وإن كان حب السفر دائماً يغريني إلا أنها لم تكن زيارة عادية ، ربما لأنها كانت حيث صحب أبصرتْهم الروح قبل أن تراهم العين رسمت لهم جميل الصور ففاقوا جمال الصور بحسن المعشر وكللتُ مدنَ شوقٍ تحملني إليهم بلطيف الزيارة لأولئك الذين تعثرت بهم ، فأصبحوا إلى الروح أقرب وحيث القلب هم الأغلى والأصدق ..
كان من الصعب عليّ أن أبتعد عن أهلي وأسرتي مسيرة قارتين لكنه كان من الرائع لقاء الصحب والمضيّ لبلادٍ حباها الله من الجمال ما تعجز عن وصفه الألسن وتتجمد في دواته المداد . لبلاد تشتمّ مع رائحة أرضها عبق الماضي وتحيا عبر مدنها وشوارعها حداثة الحاضر ..
( الرباط )
دوماً أكره صخب العواصم ،، لكنني هنا عشقت المدينة ، عشقت الرباط ،
شوارعها وغاباتها ومبانيها وسورها القديم وأسواقها الشعبية والأكثر من ذلك كله عشقت ناسها ،،،، ابتسامتهم وطيبتهم جعلتني أنسى قليلاً أنني غادرت بيتي وأسرتي وجئتهم منفردة
شعرت أنني بين أهلي الذين أراهم للمرة الأولى وسأحتفظ بهم إلى الأبد ...
( جامعة " الأخوين " / مدينة إيفران )
" طنجة " عالم يتّكئ بزهو على بحر ومحيط .. أحسست فيها جمال المتناقضات عندما تنتظم ببراعة فتسلب العقول ...
على شواطئ بحرها شاهدت أطلال فردوسنا المفقود وملكني الألم تماماً كما تملكتني الدهشة بجمال المشهد ، شهدت بعض طقوسها وعايشتها مدينةً الجمال تحكي أسرار الماضي وتضجّ بالحداثة والحياة .
فيها تعلمت لغة البحر و وشوشة أوراق الشجر وعزف العصافير لكنني أبداً لم أستطع أن أفكّ أبجدية أهلها فوجدت صعوبة بالغة في فهم لهجتهم ، وربما صدرت مني إيماءة وابتسامة في موقفٍ ولست مدركةً ما قيل
( طنجة )
مدن كثيرة أشرقت شمسها في قلبي .. ارتحلت إليها زادتني يقيناً أنني في بلد الجمال وحيث الناس الطيبون الذين أفخر بمعرفتهم وأدعو دوماً بدوام محبتهم وصداقتهم ..
(إيفران )
" ومسك الختام ... صديقاتي ، الآنسات الصغيرات " توحشتكم بالزاف