بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمع ما أقول بقلبٍ عقول ..وبسعيٍ عجول (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه : 84]
فعش من اجل رضاه ولاتبالي بسواه ..
واستشعر عظمة الله .. وتفكر ببديع صنعه ..
وتدبر جمال آياته .. وجلاله ..وسلطانه..
وملكه الذي لا تحيط به العقول .. وعلمه الذي أحاط بكل شيء ..
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )[الشورى : 11]..
فإن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك ؛
ملكها الخوف. والخشية .والرهبة. منه تبارك وتعالى
ومن ثم التلذذ بالنعيم ..نعم النعيم .. الموصل لجنات النعيم ..
فالحياة لنشر التوحيد ، والمبدأ دعوة العبيد ، والغاية رضى العزيز الحميد
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )[الأنعام : 162]
فحياتي كلها لله .. حلوها ومرها.. فقرها وغناها.. صحتها وسقمها ..كلها لله
فهذا منهجي وهذه سبيلي ..
يــاالله ..ويـاسبحان الله ..
ما أجمل هذه الكلمات ، إن صدقها القلب واللسان ، وعملت بها الجوارح والأركان ..
إن ذلك شُغلُ القلوب التي عرفت الله حق المعرفة .. وأفردته بالعبادة ..
فالقلب بغير إيمان ، ريشة في مهب الريح، لا تستقر على حال ولا تسكن إلى قرار .
فهل تأملنا !! وتدبرنا !! وتفكرنا !!
ولو لهنيهة ..
إذاً !! لماذا ؟؟
العين لا تدمع ..والأذن لا تسمع .. والقلب لا يخشع .. والنفس لا تقنع ..
إذاً لماذا ؟؟
الزفرة تتلوها زفره ..والأنة تتبعها أنة ..
ضيق يملأ الفضاء ..
ونكد يعكر الأرجاء ..
نعم هي الذنوب !!
سبب كل عناء .. وطريق كل شقاء
نعم هي الذنوب !!
فمن أحرقت قلبه .. أصبح كالكوز المجخي لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا !!
فهي لا تعرف سر وجودها وحقيقة نفسها !!
كسفينة تتقاذفها الأمواج في كل تجاه ..
فيالله !! ما أقبح الذنب !! وما اشد وقعها في القلب !!
لكن العجب كل العجب !!
كيف !! ينقضي العمر، والقلب المسكين ، ما عرف إياك نعبد وإياك نستعين ..
كيف !! ينقضي الزمان وما ذاق حلاوة الإيمان ..
كيف !! تنقضي الساعات ،ولم يسبل لله الدمعات ..
أين ؟؟
الفطرة المستقيمة .. والسريره السليمة
أين داعي الخير فيك ؟؟
والقرآن يتلى آناء الليل و أطراف النهار
فالحجارة وهي الحجارة !!
تتصدع خشيتاً لله قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )[الحشر : 21]
أم أن هذه المضغة أقسى من الحجارة والله المستعان....
فوا أسفاه ..
و واحسرتاه ..
على القلوب المريضة ؟!
فيا أيتها القلوب المريضة !! متى ؟؟
التوبة ..
والأوبة ..
والعودة ..
لرحاب الإيمان وطاعة الرحمن ..
بامتثال أمره واجتناب نهيه ..
فإن الأنين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين ..
فردد بصوتٍ مسموع
(رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ) [آل عمران : 193])
واجعل من كل عَبره عِبره .. ومن كل محنه منحه ..ومن كل نقمه نعمه ..
فرب ذنباً أورث حرقه ..
ورب حرقه أورثت ندما
ورب ندم أورثت توبة ..
ورب توبة أورثت جنه عرضها عرض السموات والأرض ..
فحطم قيود اليأس [ بفأس الأمل ] و [ حسن الظن بالله ] ..
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت : 69]
والعبرة العبرة.. بكمال النهايات لا بنقص البدايات