مصطلح أعجبني جداً عنوان هذا المقال.. الذي جاء على لسان أحد التربويين في إحدى المدارس.. عندما سألته لماذا لا يتم تدريس الطلاب خلال فترة الامتحانات والاكتفاء بالشرح لمن يريد؟! فقال لي بسبب "ثقافة الباب"!.. هذه الثقافة التي تفسر أموراً كثيرة، وترسم مستقبل شباب البلد، والأوضاع التي قد يؤولون إليها.. وقد بدأت؟! بالرغم من حرص الدولة والقيادات التعليمية على دفع عجلة التعليم لمستقبل البلاد برغم إهمال عامل التربية!!.
وتفسير ثقافة الباب هو الهجوم الفجائي لأغلب الطلبة على بوابات المدرسة للخروج بعد الانتهاء من الامتحانات بالرغم من القرار الوزاري، الذي يقضي باستكمال اليوم الدراسي.. الأمر قد يؤدي إلى التشابك بالأيدي مع رجال الأمن.. ولماذا.. عشان يروحون يشربون اورجنال؟! فأين دور أولياء الأمور.. وهو الجزء الآخر من المعادلة.. فنجد الكثير منهم محرضين لهذا العصيان المدني؟!.
أخبرني الأخ التربوي بأنه عندما طلبنا من الطلبة الذين لديهم ضرورة للخروج (وكحل أخير وبعد استنفاذ الطرق كافة) انه يأتي ببطاقة أبيه الشخصية الأصلية.. ففوجئنا بأن 99 % من الطلبة قد أتوا ببطاقات أولياء أمورهم.. عدا المكالمات منهم لإخراج أبنائهم خلال الساعات الدراسية؟!.
وما بين القوانين بعدم التعرض للطالب وغياب الداعم الواضح للمدرس وبين أولياء الأمور ضاعت الطاسة!.
وبالرغم من الإغراءات والرواتب الممتازة للتربويين فان سلسلة الاستقالات تتوالى للبحث عن وظيفة أخرى.. بسبب عدم وجود رادع لتهور ومزاج الطلاب المراهقين.
فكيف سيكون حال أولادنا ومستقبلهم.. سؤال نضعه بين أيدي المسؤولين.
رحم الله أيام الابتدائية والأستاذ خضر، الذي يضع إمامه رفاً من أنواع الخيزران للكسالى والمشاغبين، التي خرجت رجالاً..
ورحم الله أبي الذي ربط أخي الأكبر في وسط (الحوش) عندما رجع إلى المنزل ظناً منه أن جرس انتهاء الدوام ضرب..
وكأنه أحد مسلمي قريش؟!، والنتيجة أنه تخرج من أقوى الجامعات الأمريكية، التي حلم الكثير أن يقف على بابها؟!.
إن التعليم والتربية عملة واحدة لا تفترقان ومن أمن العقوبة أساء الأدب.. أليس كذلك؟!.
ونصيحتي لقيادات الأعلى للتعليم.. الجلوس مع الإدارات والتربويين لوضع الحلول المنطقية للواقع المرير
والأخذ برأيهم وآرائهم قبل أن تخلو المدارس من المدرسين العراقيين ونخسر أخلاقيات شبابنا.. فالخاسر هو الوطن.
منقول