اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن الاعتداء على عناصر الجيش العراقي حرام وغير مقبول، بعد يوم على مقتل خمسة جنود قرب ساحة اعتصام الرمادي، وطالب بـ"إيقاف" ما يجري في المناطق الشمالية والغربية، وفيما أعرب عن تمنيه أن لا يكون العنف دعاية انتخابية، ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي إلى "تحكيم" العقل وعدم جر البلاد إلى "هاوية التقسيم".
وقال مقتدى الصدر، في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه مساء السبت: "أرجو أن لا يكون العنف هو أحد الدعايات الانتخابية في كل حقبة انتخابية يخوضها بلدنا الحبيب وشعبنا المجاهد"، مبينا أن "الانتخابات النيابية باتت قريبة، لذا صار على الحكومة مقارعة أحد ما، كما فعلت في الماضي في صولة الفرسان واليوم...!!! ؟".
وأضاف الصدر "لقد أعطينا في صولة الفرسان أمرا وأوعزنا للجميع، انه إذا ما حاول الجيش مقاتلتكم أيها المقاومون، فأعطوهم زهورا بيد وأغصان زيتون بيد أخرى"، مشيرا إلى ان "ذلك هو ديدننا وتعاملنا مع أخوتنا الأحبة في الجيش العراقي البطل".
وتابع الصدر مؤكدا "أي اعتداء على الجيش بغير حق، هو أمر حرام وغير مقبول على الإطلاق"، مشددا على ضرورة "اتخاذ موقف مما يحدث في المناطق الغربية والشمالية"، مهيبا بـ"الحكومة وعلى رأسها المالكي بأن يحكم العقل ولا يجر العراق إلى هاوية العنف والتقسيم".
وأضاف "كما أن قتل الجنود مستنكر، فأن الاعتداء على المتظاهرين أمر غير مقبول"، لافتا إلى ان "المتظاهرين قاموا بطرد كل ملثم ومتنكر وحامل سلاح من ساحات الاعتصام".
وأشار زعيم التيار الصدري أن "جميع من سقط في أرض المعركة من مدني أو جندي بريء، فهو شهيد وطني"، داعيا إلى "الكف عن الحرب في العراق، فمن أعجب العجائب أن يخرج العراق من الديمقراطية ليتجه بعد يومين إلى العنف".
وطالب الصدر البرلمان بـ"القيام بواجبه والتحقيق مع الحكومة والمتظاهرين وإلا أعتبر مقصرا"، مؤكدا ضرورة "الوقوف على الحقائق، ولكي لا يتكرر ما حدث، وكفى الله المؤمنين القتال".
وشكر الصدر "العشائر العراقية التي طالما وقفت وقفة وطنية مشرفة من ثورة العشرين وإلى يومنا هذا، من اجل أن يبقى العراق واحدا أمنا سالما بفضل مراجعه وقياداته، ولينعم الجميع بخيرات العراق بعدل لا يشوبه ظلم".
وفي سياق متصل عدت كتلة الأحرار "جيش العشائر" بأنه "أحد تشكيلات القاعدة"، وحذرت العشائر الساندة لهذا الجيش من "حرب قادمة معه"، وأوضحت ان نيران القاعدة "ستكوي المحافظات المنتفضة" قبل المناطق الأخرى، مؤكدة ان البلد يتجه نحو "التقسيم أو الحرب الطائفية".
وقال النائب حاكم الزاملي، في حديث إلى (المدى برس)، إن:"جيش العزة أو جيش العشائر وجبهة النصرة كلها مسميات لعنوان واحد وكبير وهو تنظيم القاعدة"، مؤكدا ان "تجهيز ودعم مثل هكذا جيش سيتسبب بحرب طاحنة بين أهالي الأنبار وبين هذه الجيوش"، واستدرك "أنا أبشرهم بذلك".
وكان المتحدث باسم معتصمي الرمادي سعيد اللافي أعلن في بيان تلاه، على عشرات الآلاف من مصلي الرمادي الذين تجمعوا لأداء صلاة جمعة عن تشكيل جيش العشائر في الأنبار والمحافظات الستة على ان تكمل هذه العشائر تشكيله خلال (72) ساعة، وتكون مهمته الدفاع عن تلك المحافظات والتصدي لأي هجوم يستهدف أية محافظة من المحافظات الستة المنتفضة، ودعوة الشباب وجميع فصائل المقاومة إلى الانضمام إلى هذا الجيش".
وأكد الزاملي ان "أهالي المحافظات المنتفضة، كما يدعون، مقبلون على عودة تنظيم القاعدة وسيطرته عليها"، ولفت إلى أن "هذا يعد خطرا كبيرا ستكوي ناره أهل الأنبار وصلاح الدين ونينوى قبل ان يأتي أو يؤثر على المناطق الأخرى".
مشيرا الى ان "البلد يمر اليوم بمنزلق خطير وهناك تسليح للمناطق التي فيها اعتصامات وتظاهرات واستهداف للجيش والشرطة، مؤكدا ان "هذا لخطر كبير يداهم البلد "، مشددا على أنه "اذا لم تكن هناك أصوات طيبة وخيرة ومنصفة لإنهاء الأزمة فان البلد سيتجه الى التقسيم أو الحرب الطائفية".
وكان قائد عمليات الأنبار الفريق الركن مرضي المحلاوي طالب اللجان التنسيقية في ساحة اعتصام الرمادي تسليم قتلة الجنود الثلاثة الذين قتلتهم عناصر ما يسمى جيش (العزة والكرامة)"، مهددا "إذا لم تسلمونا القتلة سيكون لكل حادثة حديث".
كما هدد قادة الأجهزة الأمنية في الأنبار، السبت، القائمين على ساحات الاعتصام في المحافظة بإجراءات "تحرق الأخضر واليابس"، في حال عدم "تسليم قتلة الجنود الخمسة"، وفيما أعلنوا فرض حظر التجوال في المحافظة".
وكان أمير قبيلة الدليم ماجد السليمان أكد أن خمس عشائر انسحبت من ساحات الاعتصام في مديني الرمادي والفلوجة احتجاجا على مقتل خمسة جنود بنيران جيش (العزة والكرامة)، فيما أعلن زعيم مؤتمر صحوة العراق احمد أبو ريشة عن رصده 50 مليون دينار كمكافئة لمن يبلغ عن الجناة.