زواج الخطيفة عند الشركس
عادة قديمة لازال الشركس محافظين عليها الى يومنا هذا ما يطلق عليه “زواج الخطيفة” عند الشركس
الزواج حسب العادات “الشركسية” تصنف في حالتين، وهناك ثالثة تعتبر حالة استثنائية يعمل بها
في حالة الضيق المادي للشاب.
فالحالة الأولى هي إسلامية شرعية وكما متبع لدى كل الطوائف الإسلامية، فيتقدم الشاب لخطبة الفتاة،
ويمكن أن يوافق أهل الفتاة، أو لا يوافقون، وبالطبع فإن للفتاة علينا حق السؤال في رفض أو قبول المتقدم لخطبتها.
هذه الطريقة يعمل بها حوالي 80% من “الشركس” في هذه الأيام.
أما الحالة الثانية والتي اشتهرنا بها دوناً عن غيرنا من بين سكان الأرض، والتي تعرف بزواج (الخطيفة) وهذه الطريقة
تعتبر شرعية، وليست كما يتوههما البعض أنها قد تلحق العار بوالد الفتاة، أوعائلتها؟».
وعن كيفية اتفاق الشاب والفتاة على الزواج بهذه الطريقة، يجيب السيد “غسان”: «في البداية، لا بد للشاب أن
يتقدم لخطبة الفتاة حسب الطريقة الأولى، فإن أجيب طلبه، نال ما أراد، أما إن رفض من قبل أهل الفتاة؛ فإنه
يلجأ إلى (الخطيفة) وفي (الخطيفة) لا تخرج البنت دون علم من إحدى صديقاتها، أو إحدى جاراتها، وتقول لهم:
(اليوم بدي انخطف لفلان.. خبروا أهلي وين أنا، ومع مين) كذلك يفعل الشاب إذ يخبر صديقاً له ماذا ينوي فعله.
وكانت قديماً تخطف الفتاة على حصان».
ما الخطوات التي تتبعها الفتاة ليلة (الخطيفة)؟ يقول السيد “غسان”: «لا تأخذ شيئاً معها سوى (صرّة) صغيرة
فيها ملابسها الخاصة بها، وتكون على اتفاق مع من تحب.. أن يلتقيا في مكان معين، وبعلم صديقتها، كذلك يفعل
الشاب إذ لا يأخذ الفتاة إلى بيته، ولا يحق له أن يلتقي بها أو يقيم معها في خلوة، بل تودع في بيت أحد معارفه،
أو أيّاً كان، ويحظر عليه بعد ذلك أن يراها أو يلتقي بها».
الحصان وسيلة لخطف العروس
وعما يفعله أهل الفتاة لدى سماعهم بـ (خطيفة) ابنتهم؟ يضيف السيد “غسان” قائلاً: «في بادئ الأمر،
يأتي صديق الشاب، يدق باب بيت أهل الفتاة، ويقول لهم جملة واحدة: (بنتكن خطفها فلان، وهيّي عند فلان أمانة)
ثم يذهب. فيتناول أحد أهلها مسدساً ويطلق ثلاث طلقات في الهواء، فيعرف أهل القرية أن هناك فتاة خطفت،
فيركض كل رجل إلى بيته ليتفقد بناته.. وهنا تؤكد صديقة الفتاة للأهل أنها على علم بما جرى.
وعن الخطوات اللاحقة وما الذي سيفعله أهل الفتاة، يتابع السيد “غسان”: «يرسل صاحب البيت التي تنزل
فيه الفتاة في طلب أقاربها، ويتم إبلاغهم برغبة (فلان) الزواج من ابنتهم، ويذكر أن والد الفتاة أو أحد إخوتها إن
وجد لا يحضرون، بل من الأقارب فقط، وبعد مداولات، يتم الاتفاق، ويؤتى بالشيخ لتسجيل الزواج، وتسأل الفتاة
إن كانت أجبرت على الخطيفة، أم أنها موافقة عليه؟ فإن كانت مجبرة أعيدت إلى بيت والدها، أما إن كانت موافقة،
فيسجل عقد زواجها، وهنا أيضاً لا يحضر والد الفتاة، أو أخوها، فالوالد لا يحضر عقد زواج ابنته، كما لا يحضر العرس،
وفيما بعد يصبح (الصهر) غالي، ويدخل البيت، وتعود البنت إلى بيت والدها كأن شيئاً لم يكن.
من أجواء العرس الشركسي
م ن لعيونكم