فاد مصدر امني رفيع من محافظة كركوك، اليوم السبت، ان العربات العسكرية التي تحاصر قضاء الحويجة، بدأت ببث تحذيرات عبر مكبرات الصوت تؤكد ان "الجيش سيقتحم الساحة"، وأكد أن تأخر عملية الاقتحام يأتي بسبب "استمرار التعزيزات" واستمرار "هروب المتظاهرين والمعتصمين"، فيما وجه المعتصمون نداء إلى "المجرم مارتن كوبلر وضمائر العالم ونواب المحافظة".وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس) ان "مكبرات الصوت للعربات العسكرية التي تحاصر ساحة الاعتصام في الحويجة تؤكد أنها ستقتحم الساحة اليوم".وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "تأخر الاقتحام من العصر وحتى الآن يأتي بسبب استمرار التعزيزات واستمرار عمليات التسرب من الساحة وهروب المتظاهرين والمعتصمين".من جهته، قال منسق الاعتصام في الحويجة عبد الملك الجبوري في حديث إلى (المدى برس) إن "القوات العسكرية تحاصر الساحة بأعداد كبيرة وقد ترجلت من العربات وتتحضر على ما يبدو للاقتحام"، متسائلا "أين أنت أيها المجرم مارتن كوبلر اين ضمائر العالم، اين المنظمات، اين نواب عرب كركوك، أين القانون".واشار الجبوري إلى أن "المعتصمين انهوا قبل اقل من ساعة تفاوضا مع نواب عرب كركوك وهم توجهوا الى الجيش للوصول لحل يضمن العدل والقانون المحرمون منه".وشهدت ساحة اعتصام الحويجة(55 كم جنوب غربي كركوك)، عقب صلاة الجمعة في الـ19 من نيسان 2013، اشتباكات قرب نقطة تفتيش مشتركة لقوات الجيش والشرطة قرب ساحة الاعتصام، اتهمت فيها قيادة الجيش المتظاهرين بالهجوم على النقطة، والتسبب في "المعركة" قتل فيها جندي وأصيب فيها اثنان آخران، فيما يقول المتظاهرون ان الجيش هو المسؤول عن الحادث، ويؤكدون مقتل واحد منهم وإصابة اثنين آخرين أيضا.وهاجم معتصمو ساحة الاعتصام في الرمادي، اليوم الأحد، الحكومة العراقية بشدة وهددوا بانهم لن يسكتوا في حال أقدمت على مهاجمة ساحة الاعتصام في الحويجة، ولوحوا بـ"تصعيد أكثر وأكثر ومعركة" مع الحكومة "الطائفية" وخاطبوا رئيس الحكومة "إذا أردت الانتحار فحاول اقتحام ساحة من ساحات الاعتصام"، وداعين الجيش العراقي ألا يكون طرفا في هذا الصراع، فيما دعا علماء الدين في الانبار جماهير المحافظة الى "الالتزام" بموعد الاضراب العام الذي سيبدأ غدا الاثنين، ويستمر لـ24 ساعة.وحذرت اللجان الشعبية في محافظة كركوك، اليوم الأحد، من اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة قبل ساعات من انتهاء المدة التي حددها قائد القوات البرية الفريق أول ركن علي غيدان "لاقتحام" الساحة عصر اليوم، في حال عدم تسليم مطلوبين بقتل عناصر في الجيش، وهددت انها "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا حصل الاقتحام، وفيما اتهمت "طرفا ثالثا" بالسعي لتأجيج الصراع وتحويله إلى "صدام دموي"، وصفتهم بـ"المنافقين الذين خسروا ناخبيهم وعادوا لمجاراة الحكومة".من جهتهم، أعلن علماء الدين في محافظة الأنبار، اليوم الأحد، ان يوم غد الاثنين هو "يوم الإضراب العام" في كافة الدوائر الرسمية في المحافظة، وبينوا ان الإضراب سيستمر "لمدة 24 ساعة يرافقه صيام"، مؤكدين ان الإضراب من أجل ان "تفهم الحكومة الطائفية إنها فقدت شرعيتها".وقال بيان صادر عن علماء الدين في محافظة الأنبار تلاه الشيخ عبد القادر النايل من على منصة الاعتصام في ساحة (العزة والكرامة) في الرمادي، مساء اليوم الأحد، انه "تأييدا لقرار اللجان الشعبية والتنسيقية في المحافظات الست المنتفضة نعلن لكم ان يوم غد الاثنين هو يوم الإضراب العام في كافة الدوائر والمدارس والجامعات والأسواق وأصحاب المهن عدا دائرة الصحة في المحافظة".وكانت هيئة علماء ديالى دعت، اليوم الأحد، أهالي المحافظة إلى صيام يوم غد الاثنين لـ"إنصاف المظلومين ونصرة الحق على الباطل" والدعاء للإفراج عن المعتقلين، فيما أكدت أن ديالى غير مشمولة بالعصيان المدني الذي دعا إليه قادة الحراك في المحافظات الست المنتفضة.وأكد البيان إننا "نعلن غدا الإضراب العام في هذه الدوائر كلها نصرة للمظلومين ونصرة لأعراض المسلمين"، مبينا ان "علماء الدين يدعون جماهير أهل الأنبار الى تنفيذ الإضراب يوم غد الاثنين ولمدة 24 ساعة مع الصيام".وأشار الى ان "الصيام سيكون طاعة لله ورسوله ونصرة للمظلومين والمعتقلين والمعتقلات من أبناء السنة والعراقيين عموما الذي يقضون ظلما في سجون الظالمين"، مشددا على إننا "سنعلن الإضراب ونصوم حتى تفهم هذه الحكومة الطائفية التي تتعامل مع أبناء الشعب وأبناء السنة خاصة بالبطش والإبادة وانتهاك الأعراض انها حكومة قد فقدت شرعيتها واننا يد واحدة لإثبات هويتنا واسترداد حقوقنا المغتصبة".وأهاب البيان بـ "أحباب المصطفى ان تلبوا دعوتنا، ونهيب بكم يا اتباع الصحابة الكرام ان تكونوا خلف علماءكم المخلصين وتكنون لهم السمع والطاعة"، مؤكدا ان "النصر قادم باذن تعالى وان الله لا يضيع اجر الصابرين".وناشدت اللجان الشعبية لـ"الحراك الجماهيري" في كركوك، أمس السبت الـ20 من نيسان 2013، رئيس البرلمان أسامة النجيفي وعددا من النواب بـ"التوسط لفك الحصار" الذي تفرضه قوات عمليات دجلة "منذ أول امس الجمعة" على ساحة اعتصام الحويجة، واكدت وجود اثنين من جرحى "حادث" الاشتباك بين المتظاهرين والقوات الامنية داخل ساحة الاعتصام، في حين هاجم مفتي العراق القائد العام للقوات المسلحة لحصاره الحويجة وشبهه بـ"حصار جيش ابن زياد لجيش الحسين" في كربلاء.واعلنت قيادة القوات البرية، امس السبت، أنها أمهلت معتصمي الحويجة حتى عصر يوم الغد لتسليم "قتلة الجيش"، وأكدت أن هناك أمرا صارما بتفتيش الخيم وإزالتها للقبض على المهاجمين واستعادة الاسلحة والقاذفات التي استولوا عليها من الجيش، مشددة على أن "لا حل من دون استعادة هيبة الدولة".وتشهد محافظة كركوك منذ الاول من كانون الثاني 2013، تظاهرات بعد نحو تسعة ايام على التظاهرات التي شهدتها محافظة الانبار ونينوى في الـ21 من كانون الاول 2012، تطورت من المطالبة بإلغاء قوانين المساءلة والعدالة والغاء المادة 4 ارهاب الى مطالبات بأسقاط حكومة المالكي، فيما انطلقت التظاهرات في الحويجة في الرابع من كانون الثاني 2013.ويتوقع أن يشهد الحراك الجماهيري في المحافظات والمناطق ذات الغالبية السنية، المتواصل منذ قرابة الأربعة أشهر، توتراً كبيراً لاسيما أنه يأتي بعد الهجوم الشديد الذي شنه رئيس الحكومة عليه ووصفه المتظاهرين بأنهم "متمردين" وحذرهم من "موقف آخر"، فضلاً عن كونه يأتي قبل 24 ساعة من انتخابات مجالس المحافظات في العشرين من نيسان الحالي.وكان رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، هاجم في مؤتمر ترويجي لقائمة (ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها، في ملعب مدينة الناصرية، (مركز محافظة ذي قار، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، في الـ16 من نيسان 2013 الحالي، المتظاهرين والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـ"المتمردين"، وحذرهم بـ"موقف آخر" إذا لم يعودوا إلى التفاهم على أساس "الدستور والوحدة الوطنية"، بدلاً من التهديد من القوة، مضيفاً لقد "صبرنا عليهم كثيراً لأنهم أخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا"، وتابع مهدداً "لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفاً مسؤولاً في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون.