ولا كلمةٌ أخرى ...لقاءُنا غداً في تمام الساعة .......
تصبحين على خير حبيبتي
بهذه الكلمات أنهى العاشقُ حديثه اليومي مع خليلته كما كان يَظُن
لم يكن مستعداً لِ سماع حديثٍ آخر
يريدُ أن يصنع في مخيلته وقعاً سينمائياً حين يسمع أنفاس حبيبته
وهي بالقرب منه بدل سماعها على الهاتف كل يوم
وللمرة الأخيرة سّ يحظى بِ قصة حقيقية يحتضنها بعيداً عن شراسةِ الأحلام
إستأجر سيارة والبشاشةُ بادية على ملامحه وشفاهه،
وقبل الموعدِ بِ ساعة حَظرَ إلى الرصيف الهادئ منتظراً جنته وعالمهُ الثاني
الساعة وكأنها ملايينُ السِنين لايحتملُ بُطئها ، والأفكار تتضارب في رأسِه ...
حانت اللحظةُ المرتقبة واللقاءُ الأول وَ ...........
رنَّ هاتفه ، تردد ، تلعثم ، شعر بدوار ، والرجفة لازمت يديه وجسده
لكنهُ إتكأ على إحدى أعمدة الرصيف وأستقبل المكالمة بكلِ لهفةٍ وشوق وحنان
إنها هي،، رنتها ، أنفاسها ، صوتها ، رقتها ، كُلها ...((كان بعضُ إحساسه المتشابك))
أين أنتي ...؟ من شدةِ لهفته نسي حتى تحيتهما الخاصة وكلَ الكلمات
وهو يتحدث إليها وعيناه يبحثان عنها في كل زاوية من زوايا هذا العالم
وجدها بِ قلبه وإحساسه قبلَ أن تُكمل حبيبته وصفها لِ ثيابها وموقعها بِ القُربِ منه
أعاد هاتفه لِ جيبِ معطفه وأمسك بِ عُكازتيه وتقدم نحوها بِ سُرعة
وكأن القدر وهبهُ قدميين إضافيتين أو جناحين يطيرُ بهما ، لطالما إنتظر تلك اللحظة
دُهشت من كانت تدعي بأنها جوليت ، أن رجلاً معاقاً بِ عُكازتين يقترب منها
يبتسم تارة ويضحك تارةً أُخرى وكأنه يعرفها منذُ قرونٍ مضت
وكأنهُ وجدَ ماكان فاقده منذُ أن خلقَ الله ضِلعه ....
وقفَ أمامها إتكأ بِ ثقلِ جسمهِ على عكازةٍ واحدة وقدمٍ واحدة مدد لها يده
وفي مخيلته انها سَ تقدم لهُ يدها لِ يقبلها ويتنفس عبقَ عِطرها الأبيض اللاكوستي
الذي كانت تحدثه دائماً عنه وعن عشقها لِ رائحته
نظرت بِ إستحقار الى يديه وبِ إزدراء وضعت عينها في عينيه وأخبرته :
هل أعرِفُكْ ...؟????
وضعت مشاعرها في حقيبتها وحملتها بكلتا يديها
وبتنهيدةٍ كبيرة أبتعدت عنهُ تاركةً أكذوبة حب ،
ورُخصَ عواطف ، وأشباه مشاعر
قلم اسرار بلا عنوان