة أفلام السينما في المنزل تجنب الكثير من الأخطاء عند شراء أجهزة السينما المنزلية أو التلفاز من خلال التخطيط الجيد، وأوضح كريستوف دي لوف، الخبير بمجلة «أوديو فيديو فوتو بيلد» :”لا يجب أن تكون الأجهزة معقولة التكلفة أو قوية الأداء فحسب، بل لابد أن تتناسب مع غرفة المعيشة أيضاً”.
ففي الغرف ذات المساحات المحدودة ينبغي استعمال سماعات صغيرة، والتي يمكن تعليقها على الحائط أو وضعها على أحد الأرفف بشكل غير ظاهر، كما أن أجهزة التلفاز الكبيرة للغاية أو الصغيرة للغاية قد تعكر من صفو الأجواء الممتعة أثناء مشاهدة الأفلام في المنزل. ولذلك يُفضل أن يكون قطر الشاشة ثلث المسافة بين الأريكة وجهاز التلفاز.