TODAY - December 25, 2010
مجوهرات عصرية.. أناقة حالمة
تحف تقدر بالملايين تحتاج لحراس شخصيين
في هذا الوقت من كل عام، تتهيأ أغلبية نساء العالم، لاستقبال عام جديد بأجمل حلل، وكلهن آمال في أن تكون البداية بألق وجمال وترف النهاية بعد 12 شهرا. لكن هذا العام ليس ككل الأعوام، أي أنه عام المنتجات المترفة التي عرفت ازدهارا وانتعاشا في أوج الأزمة الاقتصادية، مما شهد انتعاش المجوهرات بكل أشكالها على حساب المنتجات متوسطة الأسعار،الفائدة الأولى خزينة، والثانية زينة يعني عصفورين بحجر.
فعندما أعلن اتحاد صناعة الساعات السويسرية منذ بضعة أسابيع أن صادرات الساعات السويسرية شهدت ارتفاعا بنسبة 18 في المائة في شهر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، مقارنة بنفس الشهر من عام 2009، تنفس الكل الصعداء؛ فالأزمة المالية في طريقها إلى الزوال إذن. ما أثلج الصدور أكثر أن هذه الزيادة باتت تلمس الساعات المتوسطة القيمة، أي التي تتراوح أسعارها بين 200 و500 فرانك (200 و500 دولار)، وهي التي تضررت في السابق مقارنة بالساعات الفخمة التي ظل الإقبال عليها متزايدا من دون أن تتأثر. بل العكس، فإن اندلاع الأزمة أجج روح الاستثمار لدى النخبة، الذين باتوا يبحثون عن كل ما غلا ثمنه وتميز تصميمه، على أساس أنه لا يفقد قيمته أبدا. وأدى هذا بالتحديد إلى انتعاش سوق الساعات المرصعة بالأحجار الكريمة، لتتبارى كبريات بيوت المجوهرات في طرح المبتكر والمميز في تحف فريدة لا تتكرر، أو بأعداد محدودة جدا؛ فعندما أعلنت «بياجيه» هذا العام، مثلا، عن ولادة ساعتها التي تحمل الرقم المليون واسم Piaget Emperador Full - Set Coussin Perpetual Calender التي لخصت فيها كل فنيتها في مجال صياغة المجوهرات والساعات الفاخرة على حد سواء، تسلطت الأنظار عليها بفضول وشوق. فإلى جانب أنها كانت تحفة بكل المقاييس، كانت أيضا تعبر عن انتعاش سوق المنتجات الفاخرة. سوق ترحب بالمتميز وبالإنتاجات المحدودة، ساعة المليون لـ«بياجيه» تضم كل هذه العناصر. لم يطرح منها مثلا أكثر من 20 نسخة.
مثل «كارتييه» و«فان كليف آند أربلز» و«هاري وينستون» تعتبر «بياجيه» من الشركات القليلة التي نجحت في حقلي الساعات والمجوهرات على امتداد قرن ونصف القرن من الزمن، منطلقة من المصنع الذي أنشأه جورج إدوار «بياجيه» في La Côte - aux - Fées سنة 1874. وبمرور الزمن، حفرت لها مكانة مميزة بين بيوت المجوهرات العريقة التي جعلت الفخامة التي لا تعترف بثمن أو زمن عنوانها. هذه البيوت لم تتوقف عن إتحافنا بإصدارات فاخرة كل عام، غنية بالحركات الميكانيكية والتعقيدات المتطورة التي تناطح التصميم والخامات في قوتها، وإن كان ذلك بكميات محدودة.
في المجالات الميكانيكية، مثلا، تعمل باطّراد على استثمار خبرتها في الحركات الأكثر تعقيدا، مثل المعيار الشهير 9P الذي طرحته «بياجيه» مثلا في الأسواق سنة 1957، واعتبر يومذاك الحركة الميكانيكية ذات التعبئة اليدوية الأرفع من نوعها، خصوصا أن سماكتها لم تتعدى الملليمترين، وصولا إلى الرقم القياسي الجديد الذي حققته مع الحركة الميكانيكية ذاتية التعبئة التي تدقّ بالمعيار الرفيع 1208P الذي يقدر بـ2.35 ملليمتر. بيد أن ما يجعل من «بياجيه» دار ساعات متميزة أنها بموازاة البراعة التقنية، تمكنت من اكتساب خبرة حقيقية في صياغة المجوهرات - الأمر الذي ساعدها على تطبيق هذه البراعة في مجال الساعات المرصّعة بالجواهر. فساعتها الأخيرة تتميز بأداة ميكانيكية حقيقية لبرمجة الوقت، لها قدرة على معالجة عدم انتظام الروزنامة لغاية سنة 2100، علما بأن التقويم الدائم هو أحد التعقيدات الأساسية لقياس الوقت والأكثر اعتبارا في العالم. كما تحتضن معيار 856P، وهو كناية عن حركة ميكانيكية ذاتية التعبئة تدق باهتزاز يبلغ 21.600 ذبذبة في الساعة مع احتياطي طاقة يصل إلى 72 ساعة. واستمرارا في اتباع تقليد الحركات الفائقة الرفع الذي تنتهجه بياجيه، احتضنت هذه الحركة الشديدة الصغر بسماكة 5.6 ملليمتر مجموعة من الوظائف المثيرة للاهتمام، كوظيفة تحديد الساعات والدقائق والثواني الفرعية عند مؤشر الـ12 ووظيفة الشهر والسنة الكبيسة عند مؤشر الـ12 ووظيفة تحديد أيام الأسبوع وعلامات التاريخ الارتجاعية عند مؤشر الـ3. بالإضافة إلى هاتين الوظيفتين الارتجاعيتين، تتميز عن أكثرية الروزنامات الاعتيادية الدائمة بمنطقة توقيت مزدوجة إضافية يتم التحكم بها بعقربين في ميناء ثانوي عند مؤشّر الـ9 بالإضافة إلى مؤشر لتحديد النهار/الليل موجه نحو الساعة المركزية. هذه التحفة وغيرها من التحف غالبا ما تولد في مصانع متطورة في كانتون جنيف، وهو الجزء المتخصص في مجالات التصميم وصناعة العلب والأساور المصنوعة من المعادن الثمينة والجواهر.
في هذا المكان جرى وضع اللمسات الأخيرة على ساعة المليون التي تمثّل ثمرة ما يربو على 300 ساعة من التطوير؛ فقرار الجمع بين أحجار الماس ذات التقطيع التام أو تقطيع الباغيت، التي بلغ وزنها 9.9 قيراط، ناهيك عن شكلها الوسادي المميز، كان معقدا ويحتاج إلى خبرة عالية، خصوصا أن الترصيع الاستثنائي طال إطار الميناء بفضل سلسلة متعاقبة من 60 ماسة ذات تقطيع باغيت - واحدة لكل دقيقة.
هذا ويعتبر الميناء أيضا إنجازا أساسيا بحد ذاته، لأن مساحته ضمت ما لا يقل عن 263 ماسة، فضلا عن مؤشرات الساعة الـ12 وخمسة موانئ ثانوية. أكثر من ستين ساعة من العمل أنفقت دون كلل على ترصيع المجوهرات وحدها، حيث ذهبت بياجيه في مغالاتها إلى حد إضافة 25 ماسة إلى الوزن المتذبذب لتدوير الحركة، لتضفي على الآلية الساعية التي يمكن للناظر تأملها من خلال قعر العلبة الشفاف، لمسة مميزة.
* في دلالة واضحة على أن اللون الأبيض بدأ ينافس الأسود في مناسبات السهرة، زاد إقبال نساء العاصمة الفرنسية باريس، على كل درجات الثلج والسكر. لكسر برودته وإضفاء القوة عليه، ينصح الخبراء بتنسيقه مع معطف من الجلد وأحذية توحي بالقوة لونا وتصميما من دون كعوب. لكن فيما يتعلق بالمجوهرات فإن الأمر يختلف تماما. فاللون الأبيض، لكي يحافظ على صفائه ورونقه، لا يجب الخلط بينه وبين الألوان المتضاربة والمتعددة، وهذا يعني أن المجوهرات المبهرجة غير مستحبة، ويفضل عليها كل ما يبرق بالماس أو اللؤلؤ. فالأبيض مع أي جواهر بيضاء يكون إيجابيا على كل الأصعدة.