وكالة الانباء العراقية المستقلة /عبد الكريم ابراهيم
يهتم العراقيون كغيرهم من شعوب العالم كثيراً باغطية الرأس لما لها من مكانة اجتماعية ودينية يحظى بها حاملها ، ومازالت بعض اغطية الرأس محافظة على وجودها، في حين اصبحت قسماً منها في خانة الذكريات واروقة المتحف البغدادي.هناك تنوع في مظاهر هذه الاغطية نتيجة التداخل الحضاري بين العراقيين وبعض شعوب المنطقة حيث ترك هذا الامر اقتباساً في التأثير المشترك نجده في (الطربوش) العثماني الذي نال حظوة خلال فترة الدولة العثمانية وسيطرتها على اجزاء عديدة من العالم العربي ومع بوادر ظهور النزعات القومية والوطنية بدأت عدد من الدولة العربية التخلي عن كل اشكال الحقبة الماضية كما يقول الباحث والمؤرخ الدكتور رحمن الجيزاني.ويضيف: أن بوادر النزعة الوطنية مع حصول هذه الدول على استقلالها في بدايات القرن العشرين والعراق أول الدول سعياً الى التخلص من كل مظاهر السيطرة الاستعمارية وتعزيز مفهوم الهوية العراقية " فقد سعى فيصل الاول الى مبادرة عراقية من خلال لبس السدارة (الفيصلية) كما يطلق عليها العراقيون - بدل الطربوش التركي ".ولعل الكوفية (اليشماغ) مع العقال اكثر ما يميز اغطية الرأس في العراق من شماله الى جنوبه مع اختلاف طريقة اللف واللون ، ويؤكد الباحث سعد اللامي ‘أن كلمة ( يشماغ) تعود باصولها الى العصر السومري وجاءت من كلمتين (آش ماغ) وتعني في اللغة السومرية غطاء الرأس العظيم.وأوضح: أن أغطية الرأس تطورت بمرور الزمن لتصبح كما هي عليه اليوم، ويختلف نوع اليشماع تبعاُ الى المنطقة الى ينحدر منها الشخص، فيشاع اللون الاحمر في المنطقة الغربية والاسود المنقط بالابيض في الجنوب والاسود في الشمال مع وجود اللون الابيض في جميع المناطق.ويدل لون اليشماع ولفته على المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها حامله، فاليشماع الاسود مع العقال يدل على انحدار الشخص من الاسرة العلوية الهاشمية، في حين يلبس رجال الدين في الطائفة الصابئية اليشماغ الاصفر أو الابيض .و(الجراوية ) مع ( العرقجين ) هي الاخرى لها خصوصية مناطقية وقومية كما تقول الباحثة شيرين احمد، فطريقة لفة الجراوية ولونها في كردستان تختلف عنه في بغداد والجنوب ويمكن معرفة حاملها وقوميته والمنطقة المنحدر منها.وتبس (العرقجين) وتعني مانعة العرق مأخوذة من اصول تركية أو فارسية تحت اليشماغ واحيانا تلبس بمفردها من قبل الشباب لأن "الانسان المفرع الرأس يعد عيباً" في السابق، كما يقول سعدون العزاوي من اهالي باب الشيخ.وذكر: الشباب على نوعين في ذلك الوقت، أما افندي يلبس السدارة والبنطلون او غير دلك يضع على رأسه العرقجين.أما العمامة فهي من اقدم الموروثات العربية، حيث كان اغلب العراقيين يلبسونها حتى نهاية الدولة العثمانية، لكنها اقتصرت بعد ذلك على المؤسسات الدينية. رغم دخول انواع عديدة من اغطية الرأس فإن العراقية منها حافظت على عراقتها أمام النوع المتسورد كـ(البيرية والكاسكيته والكلاو والكليته) التي شاعت في المؤسسات العسكرية ومازالت مستخدمة حتى الآن .