الكاتب: AM
المحرر: BS ,NF
2013/04/24 14:12


المدى برس/ صلاح الدين
أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، اليوم الأربعاء، بأن دورية للجيش العراقي تعرضت لهجوم من مسلحين شمال تكريت، وفيما قطع المئات من أبناء العشائر الطريق العام شرقها للحيلولة دون عبور أرتال عسكرية شرق المدينة باتجاه الحويجة، أكد محللون سياسيون أن الحكومة استعجلت بإجراءاتها ضد متظاهري الحويجة.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس) إن " دورية من الجيش العراقي كان يقوم بمهام أمنية في السوق الشعبي وسط قضاء بيجي (40 كيلومتر شمالي تكريت) تعرضت، قبل ظهر اليوم، إلى هجوم من قبل مسلحين مجهولين، مما أدى إلى تضرر مركبات الدورية، من دون تسجيل خسائر بشرية".
من جهة أخرى قال أحد شيوخ ناحية العلم مروان الجبوري في حديث إلى (المدى برس)، إن "المئات من أبناء عشائر الجبور والعبيد والعزة تظاهروا، منذ صباح اليوم، على الطريق العام شرقي ناحية العلم باتجاه قضاء الحويجة بهدف منع مرور أي رتل عسكري وقطع الإمدادات عن المتواجدين هناك لحماية أرواح المدنيين".
وأوضح الجبوري أن "المتظاهرين قرروا مراقبة الطريق والتهيؤ لمنع مرور أي رتل عسكري"، مضيفا أن المتظاهرين سوف يقفون بوجه الجنود الذاهبين لمقاتلة أهلنا في الحويجة الذين تعرضوا لمجزرة بشعة على يد القوات الحكومية".
بدوره عد المحلل السياسي سبهان الجنابي في حديث إلى (المدى برس) إن "الحكومة استعجلت كثيرا في معالجة الوضع في ميدان الاعتصام في الحويجة وقطعت الطريق على المفاوضات التي كادت أن تصل إلى حل مقبول لولا قدوم قوات من بغداد وتصعيد الأمور".
وأضاف الجنابي أن "المشاورات والمفاوضات كانت قد وصلت إلى حلول لكن التجاوز على صلاحيات مجلس محافظة كركوك والاستعجال والاستقواء بالبندقية وغياب التنسيق تسبب في أزمة خطرة لا تحمد عقباها".
وأشار الجنابي إلى أن "الحكومة حاولت بهذه الخطوة اختبار المعتصمين وتقديم درس لساحات الاعتصام الأخرى، لكنها فتحت باب أزمة كبيرة تهدد مصير الوحدة الوطنية وهذا سيدفع باتجاه الهاوية، ويفسح المجال للجماعات المسلحة بأن تسفيد من هذه الأجواء وقد لاحظنا التوتر في قضاء طوز خورماتو وبيجي والهجمات التي تحصل هنا وهناك".
وشدد الجنابي على ضرورة أن "يلعب السياسيون الوطنيون دورا في تهدئة الأوضاع والحيلولة دون استمرار التدهور وتزايد التدخل الخارجي وأجنداته التي تحاول تحطيم كل شيء في العراق".
وكان مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أكد في حديث إلى ( المدى برس)، اليوم الأربعاء،( 24 نيسان 2013)، بأن مسلحين مجهولين سيطروا بشكل شبه كامل على ناحية سليمان بيك، شرق تكريت، وأشار إلى أن قوات أمنية اشتبكت مع المسلحين بمساندة طائرات مروحية في محاولة لاستعادة الناحية، وفيما لفت إلى أن 12 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بنيران المروحيات، نزحت العديد من الأسر خارج الناحية بسبب حدة الاشتباكات.
وشهدت ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء طوز خورماتو،( 90 كم شرق تكريت)، أمس الثلاثاء،( 23 نيسان 2013)، مقتل وإصابة ما لا يقل عن ثمانية من عناصر الاجهزة الامنية المكلفة بحماية مقر مديرية الشرطة في الناحية، باشتباكات مسلحة مع مجهولين.
وشهدت محافظة صلاح الدين، أمس الثلاثاء، مقتل وإصابة 16 من عناصر الجيش العراقي بهجوم مسلح نفذه مجهولين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي قادمة من مطار المثنى في العاصمة بغداد، لدى مرورها في فلكة ناحية العلم،(10كم شرقي تكريت)، فيما أضرم المسلحون النار بسبع آليات عسكرية.
وأكدت مصادر امنية في محافظتي كركوك وصلاح الدين، أمس الثلاثاء،( 23 نيسان 2013)، أن ما لا يقل عن 13 مسلحا قتلوا في سلسلة هجمات تعرضت لها قوات الجيش العراقي في مناطق جنوب وجنوب غربي كركوك وشمال صلاح الدين وتكريت، وذلك بعد ساعات من عملية اقتحام الجيش العراقي لساحة الاعتصام في الحويجة.
وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، أمس الثلاثاء الـ23 من نيسان 2013، والتي اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 120 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، في حين أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الثلاثاء، انها هاجمت ساحة الاعتصام بعدما رفض المعتصمون الانصياع لأمر مغادرة الساحة وتعرضها لإطلاق نار من المعتصمين، وأكدت أنها تكبدت ثلاثة قتلى وتسعة جرحى من قواتها التي نفذت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، وأكدت أن العملية أسفرت عن مقتل 20 من "الإرهابيين" الذين كانوا يتحصنون في ساحة الاعتصام واعتقال 75 آخرين، مبينة أنها عثرت على 45 قطعة سلاح وقنابل وآلات حادة داخل الساحة.
ويقود العمليات العسكرية في قضاء الحويجة قائد القوات البرية العراقية علي غيدان الذي يتواجد في القضاء منذ يوم الجمعة.
وعقب اقتحام ساحة الحويجة، امس الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013، انتفضت العشائر في محافظات كركوك وصلاح الدين والموصل والأنبار ونشرت الآلاف من أبنائها المدججين بالسلاح وشنت عشرات الهجمات على النقاط العسكرية والمنية في تلك المحافظات مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.
وكانت مصادر أمنية ومسؤولون في محافظة كركوك أكدوا، أمس الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 120 من معتصمي الحويجة سقطوا بين قتيل وجريح بنيران قوات عمليات دجلة في عملية اقتحام للساحة نفذتها فجرا، مؤكدين أن تلك القوات سيطرت على الساحة بالكامل وقامت بحرق الخيم واعتقال العشرات، في حين بدأ الأهالي يطلقون استغاثة عبر وسائل الاعلام للتبرع بالدم للجرحى مؤكدين أن الجيش أطلق النار عشوائي على المعتصمين.
ويأتي اقتحام ساحة اعتصام الحويجة بعد ساعات على منع قيادة عمليات دجلة، مساء الاثنين،(22 نيسان 2013)، وفدا برلمانيا من الدخول الى ساحة الاعتصام في الحويجة لإيصال المؤن للمعتصمين، فيما وصف القيادي في(كتلة متحدون) النائب أحمد المساري، وهو احد أعضاء الوفد، الحالة التي يعيشها المعتصمون بـ"المأساوية"، وفي حين طالب بحل سياسي أو تدخل الأمم المتحدة، حذر المالكي من أي أجراء عسكري ضد الساحة "لأنه قد يشعل فتيل معركة في عموم العراق".
وجاء الاقتحام بعد أقل من 24 ساعة على إعلان وزارة الدفاع العراقية، أول أمس الاثنين،(22 نيسان 2013)، أن خلية الأزمة وضعت إجراءات لمنع "المتطرفين والإرهابيين" من التسلل إلى ساحات الاعتصام، فيما أكدت وضع "حلول أنية" لمكافحة "التنظيمات الإرهابية".
وشهدت ساحة اعتصام الحويجة، عقب صلاة الجمعة في (الـ19 من نيسان 2013)، اشتباكات قرب نقطة تفتيش مشتركة لقوات الجيش والشرطة قرب ساحة الاعتصام، اتهمت فيها قيادة الجيش المتظاهرين بالهجوم على النقطة، والتسبب في "المعركة" قتل فيها جندي وأصيب فيها اثنان آخران، في حين يقول المتظاهرون، إن الجيش هو المسؤول عن الحادث، ويؤكدون مقتل واحد منهم وإصابة اثنين آخرين أيضاً.
وكانت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي دعت، أمس الثلاثاء (23 نيسان 2013)، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي إلى "الاستقالة" بعد مقتل وإصابة المئات في عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، وأكدت أن رئيس الحكومة سجل "فشلا جديدا" في تعامله مع القضية، فيما أشارت إلى إنها ستستمر بالاجتماع للخروج بموقف نهائي "وقد يكون الانسحاب من العملية السياسية".
وأدان رجل الدين البارز عبد الملك السعدي، أمس الثلاثاء، "العدوان" الحكومي على ساحة اعتصام الحويجة، وشدد على أن من قام بذلك العمل "سيحاسب في الدنيا والآخرة"، وفي حيد دعا المتظاهرين إلى الدفاع عن انفسهم بكل قوة، شدد على انها ما عدا ذلك يجب على المعتصمين ضبط النفس لتفويت الفرصة على المعتدين.
فيما حذرت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، أمس الثلاثاء،( 23 نيسان 2013)، من حرب داخلية لا تحمد عقباها في حال امتداد أحداث الحويجة إلى المحافظات الأخرى"، ودعت الجيش العراقي في الحويجة إلى "عدم استخدام القوة المفرطة"، وشددت على أنه كان من الأجدر أن "تتولى وزارة الداخلية مسؤولية الملف الجنائي وليس الجيش"، مطالبة باحتواء الأمر من خلال العشائر ورجال الدين والوجهاء والقادة السياسيين.
ودان معتصمو الأنبار بشدة عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، فجر، أمس الثلاثاء،( 23 نيسان 2013)، واتهموا رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه "أدخل البلاد في الجحيم"، وأكدوا أنهم يعقدون اجتماعا عاجلا حاليا لاتخاذ موقف مما حصل، في حين هاجم وزير المالية المستقيل رافع العيساوي الحكومة بشدة، وأكد أن ما قامت في الحويجة "هو جريمة إبادة طائفية"، مطالبا الأمم المتحدة باعتبار الحويجة "مدينة منكوبة" وجامعة الدولة العربية بالتدخل، ليعلنوا بعدها تحول تظاهراتهم من سلمية إلى حربية، ودعوا "جميع العشائر والفصائل المسلحة" إلى التوحد لـ"نصرة الحويجة ضد الحكومة الصفوية، شددوا على ضرورة محاكمة رئيس الحكومة نوري المالكي وقادته العسكريين دوليا كـ"مجرمي حرب".
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، هاجم في مؤتمر ترويجي لقائمة (ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها، في ملعب مدينة الناصرية، (مركز محافظة ذي قار، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، في (الـ16 من نيسان 2013 الحالي)، المتظاهرين والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـ"المتمردين"، وحذرهم بـ"موقف آخر" إذا لم يعودوا إلى التفاهم على أساس "الدستور والوحدة الوطنية"، بدلاً من التهديد من القوة، مضيفاً لقد "صبرنا عليهم كثيراً لأنهم أخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا"، وتابع مهدداً "لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفاً مسؤولاً في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون".