النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

هل سجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تربة كربلاء ؟

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 927 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: December-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 240 المواضيع: 25
    التقييم: 14
    مزاجي: طاكه روحي
    آخر نشاط: 4/February/2014
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى الزاملي إرسال رسالة عبر AIM إلى الزاملي إرسال رسالة عبر MSN إلى الزاملي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الزاملي

    هل سجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تربة كربلاء ؟

    هل سجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تربة كربلاء ؟


    الجواب : إنّ أبرز مظاهر العبوديّة هو السجود على التراب الطاهر ، وقد أرشد النبيّ(صلى الله عليه وآله) المسلمين إلى ذلك وقال : «جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» ([1]) ، ولذلك فإنّ التراب في نظر الحديث الشريف له خصوصيّتان :
    الأُولى : السجود ووضع الجبهة عليه .
    الثانية : في حالة عدم وجود الماء يكون التيمّم بالتراب عوضاً عن الغسل والوضوء .
    ولكن ـ ومع الأسف ـ انتفى هذا الأمر النبوي من مساجد البعض ، والحال أنّه في ما مضى بسبب انعدام الإمكانيّات الماديّة ، كان المسلمون يسجدون على الحصير أو الأرض ، ولكن مع توفّر الإمكانيّات المادّية تمّ فرش المساجد بأنواع الزرابي الفاخرة ، ذهبت سنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أدراج الرِّياح .
    أمّا اتباع ال البيت عليهم السلام فإنّهم يعتقدون بوجوب السجود على الأرض أو على شيء ينبت منها، ولهم أدلّتهم على ذلك ، وقد تمّ شرحها في كتاب « الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف» .([2])
    ولكن في نفس الوقت فإنّ السجود على تربة كربلاء له فضيلة كبيرة حسب ما جاء في الروايات ، وهذا ليس معناه أنّ السجود يكون للحسين(عليه السلام) ، بل يكون لله تعالى ، والتربة الحسينيّة بحسب الاصطلاح الفقهي «مسجودٌ عليها» والسجود عليها مستحبّ وليس واجباً ; والنكتة في ذلك هو أنّ ذلك التراب «تربة الحسين(عليه السلام)» ، قد عُجن بدم أكبر حام للإسلام وهو الذي زلزل أركان الحكومة الأُمويّة الظالمة ، والسجود على تلك التربة ـ خاصّةً ـ هو ذكرٌ لأُولئك الشهداء الذين بذلوا مهجهم من أجل حماية الدِّين ، وهم أنصار الحسين (عليه السلام)الذين آثروا الموت الأحمر على العيش الأسود الذليل والركون إلى الظَّلَمة .
    وأمّا القول بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يسجد على تربة الحسين(عليه السلام) ـ إن كان ذلك صحيحاً ـ فيعود إلى أنّ ملاك السجود على تلك التربة الشريفة لم يتحقّق بعد ، ولأنّ ذلك التراب لم يُسق من دم الحسين بعدُ ، ولم يكتسب البركة .
    والأصل المعمول به في سيرة العظماء أنّهم دائماً يسجدون على تراب الأمكنة المقدّسة ويقبّلونه ، فمسروق بن الأجدع (المتوفّى سنة 62 هـ) بالمدينة ـ وهو من التابعين ـ كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنةً يسجد عليها.([3])
    وممّا مرَّ ذكره فإنّ السجود على التربة الطاهرة في البيوت والفنادق والمدارس وسائر الأماكن التي يتردّد إليها المسلم ، ليس أمراً سهلاً وميسوراً ، ممّا استدعى إلى جلب أطهر أنواع الأتربة الموجودة في العالم الإسلامي التي صُنعت على شكل قوالب يمكن حملها في الجيب ، حتّى يتمّ للمسلم العمل بالحكم الإلهي بصورة أسهل ، ويعبد الله كما أراد منه ، في أيّة بقعة تواجَدَ فيها الإنسان المصلّي .
    لنا أن نسأل : هل سجد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على هذه الزرابي الثمينة والأفرشة الباهظة الثمن التي فرشتم بها مساجدكم ، أو أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) سجد على الحصى والحصير ؟!
    والعجيب هنا أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يصرّ على أن يسجد المصلّي على التراب ، فاذا رأى من سجد على كور عمامته، قال له: «ألزِق جبهتك بالأرض» .([4])
    وعن خبّاب : « شكونا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) حرّ الرّمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يُشكنا، أي لم يزِل شكوانا» ([5]) .
    وعن جابر بن عبدالله، قال: كنت أصلي الظهر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ قبضة من الحصى لتبرد في كفي أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر.([6])
    والشيء الأكثر مخالفةً لما تضمّنته هذه الروايات ، هو إصرار القوم على السجود على الفرش والسجّاد الثمين ، ممّا يجعلنا نحكم أنّ عصرنا هذا قد تحوّلت فيه السنّة إلى بدعة ، والبدعة إلى سنّة!!
    وأخيراً نذكر أنّ زوجة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّ سلمة تقول : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال وهو يبكي : «أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي يقتلونه ] يعني الإمام الحسين (عليه السلام) [، وأتاني بالتربة التي يُقتل عليها ، فهي التي أُقلِّب في كفّي» .([7])
    [1] . صحيح البخاري : 1 / 91، كتاب التيمّم ، برقم 2 .
    [2] . الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف : 1 / 234 ـ 267 .
    [3] . مصنّف ابن أبي شيبة : 2 / 172 .
    [4] . العزيز في شرح الوجيز ، المعروف بالشرح الكبير : 1 / 557 .
    [5] . السنن الكبرى للبيهقي: 2 / 105 ; فتح الباري: 2 / 13 .
    [6] . سنن أبي داود: 1 / 100، برقم 399 .
    [7] . المعجم الكبير : 3 / 107 ـ 111 ، الحديث 2814 ـ 2827; كنز العمال: 13 / 657، برقم 3668 .

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    مشكور سيد على الطرح الرائع والنقل المفيد
    تحياتي وتقييمي

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,209 المواضيع: 396
    التقييم: 420
    مزاجي: متفائل
    المهنة: خريج كلية التربية قسم التاريخ والآن طالب
    موبايلي: Galaxy Duos
    آخر نشاط: 25/February/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى امير النحل
    مقالات المدونة: 19
    بارك الله بك موضوع جيد نابع من جودك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال