الناس في هذه الدنيا على ثلاثة:
والناس في الدنيا عباد الله ..إما منهمك في الدنيا، مكبٌّ على غرورها، محبٌّ لشهواتها كل همه في هذه الزائلة جمع الاموال, وامرأة يقضي شهوته معها, أو يسعى الى كرسي يتسلط به على رقاب الناس وينهب ويسلب من خلاله, دون ادنى مراعات لمخافة الله,
وإما تائب مبتدي .. وإما عارف منتهي ..
فأما المنهمك ..فلا يذكر الموت ..ويغفل عنه ..وإذا ذُكر عنده كره ذكره .. لأنه سيقطع لذته ..ويقطع شهوته .. مسكين ..سيموت لا محالة شاء أم أبى .. وأما التائب ..فإنه يكثر من ذكر الموت ..ويحذر منه خوف أن يتخطفَّه قبل تمام التوبة والتزوّد من الزاد ..فلا بأس على هذا فهو في طريقه للاستعداد. وأما العارف .. فإنه يذكر الموت دائماً ..لأنه موعد لقاء حبيبه ..والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب.. فالموت ..هائل ..وخطره عظيم ..والناس في غفلة عنه لقلة تفكرهم وذكرهم له ..