كان فريدريك ميسترال شاعراً بارزاً ينتمى إلى المجموعة المسماة بأسم " شعراء العامية "، وهذه المجموعة عملت على احياء الآداب فى جنوب فرنسا. وقد أهتم ميسترال بإثارة الذكريات و تصوير جمال منطقته. وقد كان شغوفاً بالطبيعة الهادئة، وخاصة عيون المياه و الينابيع المترقرقة.
وقد حباه الله روحاً نفية خيرة، تتجاوب مع أنبل همسات النفس. كما نجده ينقب فى أغنيات العصور الوسطى عن مصادر الوحى لموضوعاته الشعرية.
وفى خضم الحروب ولد صوته الرقيق، ولما كان شاعراً رعوياً فأنه غدا منشئ حركة أدبية أرست بنجاح قواعد شعرية جديدة. وفى عام 1848 أخرج إلى حيز الوجود باكورة أعماله تحت عنوان " الحصاد "، وقد جاءت قصائده ذات أسلوب موسيقى يمتاز بالرنات الريفية التى تعيد إلى الأذهان مشاهد المزارع فى " بروفنسا ". وفى سنة 1859 نشر قصيدة " ميراى "، فكانت تغنى بألحان رقيقة مفعمة بالنضارة و الحيوية. وقد ترددت فيها بشكل عفوى عادات و تقاليد مقاطعة " بروفنسا "، وهى تعتبر تحفته الفنية.
وفى عام 1867 وضع قصيدة " كالندال " المؤلفة من أثنتى عشرة أنشودة، ونشرت مع أعمال أخرى سنة 1906 تحت عنوان قصيدة الدون.
و يمتاز شعر ميسترال بالرقة و ببساطة ريفية محببة، وفيها يجد المرء لوناً جديداً من ألوان الحياة فى القصور التى ساهم أصحابها قديماً فى أزدهار الحياة الريفية، وفى أحياء الحقول الخضرا التى كانت تتردد فى جنبانها أصداء أبواق الصيد.
وكانت الطبيعة مدرسته الأولى، فمن أتصاله بها تعلم لغة الجداول و الغابات و المستنقعات و الطيور، ثم أتجه إلى باريس حيث نال شهادة فى القانون و الآداب. وقد بلغ ذروة الشهرة عام 1904 عندما منح جائزة نوبل للآداب.