وكالة الأنباء العراقية المستقلة – متابعة
الزور خانة رياضة شعبية تراثية وتعد من الفلكلور العراقي الإيراني القديم وتسميتها مكونه من مقطعين الزور و الخانة وهي كلمة ذات أصول فارسية وتعني بيت القوة وممارستها تعتبر من الطقوس الرياضية والتي تعنى ببناء العضلات وكمال الأجسام وتغذية الجسم روحيا ..وهي من الرياضات القديمة جدا ولكنها اتخذت إشكالا مختلفة مع الزمن حتى وصلت إلى شكلها الحالي وقد انتشرت بالعراق في أوائل القرن الماضي ....والزور خانة هي عبارة عن حفرة دائرية الشكل أو مثمنة الأضلاع مكسوة بالطين الحر لمرونته تحت أقدام اللاعبين . يلعب فيها اللاعبون ويطلق عليهم اسم الفتوة تعظيما لقوتهم البدنية بالرغم من أن هذه الرياضة لا تقتصر على عمر محدود فيلعبها الكبار والصغار .. وتمارس هذه الرياضة تحت وقع الطبل لزيادة الحماس يقودها شخص ذو خبرة يسمى المرشد أو الماندير وتبدأ بقراءة القران والتواشيح الدينية تليها قراءة المقامات العراقية والتي لها وقع مع ضربات الطبلة ورنة الأجراس . بعدها يهرول الفتوة هرولة خفيفة يعبر عنها بالإحماء ثم تبدأ حركات الشناو وتحسب عددها لكل لاعب يتلوها عملية رفع الاميلات ( أدوات اللعبة ) وهي بمثابة الأثقال الحديدية في وقتنا الحاضر وهي عبارة عن أقواس و بواري خشبية مطعمة بالرصاص لزيادة وزنها ثم تمارس القفزات داخل الحفرة إلى الأمام والى الخلف على قدمين تارة وتارة أخرى على قدم واحدة لتقوية عضلات السيقان وتقام كل هذه الحركات تحت وقع الطبل , خفا يا رجليه ..... وتختم اللعبة بنزال المصارعة وتقسم النزالات إلى قسمين الأول يسمى ( الحلاونه ) وهو نزال ودي يتدرب عليه اللاعبين والثاني يسمى الخصمانة وهو نزال جدي يقام في أيام الجمعة فقط يشرف عليه المرشد ويتحكم بنهايته وتقيمه ويكون حكمًه ورأيه محل قبول وتقدير لدى كافة اللاعبين .. ولهذه الرياضة زي خاص يرتديه ممارسوا هذه اللعبة يسمى البشطمال وهو قماش مزركش الألوان يشبه الوزرة يبدأ من الخصر حتى الركبتين ليخفي أهم مناطق الجسم وحشية ......ويذكر من أوائل الزورخانات التي أنشئت في العراق ببغداد وهنٌ زورخانة محلة الدهانة ومرشدها ارميض الهاشمي وزورخانة مدينة ألكاظميه وبطلها درويش علي ثم توالت إنشاء الكثير من الزورخانات في بغداد وفي اغلب محلاتها كمحلة باب الاغا والكفاح الذي اشتهرت فيها زور خانة ابو سيفين وعكد إلجام ومن أشهر هذه الزورخانات كانت زور خانة عكد الأكراد والتي أنتجت عمالقة وأبطال هذه اللعبة وهم من الأكراد الفيليين مثل حسن كورد الملقب بالبهلوان ومجيد كسل وحميد ليوة ومجيد خليل لولو فضلا عن وجود عدد كبير أخر من أبطال هذه اللعبة كعوسي الاعظمي وعباس الديك الذي فاز على المصارع الإيراني نصر الله كرمنشاهي في زورخانة كربلاء ... وقد انتشرت هذه الزورخانات حتى في محافظات العراق كالبصرة والنجف والسليمانية والموصل وميسان ولزورخانة ميسان قصة مشهورة شهدها الانكليز أبان احتلاله للعراق حيث كان بطلها صنكور العلاف وهو بطل عراقي صارع أعتا المصارعين الانكليز في حينها وغلبهم وكان يرفع حمار مع حمله من شدة قوته كما ينقلونها وكان لصنكور موكب حسيني يدعى بموكب القادرية يخدم زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام في اربعينيته ..واما بالنسبة لزورخانة كربلاء كانت في منطقة المخيم بداية شارع القزوينية قبل خان الفحامة سابقا ...ولرياضة الزور خانة تقاليد أخلاقية جميلة يجب أن يتبعها اللاعبون ومنها أن يكون نظيفا وعلى وضوء وذو أخلاق فاضلة ونبيلة ويتمتع بروح التواضع وان لا يكون مغترا بقوته وان يكون أمينا ومحب لأهله . ومن ضمن أعراف هذه الرياضة أيضا يمنع استعمال المشروبات الروحية والتدخين في مقرات الزورخانة .. ولكن وبكل أسف اندثرت هذه الرياضة تحت وقع تطور الحياة وظهور رياضة جديدة تسمى الزور واوية تمارس بشكل جدي يوميا في البرلمان العراقي ومجالس محافظات جزر الواق واق وليس لها أي تقليد أخلاقي يميزها.