بدأ وليام الفاتح حياته فى فرنسا و أنهاها هناك، وهو ابن غير شرعى للمدعو " روبرت الشيطان " دوق نورمانديا، و " أرليتا " ابنة دباغ جلود فى
" فاليز "، ومع ذلك فقد قبل الإشراف النورمانديون وليام وريثاً لأبيه. وقد أستمر عدة سنوات فى مواجهة المؤامرات، حتى نجح سنة 1047، وهو فى سن العشرين، فى توطيد مركزه، كما أظهر موهبته فى القتال وفى الحكم.

فى عام 1051 زار وليام إنجلترا فى الوقت الذى حصل فيه من قريبه " إدوارد " على وعد بالعرش الإنجليزى. وبعد عامين عزز حقه فى التا الإنجليزى بزواجه من ماتيلدا ابنة بالدوين الخامس فى كانون الثانى ( نوفمبر ) 1066 أنتخب مجلس الشورى الإنجليزى هارولد الثانى ملكاً على إنجلترا. ولدى سماع وليام هذه الأنباء أصر على ان يتنازل هارولد له عن العرش. ولما أطمأن إلى مباركة البابا ألكسندر لمهمته أنطلق يجمع المجندين لتحقيق هدفه.

جمع وليام اسطولاً ضم حوالى 659 سفينة كبيرة، مع عدد كبير من الزوارق و المراكب الخفيفة، و نقل جيشاً من 7500 رجلاً و عدداً كبيراً من الخيل، من سانت فاليرى إلى بيفنسى على ساحل " ساكس " فى أيلول ( سبتمبر ) سنة 1066 ولم يلق أية مقاومة لأن هارلود كان فى شمال البلاد. وقد أستطاع وليام تحقيق هذه الخطوة بعد تحالفه مع " توستيغ " شقيق هارولد الموتور الذى غزا شمال البلاد بصحبة " هارولد الموتور الذى غزا شمال البلاد بصحبة " هارالد هاردرادرا " ملك النروج، متيحاً بذلك الفرصة أمام وليام للنزول فى الجنوب. و بالرغم من أن هارلود هزم " توستيغ " وحلفاءه عند جسر " ستامفورد " بالقرب من يورك، فأنه أضطر إلى أن يهرع إلى الجنوب لطرد النورمانديين.
فى هذا الوقت كان وليام قد أنشأ معسكراً و خنادق قرب " هاستنغز "، كما تقدم بقواته داخل البلاد إلى تلال تلهام ليهاجم جيش هارولد. وفى 14 تشرين الثانى ( أكتوبر ) تلاقى الجيشان، و أحرز النورمانديون النصر بقيادة وليام بعد معركة دامت اليوم كله وقتل فيها هارولد بسهم أستقر فى عينه. و يوم عيد الميلاد من سنة 1066 توج وليام ملكاً على إنجلترا فى دير " ويستمنستر ".
وقد كرست الأعوام التالية لأخماد ثورات الساكسون، ولصد الغارات التى كانت تشنها الشعوب السكندينافية، و لإخضاع سكان ويلز وسكوتلاندا. وقد عاقب وليام الثوار بمصادرة ممتلكاتهم التى كافأ يجزء منها أتباعه الذين ساعدوه فى فتح إنجلترا.
وكما كان وليام الفاتح عبقرياة حربية، فأنه أثبت أنه لا يقل شأناً فى القضايا الإدارية. وترتبطت ذكراه بإجراءين مهمين هما تنسيق حصر " دومسداى" للأراضى و مسحها و التحقق من الذمة المالية لملاكى الأراضى و توزيع الضرائب بشكل عادل، ثم أنقاذ إنجلترا من أسواً شرور النظام الأقطاعى، إذ جعل صغار المستأجرين والملتزمين الكبار يقسمون يمين الولاء له شخصياً، مهما كان ولاؤهم للآخرين.

كان وليام شديد التمسك بالدين، وعند أختياره رؤساء الأديرة و الأساقفة كان يواجه أهتمامه نحو قداستهم و حكمتهم أكثر من ثرائهم و سلطانهم. وطان وليام حامياَ لرعاياه الضعاف من جور النبلاء، وكان هدفه نشر السلام فى الأرض، بحيث يستطيع أى إنسان أن ينتقل بدون أن يخشى السرقة أو الوقوع فى أيدى قطاع الطرق.
وبالرغم من أن وليام قد تولى إدارة ممتلكاته الإنجليزية بنجاح، فإن بلاده فى نورمانديا كثيراً ما كانت مهددة من قبل الجنود الفرنسيين. وفى سنة 1087 توجه وليام إلى نورمانديا و أخذ بثأره بأن نهب و دمر مدينة " نانت "، و بينما كان يتفقد الأنقاض عثر حصانه فوق جمر متقد وجرح وليام جرحاً قاتلاً. ومات فى " روان " فى التاسع من أيلول ( سبتمبر ) ودفن فى كنيسة القديس " ستيفين " فى " كاين " التى كان أسسها بنفسه. وماتزال هناك بلاطة خالية من الكتابة تحدد مكان قبره. وتجدر الإشارة إلى أن عظام وليام بعثرها " الهوغونوت " سنة 1562.