اخوتي المحترمين
يحكي لي صديق ان والده كان برتبة عقيد في جيش العراقي الباسل ايام الحرب الايرانية، وكان صديقي جندي احتياط في جبهات القتال، وكانت اجازته وإجازة والده العقيد تتوافق مرة كل ثلاثة او أربعة اشهر، حينها يلتقي الاب مع ابنه..!
فصادف ان تحركت الوحدة القتالية للابن الى نفس قاطع والده العقيد، ولما علم آمر الوحدة ان والد هذا الجندي هو آمر احدى التشكيلات في نفس القاطع احب مساعدته، فسمح له أن يذهب عند والده ويبقى عنده ما أحب من الوقت.. وعند وصول الابن لوحدة ابيه وعند ملجأ الأب العقيد أخبر المراسل ان يبلغ العقيد ان إبنه الجندي جاء لزيارته.. بعدها أبلغ المراسل الجندي أن عليه ان ينتظر لان العقيد مشغول حاليا، مع العلم أن الأب والابن مضى عليهم اربعة اشهر لم يلتقيا لانشغالهم بجبهات القتال..
وبعد ان انتهى الأب العقيد من عمله دخل عليه ولده الجندي وأدى التحية العسكرية وبقي واقفا في الاستعداد الى أن أوعز له والده أن يستريح، ثم تعانقا بعد ذلك..!
ويحكي الصديق عن والده بأنه كان لاينزل الى السوق او الاماكن العامة بملابسه العسكرية، خوفا ان تفسر اي حركة او تصرف غير مقصود منه سلبا على سمعة الضبط العسكري، وكان بعض اقاربه يطلبون منه ان يسحب ابنه الجندي لنفس وحدته ويبعده عن خطر الجبهات، فكان يزعل منهم على طلبهم ويقول لهم وماذا عن مصير الجندي الذي لاواسطة عنده؟ ابني ليس باحسن منهم، مع العلم أن صديقي الجندي قد تصوب أكثر من مرة ونال نوط الشجاعة، الى ان تسببت إحدى إصاباته بالعوق، والان هو من معوقي الحرب..!