إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوات ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور ..هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة الغرام - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( الشريك ) التي يتشبّب به في الغناء ، وكأن الوصل به وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً .. ووجد ما ينتظره من الخيبة والخسران .