بالأربعة.. دورتموند يكمل "الكارثة" الإسبانية
بالأربعة.. دورتموند يكمل "الكارثة" الإسبانية
الخميس 25 أبريل, 2013 00:41 بتوقیت أبوظبي
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
8 أهداف ألمانية كانت كافية لتصنع "كارثة" جديدة لكرة القدم الإسبانية ممثلة بقطبيها المدريدي والكتالوني، فبعد أن سحق بايرن ميونخ برشلونة برباعية نظيفة الثلاثاء، جاء دور بوروسيا دورتموند ليسحق ضيفه ريال مدريد بنتيجة ثقيلة، ويهزمه 4-1 في ذهاب الدور نصف النهائي.
ويدين دورتموند بقطعه اكثر من نصف الطريق نحو نهائي "ويمبلي" في 25 مايو المقبل، إلى البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي منح الفريق الألماني فوزه السادس من أصل ست مباريات خاضها في المسابقة على أرضه هذا الموسم بتسجيله الأهداف الأربعة (8 و50 و55 و67 من ركلة جزاء)، فيما كان هدف ريال الوحيد من نصيب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو (43).
وأصبحت الطريق ممهدة أمام دورتموند للثأر من ريال وايقاف مشواره في نصف النهائي للموسم الثالث على التوالي، وذلك لأن النادي الملكي كان جرده من لقب 1997 عندما أطاح به من الدور ذاته عام 1998 بالتعادل معه ذهابا في "فيشتفالين شتاديون" صفر-صفر ثم الفوز عليه إيابا 2-صفر في طريقه للفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1966 على حساب يوفنتوس الإيطالي (1-صفر).
وشاءت الصدف أن يكون دورتموند مجددا الحاجز قبل الأخير بين النادي الملكي واللقب الذي ينتظره منذ عام 2002 (تغلب حينها على فريق الماني آخر هو باير ليفركوزن 2-1)، لكن سيناريو 1998 أصبح مستبعدا بعد الفوز الكبير الذي حققه فريق المدرب يورغن كلوب على ال"ميرينغيس" الذين يستضيفون لقاء الاياب الثلاثاء المقبل.
وجدد دورتموند فوزه على ريال الذي تواصلت عقدته على الاراضي الالماني حيث سقط للمرة السادسة على التوالي ولم يفز سوى مرة واحدة في 25 زيارة، إذ تغلب على النادي الملكي 2-1 على هذا الملعب في دور المجموعات قبل أن يتعادل معه ايابا 2-2 في "سانتياغو برنابيو".
ويبدو ان حلم ريال في التأهل الى النهائي للمرة الرابعة عشرة في تاريخه (رقم قياسي) والفوز باللقب للمرة الاولى منذ 2002 والعاشرة في تاريخه اصبح شبه مستحيل، فيما يلوح في الافق نهائي الماني بحت للمرة الاولى في تاريخ المسابقة.
وبدأ مدرب ريال البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يخوض نصف النهائي للمرة السابعة في المواسم العشرة الأخيرة، اللقاء وكما كان متوقعا باشراك الحارس دييغو لوبيز أساسيا على حساب ايكر كاسياس رغم تعافي الأخير من الإصابة، فيما استعان بسيرخيو راموس في مركز الظهير الأيمن، حيث بدأ مسيرته الكروية، وذلك بسبب إيقاف الفارو اربيلوا بسبب طرده أمام غلطة سراي وإصابة الغاني مايكل ايسيان.
وفي ظل الاعتماد على راموس في مركز الظهير الأيمن، أوكل مورينيو الساعي لأن يكون أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة أندية مختلفة بعد أن أحرزه عام 2004 مع بورتو وعام 2010 مع إنتر ميلان الإيطالي، مهمة قلبي الدفاع الى البرتغالي بيبي والفرنسي رافايل فاران.
أما في المقدمة ففضل المدرب البرتغالي الارجنتيني غونزالو هيغواين على الفرنسي كريم بنزيمة، فيما كانت المفاجأة في خط الوسط باشراك الكرواتي لوكا مودريتش على حساب الأرجنتيني الاخر انخل دي ماريا.
وفي الجهة المقابلة، كانت الأجواء متشنجة إذ اضطر نجم دورتموند ماريو غوتسه إلى الاستعانة بالشرطة من أجل حمايته بسبب غضب الجمهور المستاء نتيجة قراره بالانضمام إلى الغريم بايرن ميونيخ مقابل 37 مليون يورو، وهي قيمة البند الذي يسمح له بفسخ العقد الذي يربطه بفريق يورغن كلوب حتى 2016.
وعاد البرازيلي فيليبي سانتانا الذي سجل هدف الفوز الدراماتيكي على ملقة في إياب ربع النهائي، إلى مقاعد الاحتياط لمصلحة مات هوملز، فيما غاب سيباستيان كيهل عن خط الوسط بسبب إصابة في قدمه ولعب بدلا منه سفين بندر.
وكان الفريق الألماني الاقرب إلى التسجيل منذ الدقيقة 7 عندما فقد الألماني سامي خضيرة الكرة في منتصف الملعب فخطفها ماركو رويس وانطلق بها وتلاعب بالدفاع قبل أن يسدد كرة قوية صدها لوبيز ببراعة ثم سقطت أمام ليفاندوفسكي الذي تأخر في تسديدها في الشباك المشرعة أمامه ما سمح للدفاع بالعودة واقفال الطريق امامه.
لكن المهاجم الدولي البولندي عوض هذه الفرصة بعد ثوان معدودة عندما وصلته الكرة من الجهة اليسرى بتمريرة عرضية متقنة من غوتسه فتفوق على المدافع البرتغالي بيبي وانقض عليها بقدمه اليسرى وأودعها على يسار لوبيز (8).
وهدأت بعدها وتيرة المباراة وسط عجز ريال عن الانطلاق بهجمات منظمة ومد هيغواين المعزول بين مدافعي الفريق الألماني بالكرة، وانتظر حتى الدقيقة 24 ليهدد مرمى رومان فيندنفيلر وذلك من ركلة حرة نفذها رونالدو لكن الحارس الألماني تألق وانقذ فريقه من هدف التعادل.
ثم غابت الفرص مجددا عن المرميين وسط اعتماد دورتموند على اقفال منطقته والانطلاق بالهجمات المرتدة التي كادت تثمر عن هدف ثان لولا سقوط رويس في المنطقة بعد احتكاك مع فاران دون أن يحتسب الحكم ركلة جزاء (42).
ثم انطلق ريال بهجمة بدت كغيرها من الهجمات التي قام بها منذ بداية اللقاء حيث انتهت الكرة عند قدمي هوملز لكن الاخير اخطأ في اعادة الكرة الى حارسه فخطفها هيغواين وانطلق بها على الجهة اليمنى ثم عكسها الى رونالدو المتواجد وحيدا امام المرمى فسددها الاخير في الشباك (43)، مسجلا هدفه الثاني عشر في 11 مباراة هذا الموسم والسادس في المباريات الست الاخيرة لفريقه، فاصبح ثالث لاعب فقط في تاريخ المسابقة يجد طريقه الى الشباك في ست مباريات على التوالي بعد المغربي مروان الشماخ (3 مع بوردو الفرنسي و3 مع ارسنال الانكليزي) والتركي بوراك يلماظ (غلطة سراي).
لكن دورتموند التقط أنفاسه بعد استراحة الشوطين وتمكن من استعادة تقدمه في الدقيقة 50 عبر ليفاندوفسكي ايضا الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة بينية متقنة من رويس ثم سيطر على الكرة بحنكة قبل أن يسددها بالجهة الخارجية لقدمه اليمنى على يسار لوبيز وسط اعتراض لاعبي النادي الملكي الذين طالبوا بالغاء الهدف بداعي التسلل لكن الإعادة اظهرت أن البولندي لم يكن متسللا.
ولم يكد ريال يستفيق من صدمة الهدف حتى ضرب ليفاندوفسكي مجددا في الدقيقة 55 وأكمل ثلاثيته عندما سقطت الكرة أمامه بعد أن ارتدت من الدفاع إثر تسديدة من مارسيل شميلتسر، فسيطر عليها بشكل رائع بين مدافعين من النادي الملكي ثم أطلقها صاروخية في سقف الشباك.
وكاد ايلكاي غوندوغان أن يجعل وضع ريال أكثر تعقيدا عندما قام بمجهود فردي مميز عند حدود المنطقة قبل يتلاعب ببيبي ثم يطلق كرة صاروخية حولها لوبيز بأطراف أصابعه إلى فوق العارضة (62).
لكن الفريق الألماني لم ينتظر طويلا لإضافة الهدف الرابع من ركلة جزاء تسبب بها تشابي الونسو بدفعه رويس داخل المنطقة فانبرى لها ليفاندوفسكي بنجاح (67)، مسجلا هدفه الرابع في المباراة والعاشر في المسابقة هذا الموسم.
وأصبح ليفاندوفسكي خامس لاعب يسجل رباعية في مباراة ما بعد الدور ربع النهائي من المسابقة بصيغتيها السابقة (كأس الاندية الاوروبية البطلة) والحالية بعد أسطورتي ريال مدريد الفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينيك بوشكاش ولاعب برشلونة السابق المجري الآخر ساندرو كوسيتش واللاعب الحالي الأرجنتيني ليونيل ميسي، علما بأن بوشكاش اللاعب الوحيد الذي سجل رباعية في النهائي (1960).
وهناك 11 لاعبا سجلوا خماسية في مباراة واحدة لكن في الدورين الاول والثاني وبينهم ميسي موسم 2011-2012 ضد باير ليفركوزن الالماني (7-1).
وكاد ليفاندوفسكي أن يصبح أول لاعب يسجل خماسية في مباراة ما بعد الدور ربع النهائي عندما أطلق كرة صاروخية من حدود المنطقة لكن لوبيز تعملق وأنقذ فريقه (78).