TODAY - December 22, 2010
حمار عراقيّ قد ينقل إلى أميركا مقابل 30 ألف دولار!
تجاوزت الشعبيّة التي يتمتع بها الحمار العراقيّ "سْموك" كل الحدود.
الحمار العراقيّ "سْموك"
بغداد
بعد العثور عليه تائها بالقرب من قاعدتهم عام 2008 أطلق جنود وحدة المارينز اللوجستيكية المقيمة أنذاك في محافظة الأنبار عليه اسم "سْموك"(دخان).
لكن الشعبية التي تمتع بها "سْموك" قد تجاوزت كل الحدود. فبعد عامين له داخل القاعدة العسكرية الواقعة إلى غرب بغداد تمكن هذا الحمار من كسب قلوب وعقول كل العاملين في تلك القاعدة، مما جعله موضع صراع ثقافي بين عدد من جنود المارينز الذين عادوا للولايات المتحدة وشيخ عشيرة وعائلة عراقية طالبت بدفع 30 ألف دولار لها للتخلي عن "سموك".
لكن ملكية الحمار الهزيل الأصلية غير واضحة. فبالنسبة لجنود المارينز كانت معالجة الجروح على سيقانه ووجهه وإطعامه وإعادة العافية له جعلته واحدا من أفراد القاعدة.
فمع غياب أطفالهم الذين لم يروهم لأشهر راحوا يبعثون لهم بصور "سموك" عبر الرسائل الالكترونية.
وبالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين تربوا مع الشخصية الكرتونية المتكلمة "دونكي" التي ظهرت في مسلسل أفلام "شْريك" أصبح "سموك" تجسيدا لشخصية "دونكي" السينمائية على الرغم من أنهم لم يروا منه سوى صوره التي بعثها آباؤهم لهم.
بالمقابل قررت القيادة العسكرية في تلك القاعدة اعتبار "سموك" أحد العاملين فيها بسبب منع تواجد أي حيوانات أليفة داخل القواعد العسكرية الأميركية.
وضمن هذا السياق قال كولونيل المارينز المتقاعد جون فولسوم لمراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن "جنود المارينز ليسوا جميعهم قساة القلوب – نحن ضعفاء جدا أمام الأطفال والحيوانات".
وكان فولسوم آمرا لمعسكر "التقدم" في محافظة الأنبار حين ظهر الحمار "سموك" متجولا بالقرب من القاعدة الأميركية.
وأضاف الكولونيل المتقاعد معلقا على الحمار الشاب: "بالنسبة لي هو رمز للتواضع والسلام".
ويقود فولسوم حاليا حملة لدعم عوائل المحاربين القتلى والجرحى وفي الوقت نفسه يقوم مع آخرين بجهود كبيرة لجلب سموك إلى نبراسكا كي يعمل مع الأطفال الذين جرح آباؤهم أو قتلوا في العراق.
وقال فولسوم مذكرا بفضائل "سموك": "لقد عمل معنا بأقصى قدرته لجعل عوائلنا سعيدة".
وحين سئل عن رده على تلك التعليقات القائلة بإنه من الضروري تركيز الحب والاهتمام على أولئك الذين تضرروا بسبب الحرب في العراق لا الحيوانات قال فولسوم: "أنا لم أسمع بتعليقات من هذا النوع... "سموك" جعل الكثير من الأطفال سعداء. كان بالنسبة لنا نوع من السلوى ونحن بعيدون جدا عن بيوتنا".
وحكى فولسوم عما حل بـ "سموك" بعد عودة وحدته إلى الولايات المتحدة: "لم يكن الجيش الأميركي في العراق تحمل أي مسؤولية."
وقال له ميجور في الجيش إنه قد أعطى "سموك" لاحد شيوخ العشائر في الأنبار والأخير بدوره أعطاه لعائلة تسكن في الفلوجة.
وحين أراد فولسوم استرجاعه وجلبه إلى الولابات المتحدة وبادر الشيخ الاتصال بالعائلة قالت الاخيرة : "إنه حمار مشهور، نحن نريد 30 ألف دولار ثمنا له".
لكن شيخ العشيرة من جانبه أراد دفع مبلغ أقل للعائلة وشراءه لإرساله إلى نبراسكا.
وتم التوصل إلى اتفاق يرسل "سموك" وفقه جوا من مطار الكويت إلى امستردام ومن هناك إلى واشنطن ثم نبراسكا.
لكن الكويت أوقفت السماح للحمير بدخول أراضيها. وعلق فولسوم: "آمل أن يأتي الحمار قبل حلول عيد الميلاد وإذا لم يكن ممكنا من خلال الكويت فليكن من خلال الأردن أو تركيا".