الصحة والحيوية.. تنبعان من الغذاء
كيف نأكل بصورة سليمة؟!
الغذاء الصحيإن الانطلاق في أعباء الحياة منذ الصباح والكد المتواصل أثناء النهار دون أن نتعب بشكل مرهق يجعلنا نغيّر من انطلاقتنا بعد أيام. هو أمر ممكن، ولكن ما علينا إلّا أن نعرف كيف نملأ أطباق طعامنا ونأكل بطريقة سليمة تزودنا بالحيوية.
يقول الدكتور البريطاني سكنازي اختصاصي في علم التغذية انه عندما نجمع بين الغذاء والحيوية نكون في الطريق السليم، لأن الأطعمة التي تنشط الطاقة هي نفسها التي تقوي الجسم وتجعله أكثر نشاطاً وقد تحثه على النحافة أو عدم زيادة الوزن على الأقل، في الوقت نفسه فإن العديد من هذه الأطعمة ذات طهو سهل ومذاق جميل.
يؤكد الدكتور سكنازي على أهمية حسن التصرف في تنظيم الوجبات وأن الطريقة المثلى لذلك تكمن في أن نتناول ثلاثة أرباع الطعام اليومي قبل الظهر، هذا إذا كنا نبحث عن مضاعفة حيويتنا، فالطعام يختلف تأثيره في الجسم باختلاف ساعة إدخاله إلى المعدة، لنأخذ مثلاً البطاطا وهي طعام مثالي للغداء لأن سكرياته البطيئة تعطي النشاط لفترة العمل بعد الظهر، إلا أن إلغاءها من وجبة المساء أمر مستحسن لأن الجسم ينتج في الليل حموضة معدية أكثر منه في النهار.
والسكريات تضاعف إنتاج الحمض الكلوريدي مما يزيد الحموضة ويسبب حرقة في المعدة ونوماً مضطرباً، وكذلك الأجبان ذات العجينة القاسية كونها غنية بالكالسيوم أكثر من الأصناف الأخرى وفاتدتها تزيد النشاط ظهراً وعلينا الابتعاد عنها في المساء.
الأطعمة الأكثر فائدةهناك أطعمة أكثر عطاء للمزيد من الحيوية مثل شذرات النخالة المفيدة جداً بالنسبة للهضم وينصح برشها على السلطة، فالخميرة مفيدة للبشرة وهي مكمل غذائي مفيد جداً، وكذلك السمك يحتوي على الحوامض الأمينية الواحد والعشرين التي يحتاجها الجسم فضلاً عن كونه قليل الدسم وسهل الهضم ويعتبر غذاء رائعاً للرشاقة ولا عجب أن تكون أدوية الكولسترول مكونة من خلاصات السمك.
أما اللحوم فيجب الكف عن اعتباره مناقضاً للسمك أو إلغاءه من غذائنا. فاللحم يحتوي على الحديد بكثرة كما أنه مهم للجسم والخلايا وغني بالمعادن. كذلك البيض والأجبان مفيدان لتزويد الخلايا بالطاقة الحيوية. ويعتبر طبق العدس طبقاً مهماً يحتوي على العناصر النادرة والحوامض الأمينية التي يحتاجها الجسم فهو غنى بالنشويات التي تزود الجسم بالطاقة مع إحتوانه على السكر البطىء الذي يمتصه الجسم بسهولة. كما يحتوي على بروتينات جيدة شبيهة الصويا وقيمته الغذائية تفوق الفاصولياء والبازيلا الجافة بنسبة 10 - 15 بالمانة.
الورقات المفيدة
من الأكلات المفيدة سلطة براعم السبانخ وسلطة الأفوكادو مع الزيتون والخردل. أما دوائر الفجل الأسود فتعتبر منشطات مسموحة ضد التعب. أما التبولة حيث البقدونس والنعنع الأخضر مع البرغل الناعم وزيت الزيتون فتعتبر من الأكلات المفيدة.
ويؤكد د. سكنازي أهمية الأرز الابيض حيث تمنحه هذه الأليفات قدرة على الاشباع.
أطباق مهمةويعتبر حساء الخضرة المقوي طبقاً مهماً ويتكون من الجزر والثوم والكوسا وضلوع الكرفس والصعتر الأخضر وأوراق البقدونس مع الملح والبهار.
أما طبق الملفوف فهو ممتاز لتزويدنا بالطاقة وكذلك شرائح السمك التي ترافق طبق الرز الكامل. حيث تعتبر هذه الأطباق منشطات سريعة للجسم.
الكالسيوم وإطالة العمرهناك سلسلة من الدراسات تبين حقيقة منافع اللبن وأضراره. وإذا كان الحليب قد يسبب متاعب هضمية جمّة للراشدين من جراء افتقارهم إلى خميرة "اللاكتاز" الضرورية في استيعابها سكر الحليب الطبيعي "اللاكتوز" حيث الاطفال يفرزون "اللاكتوز" حتى سن المراهقة ثم تخف تدريجياً لتغيب لدى الكبار بشكل نسبي. أما سبب زوالها فيعود إلى نقص في التمارين، فيما الرضع يفرزونها بشكل منتظم عندما يشكل الحليب غذاءهم الوحيد.
المهم أن اللبن بعكس الحليب لا يسبب إزعاجهاً وثقلاً لأن الجراثيم التي يحتويها تحول "اللاكتوز" إلى جامض حليبى أي بمعنى آخر سهل للهضم.
اللبن ضمانة الحياةيقول باحث روسي في مختبرات باستور أنه ثبت أن اللبن ضمانة الحياة وركيزتها وذلك في بداية هذا القرن وأن القوقازيين الذين يعمرون إلى ما بعد المانة عام يستهلكون اللبن يومياً. وأشارت دراسات أميركية إلى أن اللبن يخفض نسبة الكولسترول بنسبة 10 بالمائة.
كما أوضحت الدراسات أن استهلاك اللبن يقوي التحصين المناعي يرفعه نسبة بعض العناصر الموجودة في الدم مما يقوي مناعتنا ضد الفيروسات والالتهابات التي تصيب أعضاءنا. ومن المعتقد أن اللبن له تأثير واقعي ضد السرطان.
وأوضحت إحدى الدراسات المخبرية أن الجراثيم الموجودة في اللبن تقاوم بعض المواد السرطانية، كما أن الحامض الحليبي الذي يظهر عند الترويب يلعب دوراً مطهراً إذ ينقي الجهاز الهضمي ويقوي الزغبرة الهضمية بتدميره بعض الجراثيم المؤذية.
إن الحامض الحليبي الموجودة في اللبن يسهل استيعاب الكالسيوم في جعله أكثر ذوباناً. واللبن كالحليب يساعد على النوم لأن الكالسيوم عنصر مسكن للجهاز العصبي.
وإذا كانت اللحوم تحتوي على مادة البروتين. فإن اللبن لا يقل عنها في الأهمية مع فارق صغير وهو أن اللبن لا يحتوي على سموم اللحوم وأقل منها حديداً ولذلك فاللبن باستطاعته أن يقوم مقام الحليب إلا أنه يفتقر إلى بعض الفيتامينات الموجودة في الحليب عند تحويله إلى لبن حيث يفقد نحو 80 بالمانة من محتواه من فيتامين "أ" و30 بالمائة من فيتامين "ث وأ وب" مع زيادة في حمض الفوليك التي تؤثر في التوازن العقلي والعصبي.
ولا شك أن التغذية الصحية المتوازنة والغنية بالمواد اللبنية تتيح بلوغ معدل الكالسيوم المثالي يومياً. لكن هذا الحصن الضروري لا يحصل عليه الاشخاص الذين لا يحبون الحليب ومشتقاته. لذلك فإن مكملات الكالسيوم تبدو. ضرورية لهؤلاء. وفي هذه الحالة يجدون الحل الناجح في استهلاك المواد المزود بالكالسيوم مثل الشوكولاته والبسكويت والفاكهة.
رد مع اقتباس
