العراق: معتصمو 6 محافظات يتسلحون لمواجهة المالكي
بغداد - وكالات: بدأ المعتصمون في محافظات محتجّة بتسليح رجال العشائر ودعوا إلى ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﻮﻳﺠﺔ أمس ﻛﻤﺠﺮمي ﺣﺮﺏ إﻟﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﻠﻴﺔ أﺯﻣﺔ لإﺩﺍﺭﺓ ﺍلأﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍلمقبلة". وقالت اللجان الشعبية في محافظة الأنبار في بيان أمس: إنه ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺘﻨﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺴﻠﻤﻴﺘﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤحاﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺠﺮّﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻴست ﻟﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ إﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﻗﻌﺖ".وأضافت: "ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﻳﺠﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﻀﻄﺮ إﻟﻰ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺘﻨﺎ ﻣﺴﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻷﻥﺳﻜﻮﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ إﻟﻰ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺗﺒﺎﻋًﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔﺍﻟﺼﻔﻮﻳّﺔ - ﻭﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ أﺳﻴﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻢ ﻭﻃﻬﺮﺍﻥ - ﺃﺑﺖ إﻻ أﻥ ﺗﺴﺘﺒﻴﺢ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮة. وطالبت بعدم ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ بأﻱ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ أﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ "ﻭﻧﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻮﻧًﺎﻭﺳﻨﺪًﺍ لإﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ". كما دعت ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ إﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻷﻱ ﻃﺎﺭئ ﻭطالبت ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ بإﺻﺪﺍﺭ ﻋﻔﻮ ﻋﺸﺎﺋﺮﻱ ﻋﺎﻡ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﺑﺤﻖ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.وناشدت ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺮﻛﻮﻙ وحملت "ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ الأمريكي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻵﻥ، ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕﻟﺪﻭﻟﺔ إيران ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ". وقالت اللجان: "ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮاﻕ ﺍﻵﻥ ما ﺯﺍﻝ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻔﺼﻞﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، فإننا ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﻮﻳﺠﺔﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻤﺠﺮﻣﻴ ﺣﺮﺏ إﻟﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﻠﻴﺔ أزمة لإﺩﺍﺭﺓ ﺍلأﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ".ومن جهتهم، طالب معتصمو محافظة صلاح الدين الغربية المرجعية الشيعية العُليا في النجف وشيوخ العشائر في الجنوب بتحديد موقفهم تجاه المالكي خلال 24 ساعة وأكدوا أنهم بدأوا بتشكيل جيش في المحافظة لـ"الدفاع عن النفس" وأوضحوا أن النائب شعلان الكريم جهزهم بـ200 جندي. وقال الشيخ ناجح الميزان المتحدّث الرسمي باسم معتصمي سامراء إن شيوخ العشائر وقادة الاعتصامات في صلاح الدين اجتمعوا لتدارس تداعيات المجزرة التي ارتكبتها القوات الحكومية ضد معتصمي قضاء الحويجة واتخذوا عدّة قرارات والتأكيد على سلمية الاعتصام ودستوريتها.كما طالب المجتمعون شيوخ ووجهاء المحافظات الست التي تشهد اعتصامات بتشكيل جيش من الشباب للدفاع عن النفس في حال اقتضت الضرورة، إلى ذلك قتل 118 شخصًا وأصيب 245 بجروح في أعمال عنف متفرقة في العراق على مدى يومين معظمهم ضحايا عملية اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء وهجمات انتقامية مرتبطة بها، وسط تحذيرات سنية شيعية من "الفتنة". وأعلن مدير صحة كركوك (240 كلم شمال بغداد) صديق عمر رسول الأربعاء أن حصيلة ضحايا اقتحام اعتصام الحويجة (55 كلم غرب كركوك) الثلاثاء بلغت 50 قتيلاً مدنيًا و110 مصابين، بعدما أشارت حصيلة سابقة إلى مقتل 25 وإصابة 70. وكانت وزارة الدفاع من جهتها أعلنت في بيان الثلاثاء عن مقتل ثلاثة عسكريين في عملية اقتحام منطقة الاعتصام وإصابة تسعة آخرين بجروح. وبحسب مصادر عسكرية وأمنية وطبيّة، فقد قتل في أعمال عنف انتقامية الثلاثاء 27 شخصًا في مناطق متفرقة في العراق وأصيب تسعة بجروح، بينما قتل 19 شخصًا في حوادث مماثلة الأربعاء وأصيب 66 بجروح. وفي أعمال عنف منفصلة، قتل 15 شخصًا الثلاثاء وأصيب 41 بجروح، فيما قتل أربعة أشخاص الأربعاء بينهم عنصران في الشرطة وجندي وأصيب عشرة بجروح، وفقًا للمصادر ذاتها.وقتل في أعمال عنف انتقامية الثلاثاء 27 شخصًا في مناطق متفرقة في العراق وأصيب 128 بجروح، بينما قتل 12 شخصًا في حوادث مماثلة الأربعاء وأصيب ثمانية بجروح، ما يعني أن 92 شخصًا قتلوا وأصيب 136 بجروح في حادثة الحويجة والهجمات المرتبطة بها الثلاثاء والأربعاء، وفقًا لمصادر عسكرية وأمنية وطبية. وفي أعمال عنف منفصلة، قتل 15 شخصًا الثلاثاء بينهم 12 قضوا في هجومين ضدّ مسجدين سنيين، وأصيب 41 بجروح، فيما قتل ثلاثة أشخاص الأربعاء بينهم عنصران في الشرطة وأصيب عشرة بجروح، ما يعني أن 18 شخصًا قتلوا وأصيب 51 بجروح في أعمال العنف المنفصلة هذه الثلاثاء والأربعاء. وشهد العراق لليوم الثاني على التوالي مزيدًا من الهجمات ضد قوات الأمن وخصوصًا الجيش "انتقامًا" لضحايا حادثة الحويجة الدامية التي شيّع قتلاها الأربعاء وسط غضب عارم ودعوات للثأر. وقتل أمس في أعمال عنف متفرقة مرتبطة بعملية الحويجة (55 كلم غرب كركوك) 12 شخصًا على الأقل، هم تسعة عناصر أمن وثلاثة مسلحين، في هجمات واشتباكات استخدم الجيش في إحداها المروحيات.ومع سقوط هؤلاء الضحايا، يرتفع إلى 66 على الأقل عدد قتلى اأعمال العنف بين قوات الأمن ومجموعات من المتظاهرين والمسلحين والتي اندلعت عقب مقتل 25 متظاهرًا وجنديين خلال اقتحام ساحة الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء الشيعي في قضاء الحويجة السني. ويخشى مراقبون أن تتمدّد هذه المواجهات التي تحمل صبغة مذهبية إلى مناطق أخرى تقام فيها اعتصامات معارضة منذ نهاية العام الماضي، وأن تزيد من وتيرة العنف في بلاد تعيش على التفجيرات وحوادث القتل اليومي منذ غزوها عام 2003.وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش إن "أربعة جنود وضابطًا برتبة نقيب قتلوا وأصيب خمسة آخرون بجروح في اشتباكات مع مسلحين في ناحية سليمان بيك" الواقعة على بعد 100 كلم جنوب كركوك. وأضاف: إن "الاشتباكات التي ما زالت تدور حاليًا، تخوضها قواتنا بالاستعانة بمروحيات ومعدّات مختلفة". وأكّد قائمقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول لفرانس برس أن الطريق الرئيس عند ناحية سليمان بيك قطع بالكامل بسبب الاشتباكات. بدوره، أكّد ضابط ثانٍ رفيع المستوى في الجيش أن الاشتباكات "تمثل امتدادًا لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة