النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

مأذنة (العبد) تأريخ ناطق لحكايات وشواهد للصحن الحسيني الشريف

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 798 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: في المنفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,968 المواضيع: 3,683
    التقييم: 9505
    مقالات المدونة: 66

    مأذنة (العبد) تأريخ ناطق لحكايات وشواهد للصحن الحسيني الشريف إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع





    وكالة الانباء العراقية المستقلة /حسين هاشم آل طعمة


    لم تنته مظلومية الامام الحسين (عليه السلام) باستشهاده يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ في صحراء كربلاء بل استمرت بعد دفنه واقامة اول مزار له، وقد سجل المتوكل العباسي اول موقف معاد للدين ولاهل البيت (ع) بهدم قبر الامام ومعاقبة زائريه بل وتهديدهم بالقتل وقطع الاطراف؛ هذه السياسة استمرت على مر العهود، رغم ما تخللتها من فترات يمكن عدها بانها ذهبية إذ كان الحكام – على الاغلب – يخشون صرخة كربلاء بوجه الظلم والطغيان والانحراف، وهي امراض قلما سلم منها ملك او حاكم مهما ادعى السلامة في الدين وحسن السيرة والسلوك.
    من هنا انطلقت المساعي والجهود لتطويق الحرم الحسيني – بعد ان ثبت تاريخيا فشل ابادته بالكامل - بمشاريع عمرانية تقوم على انقاض معالم اثرية هامة ارتبطت بشكل وثيق بالروضة الحسينية المقدسة، ومن تلك المعالم الشهيرة والبارزة (مأذنة العبد) في وسط الصحن الحسيني الشريف الذي هدم بقرار من الحكومة الطائفية في العهد الملكي برئاسة ياسين الهاشمي وذلك عام 1935، بعد ان مضى على تشييدها نحو ستة قرون من الزمن.
    *ما هي حكاية مأذنة العبد؟*
    كان العراق يقع ضمن سيطرة الدولة الجلائرية المتمركزة في مدينة تبريز – شمال ايران – في القرن الرابع عشر الميلادي الموافق للقرن الثامن الهجري، وكان للسلطان الجلائري والٍ على بغداد اسمه مرجان أمين الدولة بن عبد الله بن عبد الرحيم، وحصل ان نشب نزاع بين هذا الوالي والسلطان. وبلغ النزاع ذروته بان اعلن الوالي التمرد فاصدر السلطان اوامره بتسيير جيش جرار نحو العراق لازاحة الوالي واخماد التمرد، وتذكر المصادر التاريخية ان الوالي كان في بداية حياته عبدا للسلطان، وهو ما شق على الاخير تمرده وتنكره لمن تفضل عليه، وبغض النظر عن اسباب التمرد وخلفياته وكان الوالي محقا ام لا؟، فان الاخير وجد نفسه امام خطر ماحق، فما كان منه الا ان توجه صوب كربلاء واللجوء الى الحرم الحسيني.
    *الوالي- العبد في كربلاء المقدسة*
    تشير المصادر التاريخية الى ان كربلاء المقدسة في تلك الحقبة كانت تدار من قبل اهلها دون اي تدخل من اي بلد او مملكة، وكان يتم تسيير وادارة شؤونها بالتعاون بين الاسرتين العريقتين وهما آل فائز وآل زحيك العلويتين، كما كانت لهما النقابة والسدانة وشرف خدمة الزائرين.
    وعندما حل الوالي اللاجئ في كربلاء المقدسة اقام الصِلاة والعلاقات مع العلماء الفضلاء ووجهاء المدينة، واول عمل قام به هو بناء مأذنة في الصحن الحسيني الشريف حيث كان الصحن يخلو من اي مأذنة، وكانت تتوسطه القبة الذهبية لمرقد الامام الحسين (ع)، كما بنى بالقرب من المأذنة جامعاً كبيراً، وصرفت عليها اموالا كبيرة من ريع املاكه في بغداد وعين التمر والرحالية، وتم الانتهاء من بناء المأذنة والجامع سنة 767 هـ والموافق لعام 1365 م، وحسب المصادر التاريخية فان الوالي كان يقضي معظم وقته معتكفا في هذا الجامع والى جوار مرقد الامام الحسين (ع).
    هذا الانجاز كان من شأنه تغيير موقف السلطان الجلائري تجاهه فأمر باحضاره وتكريمه وابقاه واليا على بغداد، ومن نافلة القول فإن جامع (مرجان) الموجود حاليا في بغداد يعود الى هذا الوالي الذي كان احد انجازاته ومشاريعه، وقد اوقف له عدة عقارات وبساتين لرعاية شؤون هذا الجامع المعروف.
    اما عن مكان المأذنة فكانت تقع في الزاوية الشرقية من الجهة الشمالية للصحن الشريف، وكان ارتفاعها يبلغ اربعين مترا، تكسوها النقوش الجميلة التي رسمت بالكاشي الكربلائي الذي يعرف بـ(القاشاني)، وعن هذه المأذنة والصرح المعماري الشامخ يقول المؤرخ الدكتورعبد الجواد الكليدار آل طعمة في كتابه (تاريخ كربلاء): (وكانت مأذنة جبارة اعظم وافخم من كل المآذن الموجودة في العتبات المقدسة في العراق، وكانت في حينه تعد الثانية بعد (الملوية) في سامراء.
    *مأذنة العبد تتبعه مأذنتان*
    عندما رأى السلطان الجلائري ماناله الوالي من شهرة واسعة ببنائه هذه المأذنة قرر اجراء اصلاحات واسعة في الروضة الحسينية المقدسة، واستمر السلطان في بنائه وترميمه واصلاحه للروضة الحسينية المطهرة حتى وافاه الاجل عام 774 هـ، عام 1372 م، فتولى من بعده مواصلة بناء الروضة الحسينية ابنه السلطان احمد بن اويس الجلائري. وفي عهده تم بناء المأذنتين الموجودتين حاليا في الحرم الحسيني الشريف وزينهما بـ(القاشاني) ذي اللون الاصفر الذهبي الجميل.
    وبالرغم من بناء المأذنتين، فان مأذنة (العبد) لم تهمل، بل ظلت شامخة مهيبة وسط الصحن الحسيني الشريف، وقد اجريت عليه بعض اعمال الترميم والاصلاح في جزئها العلوي وذلك في عام 983 هـ - 1574 م، في العهد الصفوي وعلى يد الشاه طهماسب الثاني، حيث جرت في عهده اصلاحات وترميمات واسعة في الروضة الحسينية المقدسة وبقية المشاهد المشرفة في العراق. واستمرت اعمال الترميم والصيانة على مأذنة العبد حتى الدولة العثمانية حيث اوعز البلاط بتصليح المأذنة على اثر تصدع في الجزء العلوي وذلك عام 1308 هـ - 1890 م، وبمرور الزمن اصبحت هذه المأذنة جزءا لا يتجزأ من تاريخ مدينة كربلاء والصحن الحسيني الشريف على المستوى الاجتماعي والثقافي، واصبح الناس يروون عنها القصص والروايات والاساطير، ومما حفظ لنا التاريخ من هذه القصص اوالروايات ما هو شائع على ألسنة الناس آنذاك من ان زنجيا قد القى بنفسه من اعلى المنارة منتحرا، فسميت هذه المنارة باسمه! والرواية الشعبية الاخرى ان زنجيا شحّاذا جمع المال من الشحاذة وبنى به المنارة!.
    وهناك رواية اخرى شائعة اوردها عن هذه المنارة جاءت في كتابات (جون بيترز) رئيس بعثة بنسلفانيا للتنقيب عن الآثار في منطقة (عفج) وخلال زيارته لمدينة كربلاء سنة 1308 هـ - 1890 م، ووصفه للحائر الحسيني قال: (ان الصحن الكبير فيه منارة ثالثة مزينة بالكاشي البديع، وهي من تشييد احد العبيد المعتقين).
    *الموت الذليل، مصير المتجاوز على الصحن الحسيني*


  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    طرح قيم غاليتي
    شكرا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال