لجعفري: الناس ينظرون إلى رؤوس العلماء وعمائمهم بدلا من عقولهم

الكاتب:
المحرر: NF ,RS
2013/04/27 18:37



المدى برس/ بغداد
أنتقد رئيس التحالف الوطني أبراهيم الجعفري، اليوم السبت، الذين ينظرون إلى "رؤوس العلماء وعمائمهم ويتركون عقولهم"، داعيا علماء الدين وخطباء المنابر الى "الارتقاء إلى مستوى مهمتهم"، وفيما أكد أن بعض منابر الإسلام تٌنَظر لأدب الفرقة والبدع والانحراف الفكري"، تحدث عن المشتركات بين المذهبين الشيعي والسني.
وقال الجعفري في كلمة له خلال المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي عقد بفندق الرشيد، وسط بغداد، وحضرته (المدى برس)، إن "منبر الإسلام وضع لبناء الأئمة ووحدة المجتمع ولبناء قلبه وعقله"، مبينا أن "هذا المنبر ليست مهمته أن يسعر الخلافات الجزئية وإلقاء مفردات وخطابات حتى يؤجج في صدورهم نار الحقد، لأن مجتمعنا هو مجتمع طوائف وليس مجتمعا طائفيا".
وأضاف الجعفري أن "الوحدة ليست جعلا تكوينيا ينزله الله على الأئمة، بل هي تنبع من عمقها"، مشددا على ضرورة أن "يتحمل المجتمع مسؤولية صيانة هذه الوحدة".
وهاجم الجعفري "جميع الثقافات التي تحاول أن تتجه للوحدة فتقدح قضيتها"، مبينا "يجب أن نردها ونكف البدع التي استطاعت الوصول إلى في بعض المناطق إلى منابر الإسلام لتُنَظر لأدب الفرقة".
وبين الجعفري أن "هذا الانحراف الفكري هو أخطر أنواع الانحرافات، ويجب علينا رفض مجتمع الطائفية ومن يؤجج له، كما ينبغي على من يعتلي منبر الإسلام أن يعرف أنه على موعد لاحق مع الأئمة وستحاكمه ولو بعد حين".
وانتقد الجعفري "الذين ينظرون إلى رؤوس العلماء وما توشحت به من تاج العمامة، الذي يعد شرفا تأسيا برسول الله، نؤكد لهم أن الله لا ينظر إلى ما ارتدوا بل ينظر إلى عقولهم وقلوبهم وما في أعماقهم من التقوى والحب".
وأوضح الجعفري "نجد للأسف الشديد أن بعض قراصنة الفكر وعشاق السادية ممن يعتلون منابر رسول الله، يحاولون إثارة أدب القتل والحقد واستباحة دماء الأخرين".
ووجه الجعفري خطابه إلى الشعب العراقي قائلا "أدعوا شعبنا في العراق ومن خلالهم إلى أبناء الأئمة الإسلامية كافة، إلى أن لا يسمعوا إلى صوت التفرقة والأصوات التي تؤجج للطائفية وللفتنة".
وأكد الجعفري أن "المشتركات بين السنة والشيعة تتعبنا إذا أردنا عدها توصلنا للاعياء، فيما اختلافنا لا يتجاوز الأرقام الضئيلة"، منوها أن "المشكلة ليست بالعدد بل بالعادي الذي يقرع أذاننا بالاختلافات بيننا، لكن في الحقيقة نحن لا نختلف على ثوابت الإسلام فنحن نحج إلى بلد واحد ونسير على سنة واحدة ونعبد الها واحدا".
وهاجم الجعفري وسائل الإعلام بقوله أن "وسائل الإعلام أبتلت بعمي البصيرة، فمنها من تحاول بشكل أو بأخر أن تنفخ بالكثير من الصغار لتضخم حجومهم وتقلص من حقائق الأمور حتى تختزلها بحجم ضئيل"، لافتا إلى أن "هوس الإعلام الذي بدأ يمتد إلى بعض فضائياتنا، ينطلق من بلد يختنق فيه الرأي والحرية حتى ضاق بشاعر قال قصيدة هجاء فحكم عشرين سنة، إذ تنطلق هذه الفضائيات من هذا البلد لتعرف لنا معنى الحرية والثورة"، في اشارة كما يبدو الى قطر.
وأنهى الجعفري كلمته قائلا "اليوم نعاني من خطر داهم الإسلام كله في مناطق المسلمين كلها من دون استثناء، فالفتنة عندما تشتعل في بلد ما نستطيع أن نمنع وقوعها، لكننا لا نستطيع أن نحجمها أو نحول دون انتشارها إلى مناطق أخرى".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اتهم، يوم الخميس، (25 نيسان 2013)، "فلول حزب البعث" بانهم من أشعل الفتنة، وحذر العراقيين وأهالي المحافظات الغربية خصوصا من "فتنة كالنار لا تبقي ولا تذر ولا تميز بين مجرم وبريء"، داعيا إلى "الحوار" بين الأطراف المتنازعة، مشددا على أهمية "احترام هيبة الجيش".
وجاء حديث المالكي بعد ساعات على توعد رجل الدين البارز عبد الملك السعدي، اليوم السبت،( 27 نيسان 2013)، رئيس الحكومة نوري المالكي وأعوانه "الجناة السفاكين" بـ"قصاص قريب"، واتهمه بأنه الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن "تعميق الطائفية" بين العراقيين، وفي حين رحب بخطوة تأسيس "جيش الدفاع عن النفس" في الرمادي وغيرها من المدن المنتفضة حذر المعتصمين من مغبة مقارعة القوات الأمنية والعسكرية قبل أن تتعرض لهم.
وهاجم تنظيم (كتائب حزب الله العراقي)، اليوم السبت،( 27 نيسان 2013)، المنتفضين في المحافظات السنية على خلفية أحداث الحويجة ووصفهم بأقسى الأوصاف، وفي حين دعا إلى أبناء البلد "الأصلاء" للحفاظ على المقدسات والمكتسبات" من هؤلاء "الأوباش"، اعتبر أن تهديدات المنتفضين يمكن أن تشكل "فرصة للعراقيين".
وكان معتصمو الأنبار طالبوا، يوم أمس الجمعة، بـ"الايقاف الفوري" للعمليات العسكرية من قبل الحكومة المركزية و"إحالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات البرية" إلى "المحاكم الدولية"، وأكدت على "تشكيل جيش العشائر" في الأنبار و"المحافظات الستة"، فيما اكدوا من جهة أخرى على وجوب المحافظة على "سلمية الاعتصامات"، و"الـسلم الأهلي" وعدم السماح لأي جهة مسلحة بـ"النزول إلى الشارع"، وتوجيه دعوة إلى "عشائر الجنوب" لـ"سحب أبنائها" من الجيش والشرطة الاتحادية في المحافظات الستة مهددين بـ"عدم تحمل مسؤوليتهم عشائريا"، في حال تعرضوا لأذى.
وتشهد البلاد منذ يوم الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013، عقب حادثة اقتحام ساحة اعتصام الحويجة هجمات مسلحة على نطاق واسع طالت مناطق متفرقة من جنوب وجنوب غربي كركوك وجنوب الموصل ومناطق مختلفة من صلاح الدين والفلوجة والرمادي وأدى تلك الهجمات إلى مقتل وإصابة العديد من قوات الجيش والشرطة والمسلحين أيضا واحتراق العشرات من المركبات العسكرية المختلفة.
وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013 والتي أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، في حين أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الثلاثاء، أنها هاجمت ساحة الاعتصام بعدما رفض المعتصمون الانصياع لأمر مغادرة الساحة وتعرضها لإطلاق نار من المعتصمين، وأكدت أنها تكبدت ثلاثة قتلى وتسعة جرحى من قواتها التي نفذت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، وأكدت أن العملية أسفرت عن مقتل 20 من "الإرهابيين" الذين كانوا يتحصنون في ساحة الاعتصام واعتقال 75 آخرين، مبينة أنها عثرت على 45 قطعة سلاح وقنابل وآلات حادة داخل الساحة.
وسبق لرجل الدين البارز عبد الملك السعدي أن أدان، الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013، "العدوان" الحكومي على ساحة اعتصام الحويجة، وشدد على أن من قام بذلك العمل "سيحاسب في الدنيا والآخرة"، وفي حيد دعا المتظاهرين إلى الدفاع عن انفسهم بكل قوة، شدد على أنها ما عدا ذلك يجب على المعتصمين ضبط النفس لتفويت الفرصة على المعتدين.