بسم الله الرحمن الرحيم
مَخْمَصَةٍ – خَصَاصَةٌ- مَسْغَبَةٍ
قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3
قال تعالى:
{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }التوبة120
قال تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْخَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
قال تعالى:{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }البلد14
ورد في المائده والتوبه لفظ مخمصة وهي : المجاعة او الجوع لأن مادة الفعل خمض تعني : ظامر البطن والجائع يكون ظامر البطن ولفظ مخمصه مناسب لمعنى الايه ومؤد لأهدافها ذلك أنها بينت المحرمات من الاطعمه ولما كان الانسان معرضاً للجوع في السفر أو عند نزول الجوائح( الافات السماويه) وما شبه ذلك وكان لا بد من المحافظه على حياته انطلاقاً من احدى كليات الشريعه وهي حفظ النفس فقد اباحت الشريعه له الاكل من المحرمات في هذه الحالات ولا يؤدي هذا المعنى لفظ "خصاصه " او لفظ " مسغبه" كما سنرى قريباً .
اما في سورة الحشر فقد اتى بلفظ خصاصه وهو يعني الاملاق والثلمة في الحال, وهو لفظ مؤد لصورة الحال ذلك ان الايثار قد يحصل في حالة الجوع وقد يحصل في غير جوع لكن مع قيام الحاجه اليه بعد وقت أي انك تؤثر غيرك برغيف خبز وأنت غير جائع لكنك محتاج للرغيف بعد وقت فلفظ "خصاصه "اعم من لفظ "مخمصه" او لفظ " مسغبة" اما في سورة البلد فقد اتى بلفظ مسغبة قال اهل اللغه : السغب هو الجوع واشترط بعضهم مع الجوع التعب .
والعمري ان هذا الشرط مصيب اصابه دقيقه للمعنى من الحال الواقع الا يكون اقتحام العقبه متعباً ؟ لما كان الحال يقضي بوجود التعب اثناء اقتحام العقبه او الشيء المساعد على هذا الاقتحام هو :
1: عتق رقبه ، والجوع محتمل الوقوع في العبيد في غالب احوالهم
2: اطعام في يوم ذي جوع وتعب ، علاج للتعب بالتعب ابعاد للتعب بالتعب ابعاد للجوع با الجوع ابعاد للعطش با العطش كل ذلك مشاهد في احكام الشريعة السمحه . والله اعلم
بقلم الاستاذ وسيم البكري
منقول ...