السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تندهش إن قلت لك أنت الدعامة والأساس لهذا المجتمع الذي لا ينهض ولا يخطو خطوة إلا بك ، ستدرك ما أقول لو تمعنت ولو برهة من الوقت أو بالأحرى من الوقت الفارغ من حياتك الذي تكاد ترهات الأمور تملأه ، لو ألقيت نظرة عن كثب إلى مجتمعك الذي أنت جزء لا يتجزأ منه لرأيت أن بأفكارك يمكنك إحداث الكثير كما يمكنك تغيير الكثير .
ذلك الوسط الجماعي الذي أنت فيه بمكوناته ، بمعتقداته ، بأفكاره بسلوكات أفراده وعاداتهم يمكنك أن تكون الملهم فيه والمؤثر فيهم .
أول خطوة نبادر بها هي إصلاح ذواتنا علينا أن نبادر بإصلاح الذات ، وباعتبارنا دعامة المجتمع كما قلنا أولا يجب أن يكون إصلاحنا للنفس مرتكزا على أساس متين لاتهزه محن ولا توهنه متاعب ولا ينحني أمام فتور النفس أحيانا ، هذه الركيزة هي ديننا الحنيف دين لا يضل من اهتدى به ولن يهتدي من لم يتبعه ويكون له في الحياة سبيلا ، قال تعالى "" ومن يبتغ غير الإسلام ديننا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "". وحقيقة هذه الركيزة أنها جمعت كل ما يحويه المجتمع مما ذكرناه سابقا فاعتمادك على ركيزة الإسلام في توجيه ذاتك أولا ومجتمعك ووسطك إلى خير الأمور وأقومها سيجعل من رسالتك رسالة مسموعة معلومة للقاصي والداني ، لايمر عليها قارئ إلا وقرأها ولا سامع إلا جلس واستمع وحدث بها ، هو أيضا .
كثيرة الأمور التي تهز مجتمعنا هزا وتكاد تهدمه ، وأبسط شيء قد يهدم مجتمعنا ربما فكرة ،ربما قول ،ربما عبارة ، وبعبث عابث قد تخرب محيطنا وتلحق به ضرر جلالا، دورك في المجتمع أن تكون اللبنة والدعامة والأساس للإصلاح ، أثر في مجتمعك بما تملك من أفكار إيجابية ، حرر تلك الأفكار من قيود النفس التي كثيرا ما تثبط ، فداخلك لا ينضب حقا فيه شيء وتأكد من ذلك واجه الأفكار والشبهات الدخيلة التي تنخر مجتمعنا بإسماع كلمتك وإبداء رأيك ، كن في وسط سواء التعليمي أو العملي ، أو في سائر حياتك اليومية ومعاملاتك سلسا رزينا هادئا لتصل مبتغاك وتحقق مبلغك ، ربما ستكون أنت السبب في إدخال فرد إلى المسجد بعد ترك للصلاة ، أو فرد غيرت من وجهته من حب لسماع الأغاني لحب لسماع القرآن ، أو فرد أعطيته منظارا حقيقيا للحياة بعدما كان يراها عتمة ظلاما ، فأدوات التوجيه والإصلاح بيدك لا تسألني عنها فبعد إصلاح نفسك حقا ستملك هذه الأدوات وحقا ستجني ربحا عظيما وترتاح نفسا وضميرا .
مجلة تطوير الذات