النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

اندرسن عاش طفولة بائسة ومات طفلا سعيدا

الزوار من محركات البحث: 14 المشاهدات : 800 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27

    اندرسن عاش طفولة بائسة ومات طفلا سعيدا

    TODAY - December 26, 2010
    اندرسن عاش طفولة بائسة ومات طفلا سعيدا
    الموروث الشعبي مصدر الهام لمُبدعي أدب الأطفال في العالم

    أندرسن في مكتبه ... الشارع الذي ولد فيه ... هانز أندرسن

    كاظم صالح *
    يتفق الباحثون على تعريف أدب الأطفال بأنه: تجربة لغوية تتميز بأسلوب شعري شفاف في سرد حكاية بشكل مُبسط، يبدعها القاص، وبخاصة للأطفال بين سن الثالثه والثالثة عشرة، يعيشونها ويتفاعلون معها، فتمنحهم المتعة والتسلية، والشعور بالمرح وتنمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه، وتقوي تقديرهم للخير ومحبته، ويطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية، ويبني فيهم الإنسان. كما يُعرف أدب الأطفال بأنه شكل من أشكال التعبير الأدبي والفني، له قواعده ومناهجه، سواء منها ما يتصل باللغه واختيار الأسلوب المناسب للسن التي يُؤلف لها، أو ما يتصل بمضمونه ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أم يتصل بقضايا الذوق وطرق التكنيك في صياغة الحكاية، أو في فن الكتابة للقصة المسموعة.
    ويرى بعض الباحثين، أهمية التمييز بين النتاج الفكري عن الطفولة والنتاج الأدبي الموجه لهم. وينادون بإعادة النظر بين هذين النتاجين. ويرون أن أدب الأطفال له آثاره الإيجابية في تكوينهم، وبناء شخصياتهم وإعدادهم ليكونوا رواد الحياة.
    والطفل هو الإنسان في أدق مراحله وأخطر أطواره، ومن ثم فإن الاهتمام بالجانب الوجداني من حياة الطفل يتعين ألا يعلوه أي اهتمام آخر، ويقوم أدب الطفل بوظائف التربية الجمالية والأخلاقية والنمو اللغوي.
    شغلت الحكاية الشعبية بصفتها أحد مكونات الثقافة والموروث الشعبي، حيزاً كبيراً في نسيج طفولةٍ كل انسان لأنها أول الفنون السردية التي يتلقاها الطفل. ففي البيت، وهو المكـان الأول الذي يتلقى فيه الطفل معارفه الأولى، كما يتلقى الإجابات عن الأسئلة الغامضة، التي ترتبط بأسرار بيئته ووجوده والعالم المحيط به.
    الموروث الشعبي مصطلح شامل نطلقه لنعني به عالم‍ًا متشابكا من الموروث الحضاري، والأسطوري والحكايات الخرافية والشعبية والأقوال المؤثرة والطقوس الدينية والقيم الاجتماعية التي بقيت عبر التاريخ، وعبر الانتقال من بيئة إلى بيئة، ومن مكان إلى مكان فمصطلح "التراث الشعبي" يضم الحكايات الشعبية والطقسية معًا، كما يضم الفولكلور، والميثولوجيا الانسانية، ويضم أيضا الأدب الشعبي الذي أبدعه الضمير الشعبي المحلي أو العطاء الانساني الشامل.
    من أهم واشهر الكتاب في العالم في مجال أدب الأطفال والذي استلهم الموروث الشعبي في مُعظم اعماله هو الكاتب والشاعر الدنماركي هانز كرستيان اندرسن، حيث ذاعت شهرته في جميع ارجاء المعمورة واصبح بلده الصغير الدنمارك معروفا به، وصار بيته الصغير في اودينسه محجا لمحبي هذا الكاتب المُبدع الذي اسعد الكبار قبل الصغار وجعلهم يرددون حكاياته الجميلة الساحرة لأولادهم واحفادهم. ولم يكتف اندرسن بالموروث الدنماركي بل تخطاه نحو اسرار الحكايات الشعبية والمثيولوجيا في دول اسكندنافيا وجاراتها الشمالية التي تشمل السويد والنرويج وفنلندا وايسلندا. ورحلت مُخيلته بعيدا الى بلدان الشرق الساحر، ومن الصين استوحى حكاية (ملابس الامبراطور الجديدة) واستلهم من حكايات الف ليلة وليلة قصته الشيقة (الاوزات العراقيات) المعروفة باسم الاوزات البرية ويذكر اندرسن في مذكراته ان اجمل هدية اهدتها له امه هو كتاب الف ليلة وليلة.
    ولد هانز في الثاني من نيسان (إبريل) عام 1805، في أودينسه بالدنمارك، لأسرة متواضعة الحال، حيث كان والده يعمل كصانع للأحذية بينما كانت والدته تشتغل عاملة تنظيف في بيوت الأغنياء. عاش أندرسن في كنف أسرة فقيرة، فعانى، وهو الفتى المرهف الإحساس، من شظف العيش، لكنه تعلق بالفنون منذ صغره، فأقام في ركن من الغرفة الوحيدة لأسرته مسرحا للدمى، وراح يمضي وقته في محاكاة دماه وتحريكها متخذا منها شخصيات لمسرحه الخيالي الصغير. وقد انعكس ذلك في مُعظم قصصه وحكاياته التي استلهمها من التراث الشعبي ثمة عالم جميل تنسج خيوطه مخيلة أندرسن الخصبة، وثمة سحر وافتتان بالمتعة والجمال، والحكمة والمرح وغالبا ما يقول فكرته على لسان الحيوان، والنبات، والطير، ففي قصة «زهور إيدا الصغيرة» نجد شفافية عالية، إذ يقص أندرسن حكاية طفلة صغيرة حزينة لأن زهور حديقتها قد ذبلت، لكن مخيلة الكاتب تجعل من زهور إيدا الصغيرة كائنات رقيقة ملونة تغني، وتتكلم، وترقص... فتمضي معها إيدا الصغيرة وقتا ممتعا.
    وفي قصة «القداحة» يتحدث الكاتب عن القدر الذي قاد جنديا معدما لأن يعثر على قداحة تحقق له أية أمنية، وبعد سلسلة من المغامرات الشيقة يستطيع هذا الجندي ان يمتلك ثروة كبيرة ويتزوج من بنت الأمير الجميلة ويعيش في نعيم وسعادة. أما قصة «كلاوس الصغير وكلاوس الكبير» فهي تدين استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. ومن الحكايات التي استمدها اندرسن من الموروث الشعبي الدنماركي والعالمي: الملاك، الجرس، شجرة الحور، الأسرة السعيدة، بائعة الكبريت، حورية البحر، الطائر المُغرد، الأميرة وحبة البازليا، الحذاء الأحمر، الظل، أميرة الثلج، جندي الصفيح، قصة أم، الراعي، ملابس الأمبراطور الجديدة والإوزات العراقيات.
    يقول أندرسن «الراوي يجب ان يُسمع صوته من خلال الأسلوب، واللغة يجب أن تقترب من الشفافية الشعرية. القص هو للأطفال ولكن الكبار يجب أن يصيبهم نصيب من المتعة أيضا» وحين سئل أندرسن، ذات مرة، عن سيرة حياته، أجاب: «اقرؤوا البطة القبيحة»! وهي حكاية تتحدث عن قصة النجاح الذي لا يتحقق إلا بعد مشقة ومعاناة كبيرة، فالحكاية تتحدث عن فرخ بط قبيح لم يلق المودة والحب من شقيقاته البطات، فكان منبوذا نظرا لقبحه وسوء منظره، فراح يتنقل من مكان إلى آخر عله يجد عمن يهتم به ويحبه، لكنه كان يعاني من نظرات الازدراء من جميع الطيور والحيوانات، حتى من المقربين له، إلى ان كبر واكتشف انه بجعة جميلة بيضاء وليس فرخ بط قبيحا، فتباهى بنفسه بين أقرانه كبجع جميل يثير الإعجاب، والواقع أن سيرة أندرسن تشبه إلى حد بعيد سيرة فرخ البط هذا، وقد كتب أحد النقاد معلقا: "لكل مبدع ولكل شاعر حكاية فرخ البط القبيح الخاصة به".
    توفي أندرسون في الرابع من آب (أغسطس) عام 1875 عن عمر يناهز السبعين عاماً بعد أن منح اطفال العالم السعادة بقصصه وحكاياته الجميلة والمؤثرة التي قدمها لهم في شكل مُبسط وشفاف حبب القراءة إلى نفوسهم ولم تكن هذه الحكايات للتسلية والترفيه فقط ولكن كانت تتضمن المعرفة والحكمة والعبرة المفيدة. عاش اندرسن طفولة بائسة ومات طفلا سعيدا بمنحه السعادة للآخرين.
    ويُجمع المؤرخون على أن أدب الطفل يوجد حيث توجد الطفولة، وهو جزء لا يتجزّأ عن باقي احتياجاتها المادية والنفسية والروحية، فكما يحتاج الطفل إلى الطعام والشراب، وإلى الرعاية والحنان، فإنه في حاجة ماسّة إلى ما يُثري فكره، ويُسْعد روحه ووجدانه. وإذا لم يستوف الطفل تلك الاحتياجات المادية والمعنوية، فسوف يكون عرضة للمعاناة والاضطراب؛ لأنها جزْءٌ من فطرته، وقد كانت الأم من قديم الزمان تدرك احتياجات طفلها بالفطرة، فتقدم له ما يرفّه عنه، ويثري خبرته، ويتواءم مع طبيعته.

    * كاتب وسينمائي عراقي مقيم في كوبنهاكن

  2. #2
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    شكرا لمروركم جميعا خخخ .. فعلا الموضوع جميل جدا وانا من اشد معجبي ومحبي هانس اندرسن ويذكرني بطفولتي واحب دائما ان اذهب الى بيته الذي اصبح متحف اليوم "يعني مثل السياب العراق اليوم مع الاسف"!
    التعديل الأخير تم بواسطة Sally ; 27/December/2010 الساعة 12:52 am

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال