الامام الحسين (ع)
ليس للمسلمين فحسب .!!
(لأمر رائع جداً أن يلتقي الفكران الإسلامي والمسيحي في قضية من أهم القضايا العقائدية، وينتهي بهما المطاف إلى نتيجة واحدة، ألا وهي الحق والعقيدة والاستجابة لنداء الرسالة والنضال في سبيلها بإيمان وشموخ).
ان ثورة الحسين (ع) جائت درسا للبشرية جمعاء ،مثلما هو (عليه السلام) ليس خاصا لطائفة دون اخرى ، ولا دينا دون سواه ، ولو رأينــا الامام الحسين (ع) في الفكر المسيحي لوجدنا ان شخصية الحسين (ع) وثورته هي رؤيه انسانيه لها ، فالفكر المسيحي هو قاسم مشترك للفكر الانساني وجزء لايتجزأ منه ....... فانظر ماكتبه الفكر المسيحي عن سيد الشهداء (ع) ، إنــه الاستاذ الجليل انطوان يارا من كتابه ((الحسين في الفكر المسيحي )) ، حيث يقول :-
{{ واقعة كــربــلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بـــل كانت رمزا لموقف اسمى لا دخل له بالصراع بين القوة والضعف ، بين العضلات والرماح بقدر ماكانت صراعا بين الشـك والايمان بين الحق والظلم ... ثانيا – آثــر الحسين عليه السلام صلاح أمــة جده ، الانسانيه الهاديه بالحق العادله به على حياته ، فكان في عاشوراء رمزا لضمير الاديــان على مَــر العـصــور }}
وهـــكـــذا تطرق الاستاذ الفاضل بــولــص الــحــلــو في احدى كتاباته حيث يقول :-
{{ الحالة الحسينية ليست مقتصرة على الشيعة فحسب، إنما هـلـّة عامة وشاملةولهذا فإننا نجد أن ارتباط الثورة الحسينية بمبدأ مقارعة الظلم جعلها قريبة جداً منالإنسان أيًا كانت ديانته وعقيدته لأنه ما دام هناك ظالم ومظلوم فلا بد أن يكونهناك يزيد والحسين كرمزين أساسيين لكل من الجهتين }} .
وعليه فان السّمه الانسانيه العظمى والمظلوميه الحقه التي اتّسمت بها ثورة كــربــلاء هي التي جعلتها قدوة لطلاب الحق وأنصاره . والغرابه ان كون الاساتذه الكرام أنــطــوان يــارا وبولص الحلو مسـيحيون عرب وهذه المساله تجعلها اكثر جديه للوقوف التام على مايمكن ان يضيفه هذا الفكر المسيحي الى واقعة كــربــلاء من أبعاد وآفاق جديده لنــا .
واليكم مقتطفات من كتاب الاستاذا الفاضل اطوان بارا
نطالع من مقدمة المؤلف هذا التعريف بسفر الكتاب:
الثورة التي فجرها الحسين بن علي، عليه وعلى أبيه أفضل السلام، في أعماق الصدور المؤمنة والضمائر الحرة، هي حكاية الحرية الموءودة بسكين الظلم في كل زمان ومكان وجد بهما حاكم ظالم غشوم، لا يقيم وزناً لحرية إنسان، ولا يصون عهداً لقضية بشرية، وهي قضية الأحرار تحت أي لواء أنضووا، وخلف أية عقيدة ساروا.
ونطالع في الفصل الثاني (المبادئ والصراع) تحت عنوان (ثورة الحسين... لمن؟) هذا التقييم:
لم تحظ ملحمة إنسانية في التاريخين القديم والحديث، بمثل ما حظيت به ملحمة الاستشهاد في كربلاء من إعجاب ودرس وتعاطف، فقد كانت حركة على مستوى الحدث الوجداني الأكبر لأمة الإسلام، بتشكيلها المنعطف الروحي الخطير الأثر في مسيرة العقيدة الإسلامية، والتي لولاها لكان الإسلام مذهباً باهتاً يركن في ظاهر الرؤوس، لا عقيدة راسخة في أعماق الصدور، وإيماناً يترعرع في وجدان كل مسلم.
ولقد كانت هزة وأية هزة.. زلزلت أركان الأمة من أقصاها إلى أدناها، ففتحت العيون وأيقظت الضمائر على ما لسطوة الإفك والشر من اقتدار، وما للظلم من تلاميذ بررة على استعداد لزرعه في تلافيف الضمائر، ليغتالوا تحت ستر مزيفة.. قيم الدين، وينتهكوا حقوق أهلية، ويخمدوا ومضات سحره...
كانت ثورة بمعناها اللفظي، ولكنها... أكبر من أن تُستوعب في معنى لفظي ذي أبعاد محددة وأعظم من أن تقاس بمقياس بشري.
ومما نطالع في الفصل الثالث (الخروج والمقتل) من عنوان (الخروج إلى مكة) هذه الأسباب:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد ومن يبكي على الشهداء بعدي
على قوم تسوقهم المنايا بمقدار إلى إنجاز وعد
هذا الهاتف سمعته العقيلة زينب وركب الخروج على مشارف الكوفة، وأعلمت أخاها الحسين... الذي... لم يزد جوابه على الكلام عن القول: (يا أختاه كل الذي قضي فهو كائن).
وبجواب الحسين يضع ما كتب له في الصحيفة الإلهية موضع التنفيذ للوعد الذي قدر له إنجازه، فكان كل ما قضي بالنسبة إليه هو كائن لا محالة، وتأكيد جده الرسول الأعظم على ضرورة أن يرزق الشهادة.. فيه توكيد وأمر غير مباشر له كي لا يقف أو يتردد، بل يقدم عن وعي وتبصر بالنتائج، وهذا ما كان منه بعد تلقي التوكيد الأمر من جده صلى الله عليه وآله، إذ جمع عائلته وصحبه وأنبأهم برؤياه، فتخوف عليه الجميع ونصحه عمر الأطرف بالمبايعة ليزيد وإلا سيقتل، وقاله محمد بن الحنفية ناصحاً:
تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية والأمصار ما أستطعت، ثم أبعث برسلك إلى الناس، فإن بايعوك.. حمدت الله على ذلك، وإن اجتمعوا على غيرك.. لم ينقض الله بذلك دينك ولا عقلك)
فاستصوب الحسين نصيحة ابن الحنفية وعزم على الخروج إلى مكة...
وقبل أن يترك المدينة كتب وصية تعتبر دستور الخروج، أجمل فيها مبدأه وهدف خروجه وقال فيها ضمن ما قال:
وإني لم أخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف، وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق.. فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا.. أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين
ولتحميل كتاب الحسين في الفكر المسيحي كاملا
http://www.4shared.com/file/6xIXSyse/_______.html
ومن الميديا فاير
http://www.mediafire.com/?dlg9w93qs2cpodj
اتمنى الجميع تقرأ الكتاب وتطلع
عليه راائع بمعنى الكلمة
تحياتي لكم