نسأل الله العلي القدير الا يري اي مؤمن مكروها في عزيز، ففقد اي شخص قريب او بعيد له اثره المؤلم في النفس؛ لطبيعة وقع كلمة الموت المفزعة على النفس، لكن فقد عزيز هو اشد وطئا وايلاما على النفس، وهكذا هي سنة الحياة، فكما قيل ان اصعب ما في الدنيا ان تكسب شخصا واحدا وتخسر الكل لأجله واقسى ما في العالم عندما يتركك هذا الشخص، فتذكر انك خسرت الدنيا من اجله.
الموت حق قال تعالى "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" فالموت عبارة عن خروج الروح من جسم الإنسان والانتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى وبين الخروج والانتقال لحظة فاصلة، علينا ان ندرك عظمتها فكل أتباع الديانات السماوية يؤمنون بأن هناك حياة أخرى بعد الموت تعتمد على إيمان البشر أو أفعالهم فينالون العقاب في النار أو الثواب في الجنّة، فهذه الديانات جميعها جاءت لترسخ مبدأ الثواب والعقاب، الثواب لمن أطاع أوامر الله وانتهى عما نهى الله عنه، والعقاب لمن خالف ذلك وأصرّ على المعصية.
ويعتبر الإسلام أن الروح هي من علم الغيب عند الله وهي سر عظيم من أسرار الله — عز وجل — ويدعو لاحترام الروح والجسد بعد الموت، وإكرام الجسد بالدفن. قال الحسن البصري رحمه الله: "ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت".. فالموت هو الحقيقة التي لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس"
ما لهؤلاء المكابرين الذين تتراءى امام اعينهم جوامع الاحبة والاصدقاء والاقرباء ينسلون الى بارئهم والقبور تغص بجثامينهم يواجهون هذه اللحظة الرهيبة الحاسمة بحصائد اعمالهم وارصدتهم الدنيوية.. الا يتعظ هؤلاء المفلسون في الدنيا من فداحة اعمالهم وهم يكابرون ويتمادون في التلذذ بإيذاء الآخرين دون تمييز ولو كانوا من اقربائهم .