يقول باحِثون إنَّه من المستحيل تقريباً على مرضى الشقيقة تحديد أسباب نوباتها وحدهم.
يُحاول العديدُ من مرضى الشقيقة تحديدَ الشيء الذي يُسبِّبُ نوباتها، مُعتمدين على جهودهم الشخصيَّة. وقد يستنتجون, على سبيل المثال, أنَّ السببَ في تلك النوبات هو الإجهاد والهرمونات والكحول أو حتى حالة الطقس.
قال تيموثي هول,الأستاذُ المساعد في التخدير وطبِّ الأعصاب لدى مركز ويك فورست بابتيست الطبِّي في وينستون سالم بولاية كارولينا الشمالية: "لكن، تُبيِّنُ دراستُنا أنَّ تلك المحاولات لتحديد أسباب نوبات الشَّقيقة خاطئة، ولعدَّة أسباب".
"إنَّ التعرُّفَ بشكل صحيح إلى مُسبِّبات نوبات الشَّقيقة يُمكِّن المرضى من تدبير تلك الأسباب، في مُحاولةٍ منهم لتجنُّب حدوثها لاحقاً؛ لكنَّ التقلُّبَ اليومي للمُتغيِّرات، مثل الطقس والنظام الغذائيِّ ومستويات الهرمونات والنَّوم والنشاط البدنيِّ والإجهاد, تبدو كافيةً للحيلولة دون وجود الظروف المثاليَّة والضروريَّة لتحديد مُسبِّبات نوبات الشَّقيقة".
أجرى هول وزملاؤه دراسةً اشتملت على 9 نساء، عانينَ من الشَّقيقة واحتفظن بيومياتٍ سجَّلن فيها ما يحدث لهنَّ؛ ورصدوا حالاتهنَّ من ناحية الإجهاد لفترة 3 شهور، وأخذوا عيِّنات يوميَّة من البول في الصباح لفحصها من أجل تحديد مستويات الهرمونات. إضافةً إلى هذا, حلَّل الباحِثون بيانات حالة الطقس المحليَّة في أثناء الدراسة.
بيَّنت النتائجُ أنّه كان من الصعب إلى حدٍّ كبير، بالنسبة إلى النساء، التعرُّفُ إلى أسباب نوبات الشقيقة لديهنَّ.
قالت مُساعدةُ مُعدِّ الدراسة دانا تيرنر، التي تعمل في قسم طبِّ التخدير لدى مركز ويك فورست بابتيست الطبِّي: "من المحتمل أنَّ الأشخاصَ، الذين يُحاولون تحديدَ الأسباب الشخصيَّة لنوبات الشَّقيقة لديهم, لا يمتلكون المعلوماتِ الكافيةَ التي تُساعدهم على معرفة تلك الأسباب بشكل حقيقيٍّ؛ وهم يحتاجون إلى المزيد من الاختبارات المنهجيَّة، ويجب عليهم العمل مع الأطبَّاء الذين يتابعون حالاتهم من أجل ابتكار اختبار منهجيٍّ لفحص مُسبِّبات نوبات الشَّقيقة".
قال هول: "يعيش العديدُ من المرضى مع مخاوف عدم القدرة على توقُّع حدوث نوبات ألم الرأس. وبالنتيجة, يقومون غالباً بوضع قيود في حياتهم اليوميَّة من أجل تجهيز أنفسهم لاحتمالية تعرُّضهم إلى نوبات قادمة يُمكن أن تجعلَهم طريحي الفراش وعاجزين بشكل لبعض الوقت".
"ربَّما يصل الأمرُ ببعض المرضى إلى الانخراط في إستراتيجيات استخدام الأدوية التي يُمكن أن تزيدَ حالاتهم سوءاً من غير قصد. ولذلك، يهدف هذا البحثُ إلى مساعدة مرضى الشقيقة على معرفة الظروف الحقيقيَّة التي يُمكن من خلالها تحديدُ أسباب نوبات المرض".
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الاثنين 22 نيسان/أبريل