إن ما يتميز به صاحب المصيبة العظمى - كالأم الثكلى بولدها - هو أن أدنى تذكير له بالمصاب الذي نسيه بتقادم الأيام ، يهيّـج فيه المشاعر الكامنة ، فلا تحتاج بعد ذلك إثارة تلك الأحاسيس ( الدفينة ) إلى كثير جهدٍ ومعاناة ، وخاصة عندما تتعاظم المصيبة .وعليه فإن المؤمن الذي يعيش حالة التفاعل الشعوري مع عناصر عالم الغيب ، يثيره أدنى مذكر لتلك العناصر التي قد غفل عنها ، وذلك كإحساسه بفداحة فقد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وغيبة الوصيّ ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، وخلوّ الزمان من الحجة الظاهرة .وهذه معانٍ كامنة في وجدانه وإن لم يستحضرها في كل آن .ومن المعلوم أن الذي لا ( يملك ) هذا المخزون الشعوري في مرحلة سابقة ، لا ( يتفاعل ) عادة بالمثيرات العاطفية حينما يتعرض لهـا ، كعدم تفاعل الأجنبية مع مصيبة الوالهة الثكلى .