يبدو لي أنني مضطر (كرجل ينتمي لقارة آسيا وتهمه مصلحة كرتها ودولها وأنديتها) أن أقول رأيي في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي ومقعد الفيفا، وما نراه من تكتيكات انتخابية آخر همها (بصراحة) هو توحيد النظرة وجسر الهوة بين الشرق والغرب وتطوير القيادة الإدارية والتحكيمية والعدالة والمنطق في مسألة الحقوق التلفزيونية، وعدم اعتبار 12 دولة كتلة واحدة مقابل اعتبار تايلاند مثلا كتلة واحدة، والواقعية والشفافية في قصة «معايير الاحتراف اليابانية» التي طبقها البعض بشكل حقيقي في شرق القارة وليست مطبقة نهائيا في غرب القارة، وسبق أن سمعنا كلاما من رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام أن 80 في المائة من الاحتراف الغرب آسيوي (أي العربي) وهمي وعلى الورق فقط..
ومن القصص غير المفهومة أيضا موضوع دخول أستراليا، إلى قارتنا وهي المستفيد الوحيد من هذا الدخول، فأنديتها ضعيفة، والاحتكاك بها غير مجد، والتنقل إليها مُكلف، وهي كانت تحلم بالوصول لكؤوس العالم عندما تصطدم بالعقبة اللاتينية في تصفيات الملحق، وحتى عندما اصطدمت بالعقبة الآسيوية، لكن طريقها الآن سالك جدا لفارق المستوى وحجم المحترفين في ملاعب أوروبا في منتخبها.. وحتى اللحظة لم نعرف ما هي أجندات المرشحين للرئاسة سوى تصريحاتهم النارية ضد بعضهم البعض في وسائل الإعلام وشعارات غريبة لحملاتهم الانتخابية، فمع كامل احترامي لم يوفق الإماراتي يوسف السركال في شعار «كرة القدم في القلب» لأنه من نافل القول أن نقول إنها في القلب، كونها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، والشعار لا يوصل معلومة، وهو نفس ما فعله المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم بشعار «آسيا متحدة»، فهي أبعد ما تكون عن التوحد، ففي منطقة تضم ست دول ضمن تجمع مجلس التعاون لدول الخليج العربية ترشح 3، وغرب آسيا الذي يضم 12 دولة منقسم على بعضه، وحتى الشيخ سلمان رفض حضور اجتماعات غرب آسيا بحجة وجود مواعيد مسبقة، وبعد مؤتمره الصحافي الأخير بات واضحا أنه أساسا ضد موضوع ترشيح العرب لشخص واحد وضد انتخابات «فرعية غير مجدية»، وبالتالي بات الأمر واضحا وهو أن كل مرشح وكل دولة عليها أن تبحث عن مصالحها الفردية. وقد يسألني أحدكم لماذا لم أتحدث عن شعار المرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج وهو «حافظ على آسيا»!! والإجابة بسيطة، هي أن الدكتور ليس مرشحا «جديا»، وقال لي على الهواء وعلانية إنه سينسحب يوم 1 مايو (أيار) لو وجد مرشحا عربيا آخر في السباق، ولهذا لم نسمع بأجندته الانتخابية ولن نسمع بها على ما أعتقد.. آسيا منقسمة، والعرب منقسمون، والكل يبحثون عن منصب من دون أن يتوجهوا للرأي العام العربي والآسيوي لشرح مشاريعهم المستقبلية وأهدافهم القريبة والبعيدة، وأنا شبه متأكد (وأتمنى أن أكون مخطئا) أن حالة الانقسام ستظل كما هي لدى فوز أي من المرشحين العرب، هذا إن لم يفز التايلاندي ماكودي مدعوما بأصوات عربية..
****منقول****