الكاتب: MJ
المحرر: BK ,RS
2013/04/27 21:29


المدى برس/ الأنبار
أعلنت عشيرة "البو هزيم"، اليوم السبت، انسحابها من ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار،(مركزها مدينة الرمادي، 110 كم غرب العاصمة بغداد)، على خلفية مقتل خمسة جنود من الجيش العراقي بنيران جيش ( العزة والكرامة)، وفي حين أكدت رفضها لـ"تزيف الدم العراقي"، دعت عشائر الأنبار كافة لاستنكار تلك "الجريمة".
وقال شيخ عموم عشيرة البو هزيم، في العراق، جبار إبراهيم العيسى، في حديث إلى (المدى برس)، إن "كل أفراد العشيرة انسحبوا، اليوم، من ساحات اعتصام الرمادي، راد على مقتل خمسة جنود من الجيش العراقي من قبل مسلحين قرب ساحة الاعتصام"، مشيراً إلى أن "عشيرة البو هزيم أول عشيرة تنسحب من ساحة اعتصام الرمادي".
وعزا العيسى، الانسحاب إلى "عدم رغبة العشيرة أن تكون سبباً في تزيف الدم العراقي"، معرباً عن "استنكار مقتل الجنود الخمسة ودعوة جميع العشائر في الأنبار لاتخاذ موقف مماثل من لهذه الجريمة".
وكان أمير قبيلة الدليم، ماجد السليمان، أكد، اليوم السبت، في حديث إلى (المدى برس)، أن خمس عشائر انسحبت من ساحات الاعتصام في مديني الرمادي والفلوجة احتجاجا على مقتل خمسة جنود بنيران جيش ( العزة والكرامة)، لافتاً إلى أن عشائر البو فراج والبو عساف والبو فهد والبو سودة والبو علي الجاسم هي التي انسحبت من ساحات الاعتصام في الرمادي والفلوجة.
وكان أمير قبيلة جميلة في محافظة الأنبار، الشيخ مشحن، نفى، اليوم السبت،(الـ27 من نيسان 2013)، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب عدد من العشائر من ساحة اعتصام الرمادي، وأكد أن موقف المعتصمين من الأحداث التي شهدتها الساحة اليوم سيعلن لاحقا.
واكد مصدر مقرب من معتصمي الرمادي في محافظة الأنبار، في حديث إلى ( المدى برس)، في وقت سابق من اليوم، إن خمسة مسلحين يرتدون ملابس رياضية ويستقلون سيارة مدنية، كانوا يحملون كاميرات تصوير ومسدسات، اقتربوا من ساحة اعتصام الرمادي، شرقي المدينة، وبدأوا بتصوير المعتصمين"، مبينا أن "اشتباكا مسلحا اندلع بينهم وبين عناصر جيش (العزة والكرامة) مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة اثنين أخرين وأحد عناصر الجيش".
فيما هدد رئيس الحكومة نوري المالكي، اليوم أيضاً بـ"عدم" السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، ودعا المتظاهرين السلميين إلى "طرد" المجرمين الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية، فيما طالب علماء الدين وشيوخ العشائر وخاصة ابناء الانبار بــ"نبذ" القتلة"، بعد ساعات على مقتل وإصابة خمسة جنود يرتدون الزي المدني بنيران جيش ( العزة والكرامة) قرب ساحة اعتصام الرمادي.
وطالب قائد عمليات الانبار الفريق الركن مرضي المحلاوي، اليوم السبت، اللجان التنسيقية في ساحة اعتصام الرمادي بتسليم قاتلي الجنود، وهدد بالقول "إذا لم تسلموا القتلة فلكل حادثة حديث"، فيما ناشد رجل الدين البارز عبد الملك السعدي باتخاذ موقف حازم من هذه الجريمة واستنكارها.
وجاء تهديد رئيس الحكومة نوري المالكي بعد ساعات على تأكيده، اليوم السبت، أن عودة الطائفية للعراق مخطط لها من الخارج و "لم تكن صدفة"، وجدد تحذيره أن الفتنة إذا اشتعلت "لن ينجو منها احد، وفيما اتهم بعض السياسيين بـ"ركوب" موجة الطائفية "لأغراض شخصية"، واتهم فضائيات مسخرة لعلماء بـ"بث سموم" طائفية في البلاد، داعيا المؤتمر الاسلامي الدولي للحوار إلى إصدار توجيهات لمحارية هذه "الآفة".
وسبق للمالكي أن اتهم، أمس الأول الخميس، (الـ25 من نيسان 2013)، "فلول حزب البعث" بأنهم من أشعل الفتنة، وحذر العراقيين وأهالي المحافظات الغربية خصوصا من "فتنة كالنار لا تبقي ولا تذر ولا تميز بين مجرم وبريء"، داعيا إلى "الحوار" بين الأطراف المتنازعة، مشددا على أهمية "احترام هيبة الجيش".
وهاجم تنظيم (كتائب حزب الله العراقي)، اليوم السبت، المنتفضين في المحافظات السنية على خلفية أحداث الحويجة ووصفهم بأقسى الأوصاف، وفي حين دعا إلى أبناء البلد "الأصلاء" للحفاظ على المقدسات والمكتسبات" من هؤلاء "الأوباش"، اعتبر أن تهديدات المنتفضين يمكن أن تشكل "فرصة للعراقيين".
وتوعد رجل الدين البارز عبد الملك السعدي، اليوم السبت، رئيس الحكومة نوري المالكي وأعوانه "الجناة السفاكين" بـ"قصاص قريب"، واتهمه بأنه الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن "تعميق الطائفية" بين العراقيين، وفي حين رحب بخطوة تأسيس "جيش الدفاع عن النفس" في الرمادي وغيرها من المدن المنتفضة حذر المعتصمين من مغبة مقارعة القوات الأمنية والعسكرية قبل أن تتعرض لهم.
لكن السعدي، أفتى في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، اليوم أيضاً، بحرمة قتل عناصر الجيش والشرطة "غير المهاجمين"، واتهم "بعض المندسين" بالوقوف وراء مقتل وإصابة خمسة جنود قرب ساحة اعتصام الرمادي، اليوم، وفي حين حذر السلطات من "أخذ الآخرين بجريرة هؤلاء"، نفى إعلان النفير أو الجهاد.
وكان معتصمو الأنبار طالبوا، يوم أمس الجمعة، بـ"الايقاف الفوري" للعمليات العسكرية من قبل الحكومة المركزية و"إحالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات البرية" إلى "المحاكم الدولية"، وأكدت على "تشكيل جيش العشائر" في الأنبار و"المحافظات الستة"، فيما اكدوا من جهة أخرى على وجوب المحافظة على "سلمية الاعتصامات"، و"السلم الأهلي" وعدم السماح لأي جهة مسلحة بـ"النزول إلى الشارع"، وتوجيه دعوة إلى "عشائر الجنوب" لـ"سحب أبنائها" من الجيش والشرطة الاتحادية في المحافظات الستة مهددين بـ"عدم تحمل مسؤوليتهم عشائريا"، في حال تعرضوا لأذى.
وتشهد البلاد منذ الثلاثاء الماضي، (الـ23 من نيسان 2013)، عقب حادثة اقتحام ساحة اعتصام الحويجة هجمات مسلحة على نطاق واسع طالت مناطق متفرقة من جنوب وجنوب غربي كركوك وجنوب الموصل ومناطق مختلفة من صلاح الدين والفلوجة والرمادي وأدى تلك الهجمات إلى مقتل وإصابة العديد من قوات الجيش والشرطة والمسلحين ايضا واحتراق العشرات من المركبات العسكرية المختلفة.
وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013 والتي اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين.