مهنة المحاماة فى إنجلترا يتميز النظام الإنجليزى لمهنة المحاماة, و الذى يوجد مثيله فى كل من نيوزيلاندا و أستراليا, بأنه يتضمن نوعين من المحامين, فى تقسيم ليس له مثيل فى معظم دول العالم. و المحامى , فى مفهومنا, هو من تخرج من كلية الحقوق, و ربما نال دبلوما أو أكثر, ثم عمل كمحام تحت التمرين فى مكتب محام أقدم, و بعد فترة التمرين, يمكنه أن يباشر المهنة, إما فى مكتب محام آخر,أو شريكا مع عدد من المحامين مثله, و إما فى مكتبه الخاص الذى يعمل فيه بمفرده, وإما فى مؤسسة خاصة, و إما فى مؤسسة عامة, و إما فى قضايا الحكومة. فى إنجلترا, الحال يختلف. فرغم أن المحامى ربما يتخرج من نفس الكلية التى تخرج منها زميل له, إلا أنهما قد لا يحملا نفس اللقب. فالمهنة تنقسم الى نوعين من المحامين, نوع يطلق عليه إسم ٍSolicitor , و نوع يطلق عليه إسم Barrister ما الفرق إذا؟ هناك فروق فى الممارسة, و فى التدريب, 1- التدريب: ** بعد أن يتخرج طالب القانون من الجامعة , و لكى يصبح Solicitor , عليه أن يؤدى إمتحان القبول النهائى فى ( المجتمع القانونى) و هذا هو الإسم الذى يطلق على نقابتهم, أو إتحادهم, و لا يمكن أن يمارس المحامى هذه المهنة بدون القيد فى هذه النقابة, بعد النجاح فى الإمتحان النهائى, يلتحق المحامى بأحد المكاتب الكبيرة, لكى يعمل تحت الإختبار لمدة عامين على الأقل. و القبول للعمل تحت التمرين فى مكتب محامى كبير, هو مشكلة كبيرة, حيث أن كبار المحامين ليس لديهم الوقت لتدريب المحامين الجدد, بل أن بعض شباب المحامين يدفعون مبالغ طائلة لكى يُمكنهم التدريب فى المهنة. و رغم أن القانون يلزم المحامى الكبير بدفع مرتب للمتمرن, إلا أن هذا المرتب الشهرى لا يكفى لمصاريف الإنتقال الى مكان العمل. لهذا, تكاد تكون هذه المهنة مقصورة على الأغنياء. **أما تدريب ال Barrister فيختلف, حيث أن من يرغب فى أن يكون باريستر, فلا بد له من الإتحاق بواحد من المعاهد الداخلية الأربعة, و الموجودة وسط لندن, و التى يُطلق عليها : Inns Of Court , و كلمة Inn تعنى حانة, و ترجع التسمية الى العصور الوسطى, و كل حانة يرأسها قاضى , هى خليط من المدرسة الداخلية, و النادى, و الكلية, و المؤسسة المهنية. و يجب على المتدرب أن يستكمل 12 فترة دراسية , و يجب أن يتناول العشاء فى قاعة الطعام ثلاث مرات فى كل فترة. و الغرض من هذا الحضور الإجبارى فى تجمع كبير, على مائدة طعام, هو إستمرار لتقاليد المهنة التى يتوارثونها منذ العصور الوسطى, و التى تشجع روح العمل الجماعى, و تُحسن من إسلوب الحديث و الخطابة و المجادلة, كما أن فترة التدريب ينعقد خلالها محاكمات صورية لقضايا إفتراضية. و يجب على المُلتحق أن يستمر فى الدراسة الداخلية لمدة عام كامل, و ذلك للإستعداد للإختبار النهائى, و جميع المناهج التى يتم تدريسها, و كذلك التدريب العملى, يتم تحت إشراف ( مجلس الثقافة القانونية) بعد حضور جميع الفترات الدراسية ال 12, و بعد النجاح فى الإمتحان النهائى, يتم أستدعاء المُتدرب امام المنصة فى الحانة التى التحق بها, و هناك يتم منحه لقب باريستر تحت التمرين, حيث لا يستطيع الممارسة لحسابه الخاص بدون إشراف باريستر قديم, إلا بعد عام. إختصاصه كتابة العقود, و الوصايا, و إرسال رسائل مطالبة قانونية, و مكاتبة الجهات الرسمية, 4- إذا احتاجت المشكلة , يقوم بالإعداد للقضية, و يقوم بالأعمال المكتبة, أى تحرير العرائض و إرسالها, أو الإتصال بالبوليس, أو المحاكم... الخ. 5- إذا كانت القضية بسيطة, فيمكنه التمثيل أمام المحكمة, و القيام بالعمل كمحامى تقليدى. 6- أما إذا رأى أن القضية تحتاج الى محام متخصص, فإنه ينصح العميل بذلك, و يقوم بترشيح باريستر للقيام بهذه المهمة, و متى و افق الباريستر على قبول القضية مبدئيا, يحول العميل الى الباريستر. 7- متى بدأت القضية الدخول فى الجد, فإن السوليسيتور يقوم بإعدا ملخص للقضية, و يرفق به جميع المستندات المطلوبة, و يرسلها الى الباريستر. أما الباريستر, فهو شبيه بالطبيب الأخصائى: 1- فلا يمكنك الإتصال به مباشرة, و لا يمكنك الذهاب الى مكتبه بدون تدبير سابق, حيث أن الباريسترز يمارسون عملهم فى مكاتب تقع فى مبان ضخمة مجاورة لمبنى المحكمة, و لا يُسمح بالدخول سوى من كانت قضاياهم قد تم تحويلها من السوليسيتور, الى الباريستر. 2- قد يرى الباريستر زبونه مرة واحدة قبل القضية, و يسمع من العميل قصته مرة أخرى, ثم يشرح له جميع الإحتمالات, كما يشرح له كم ستكلفه القضية , حيث أن عمله يتحدد بعدد الساعات التى يقضيها فى المحكم’ و أحيانا, يدفع الزبون أتعاب تصل الى حوالى 500 جنيه استرلينى لحضوره لمدة ساعتين. 3- بعد ذلك, لا ترى الباريستر إلا فى المحكمة, و إذا أردت الإتصال به قبل ذلك, فعليك أن تتصل بالسوليستر أولا, و غالبا سيطلب منك الحضور لديه لتقديم ما عتدك. 4- فى المحكمة, يكون عمل الباريستر هو الدفاع عن المدعى عليه, أو تمثيل المُدعى, و فى القضايا الجنائية, يكون الباريستر إما ممثلا للدفاع, و إما ممثلا للإتهام, حيث أن وزارة العدل تلجأ للباريسترز لكى يقوموا بمهمة الإدعاء, أى أن المحكامة عادة لا يستعمل فيها غير الباريسترز سواء فى الإتهام أو الدفاع. 5- يكون عمل الباريستر عادة فى منتهى الصعوبة, فالمحاكمة تتم فى جلسة مستمرة, يجب عليه التنبه لكل كلمة, و يكون مستعدا لسؤال أسئلة ذكية, و الرد على أسئلة أكثر ذكاءا. 6- يكون مع الباريستر عادة محام آخر, سوليسيتور مثلا, لكى يساعد بالبحث عن المستندات, أوالرجوع الى القضايا التى يُذكر إسمها كمرجع, و يكتب بسرعة ملخص لهذه الأشياء, و يقدمه الى الباريستر الذى يقرأها بسرعة قبل الرد على سؤال, أو قبل أن يسأل سؤال.
أى أنك إذا أردت دفاع جيد, عليك أن تدفع أتعاب السوليسيتور, و الباريستر الحديث الممارسة , و الباريستر الكبير, أو مستشار الملكة. و فى وصف الفرق بين السوليسيتور , و الباريستر, يُوصف الأول بأنه المحامى "الجالس", حيث يتم معظم عمله مكتبيا, و هو جالس على مقعده المريح. أم الباريستر, فيُوصف بأنه المحامى"الواقف", لأنه يمارس عمله فى المحكمة واقفا طوال وقت المرافعة و هو يجلس أحيانا للإطلاع على المستندات,